مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوباما يحذر من استخدام المجوعات الاسلامية المتطرفة للاسلحة النووية

الرئيس الاميركي باراك اوباما يترأس الجلسة العامة الاولى في قمة الامن النووي في واشنطن في الاول من نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما امام قمة عالمية للامن النووي الجمعة الحاجة الى المزيد من التعاون لمنع “المجانين” من تنظيمات مثل القاعدة والدولة الاسلامية من امتلاك اسلحة نووية او “قنابل قذرة”.

وخيم تهديد استخدام الارهابيين مواد نووية على شاكلة “قنبلة قذرة” او حتى امتلاكهم سلاحا نوويا، على القمة التي تخللها الكشف عن ان عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية رصدوا عالما نوويا بلجيكيا على الفيديو.

وقال اوباما ان “داعش استخدم اسلحة كيميائية بينها غاز الخردل في سوريا والعراق”.

واضاف “لا شك في انه اذا تمكن هؤلاء المجانين من امتلاك قنبلة نووية او مواد نووية فانهم وبشكل شبه مؤكد سيستخدمونها لقتل أكبر عدد ممكن من الابرياء”.

وركزت القمة التي حضرها عشرات من قادة الدول والوفود على امن المخزونات العالمية من المواد النووية التي يستخدم معظمهما لاغراض الطاقة او لاهداف طبية.

وقال اوباما “يوجد نحو الفي طن من المواد النووية” في انحاء العالم.

وحذر من ان مادة بحجم التفاحة يمكن ان تتسبب بدمار قد يغير شكل العالم.

وقال ان “اصغر كمية من البلوتونيوم يمكن ان تؤدي الى مقتل واصابة مئات الاف الاشخاص، وستتسبب في كارثة انسانية وسياسية واقتصادية وبيئية يكون لها تداعيات عالمية على مدى عقود (..) وسيتغير العالم الى الابد”.

وتاتي قمة الامن النووي عقب هجمات شهدتها مدينتي باريس وبروكسل وادت الى مقتل العشرات وكشفت عن عجز اوروبا عن احباط هجمات او رصد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية العائدين من العراق وسوريا.

وزادت المخاوف من التهديد النووي ظهور دليل على ان اشخاصا مرتبطين بالاعتداءين صوروا بالفيديو عالما بارزا في منشأة نووية بلجيكية.

— مخاوف بشان كوريا الشمالية —

ورغم تركيز القمة على مخزونات المواد الانشطارية، الا ان مخاوف نووية اخرى استقطبت اهتماما واسعا، بينها الملف النووي لكوريا الشمالية وتجاربها النووية والصاروخية البالستية المتواصلة.

واطلقت الدولة المعزولة صاروخا اخر قصير المدى من ساحلها الشرقي الجمعة، في حلقة جديدة من سلسلة اطلاقها للصواريخ وسط توتر عسكري في شبه الجزيرة الكورية.

وفي كانون الثاني/يناير فجرت كوريا الشمالية عبوة نووية — هي الرابعة — وبعد ذلك بشهر اطلقت صاروخا طويل المدى.

وافتتحت القمة الخميس مع محاولة اوباما الحصول على توافق من قادة شرق اسيا حول كيفية الرد على بيونغ يانغ.

وقال اوباما عقب لقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هاي “نحن متحدون في جهودنا للردع والدفاع في مواجهة استفزازات كوريا الشمالية”.

– خطوات جديدة –

وفي منتصف اليوم الختامي للقمة وصف المشاركون مجموعة اجراءات تدريجية بينها تعزيز التعاون بين الدول.

واعلن اوباما وآبي ان اليابان نقلت جميع اليورانيوم العالي التخصيب الذي تمتلكه وقامت بفصل وقود البلوتونيوم قبل الموعد المقرر. وسيتم خفض تخصيب المواد الانشطارية في الولايات المتحدة لاستخدامها لاغراض مدنية او للتخلص منها.

واغتنم اوباما فرصة القمة للتحدث الى نظيره الصيني شي جينبينغ، ووعد باجراء محادثات صريحة حول المزاعم بشان حشد بكين العسكري في بحر جنوب الصين.

واعرب مسؤولون اميركيون عن قلقهم بشان تحركات بكين في بحر جنوب الصين وقالوا انها لا تنسجم مع تعهدات الرئيس الصيني في البيت الابيض العام الماضي بعد عسكرة الممر المائي الاستراتيجي الذي يدور حوله خلاف شديد.

وتزعم الصين احقيتها في كامل بحر جنوب الصين رغم ان كل من بروناي وماليزيا وفيتنام وتايوان والفيليبين تزعم احقيتها كذلك. وشيدت الصين جزرا اصطناعية في المنطقة في الاشهر الاخيرة بينها مدرجات طيران.

— ظل بوتين وترامب —

والقمة هي الرابعة في سلسلة قمم الامن النووي التي تعتقد بناء على طلب اوباما، ومع انتهاء ولايته العام المقبل، فربما تكون القمة الاخيرة.

وكاد الرجلان اللذان غابا عن القمة وهما مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان يطغيا على القمة.

ويقول خبراء ان رفض بوتين حضور القمة جعل من شبه المستحيل التوصل الى خفض كبير في المواد الانشطارية، التي توجد غالبيتها العظمى لدى الجيشين الروسي والاميركي.

وصرحت باتريشيا لويس مديرة ابحاث الامن العالمي في معهد شاتام هاوس البريطاني لوكالة فرانس برس “من المفترض ان تناقش هذه القمة للامن النووي جميع المخزونات، لكن الحقيقة فان ما تعالجه هو جزء صغير من المخزونات المدنية”.

واضافت ان “فكرة الرئيس اوباما الاساسية هي ان (القمم) ستعالج جميع المواد الانشطارية، ولكن الحقيقة هي انه لم تجر مناقشة على المستوى الرسمي”.

وسابقا وصف بن رودس مستشار اوباما للسياسة الخارجية عدم مشاركة بوتين في القمة بانها “تاتي بنتائج عكسية”.

كما تركز النقاش كذلك على الانتخابات الرئاسية الاميركية ودارت اسئلة حول اقتراح ترامب بان على دول اسيا الحليفة تطوير اسلحة نووية.

والخميس قال رودس ان “السياسة الخارجية الاميركية باكملها المتعلقة بالاسلحة النووية ركزت خلال السنوات السبعين الماضية على منع انتشار الاسلحة النووية”.

واكد ان “ذلك كان موقف الادارات الاميركية من الحزبين، وكل من شغل المكتب البيضوي”.

ورأى ان “تغيير الولايات المتحدة لموقفها والاشارة الى اننا ندعم بشكل أو باخر انتشار الاسلحة النووي سيكون كارثيا على الولايات المتحدة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية