مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوباما يدفع باتجاه انهاء مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي هذه السنة

الرئيس الاميركي باراك اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في هانوفر في 24 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاحد دعمهما لاتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، رغم الانتقادات التي يثيرها على ضفتي الاطلسي.

وفي اليوم الاول من زيارته المانيا، القوة الاقتصادية الاوروبية الاولى، امل اوباما في انهاء المفاوضات حول هذا الاتفاق المتعثر، المعروف باسم “الشراكة الاطلسية للتجارة والاستثمار” (تي تي اي بي) او “منطقة التبادل الحر الاطلسية” (تافتا)، قبل نهاية العام، اي قبل مغادرته البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2017.

وقال اوباما بعد محادثات مع ميركل “لا اتوقع ان نتمكن من المصادقة على اتفاق بحلول نهاية العام، لكنني اتوقع ان ننهي المفاوضات حول الاتفاق (…) وعندها سيتمكن الناس من تحديد لماذا هو ايجابي بالنسبة الى بلدينا”.

وسيبقى اوباما في هانوفر ليومين لمناسبة المعرض الصناعي لهذه المدينة الواقعة شمال المانيا، وهي محطته الاخيرة من جولة شملت السعودية وبريطانيا التي حذرها من عواقب خروجها من الاتحاد الاوروبي.

واضاف “توافقنا انغيلا وانا على حاجة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى المضي قدما في المفاوضات حول الاتفاق التجاري عبر الاطلسي” رغم التباينات بين الاوروبيين والاميركيين في هذا المجال.

واقر بان الرأي العام قلق لانه يخلط بين اتفاق التجارة الحرة والاثار السلبية للعولمة.

وقال “الناس يرون مصنعا يقفل وخسارة وظائف”، لكنه شدد على ضرورة عدم اغفال ان بدء التبادلات التجارية العالمية هو في نهاية المطاف “مفيد” للاقتصاد وللوظائف الاميركية.

وقال ايضا “في وقت بدأت اسواق اخرى مثل الصين تنمو (…) علينا التأكد من ان اقتصادنا لا يزال تنافسيا”.

– “اشتروا صنع اميركا” –

وذهبت ميركل في الاتجاه نفسه معتبرة ان اتفاق التجارة الحرة قد يساهم الى حد بعيد في نمو الاقتصاد الاوروبي.

وتصطدم المفاوضات بشأن اتفاق التبادل الحر بخلافات قوية بين الطرفين، على خلفية تشكيك متزايد لدى الراي العام سواء في الولايات المتحدة او في الاتحاد الاوروبي. وفي المانيا تظاهر عشرات الاف الاشخاص السبت في هانوفر احتجاجا على الاتفاق.

حتى ان صبر الحكومة الائتلافية الالمانية يبدو انه نفد، رغم انها تعتبر من كبار المدافعين عن هذا المشروع في اوروبا.

وحذر وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غبرييل الاحد من ان معاهدة التبادل الحر “سوف تفشل” في حال لم تقدم الولايات المتحدة تنازلات، مؤكدا انه لن يوافق على نص يلخصه في الوقت الحاضر بعبارة “اشتروا منتجات من صنع اميركا”.

كذلك تلتزم فرنسا موقفا حازما. ويرفض الرئيس فرنسوا هولاند بحث الاتفاق خلال لقاء دعت اليه ميركل الاثنين في هانوفر يضم اضافة الى اوباما رئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والايطالي ماتيو رينزي، معتبرا ان الموضوع لا يحظى اطلاقا بتاييد شعبي في فرنسا، بحسب ما اوردت اسبوعية “در شبيغل”.

ويؤكد خيار اوباما زيارة المانيا للمرة الخامسة منذ دخوله البيت الابيض، المكانة التي يمنحها لميركل في اوروبا.

وقد اشاد بها الاحد في هانوفر امام الصحافيين، وخاطبها “لقد كنت شريكا موثوقا به خلال كل فترة رئاستي، اكثر من اي زعيم اخر في العالم، وانا احترم رأيك”.

وحيا ايضا سياسة الانفتاح السخية التي انتهجتها المستشارة ازاء المهاجرين منذ صيف 2015، رغم الانتقادات التي اثارتها في المانيا واوروبا.

واعتبر اوباما انه من خلال تحركها على هذا النحو، فان ميركل هي “في الجانب الصائب من التاريخ”، مؤكدا انه “فخور بالشعب الالماني”.

ورغم هذا المديح، تستمر الخلافات. اذ رفض الرئيس الاميركي فكرة اقامة مناطق امنة للسكان المدنيين في سوريا، في حين تتحدث ميركل عن هذا الخيار منذ اسابيع.

واوضح اوباما ان هذا الخيار غير قابل للتنفيذ “الا من خلال السيطرة على جزء مهم من سوريا”.

ودعا ايضا “كل بلدان حلف شمال الاطلسي” الى الايفاء بتعهداتها على صعيد الانفاق العسكري ضمانا للامن المشترك، وذلك بعدما اتهمت برلين بعدم بذل جهد كاف في هذا المجال وبالتعويل كثيرا على واشنطن.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية