مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوباما يدين “الاجواء السياسية المسمومة” التي تشغل الاميركيين

الرئيس اوباما يلقي كلمة امام برلمان ايلينوي الاربعاء 10 شباط/فبراير 2016 afp_tickers

بعد تسع سنوات على اعلان ترشحه الى البيت الابيض، عاد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء الى مدينة سبرينغفيلد في ولاية ايلينوي التي دعا منها الى التحرك ضد “اجواء سياسية مسمومة” تشغل الاميركيين عن الحياة العامة.

وقال الرئيس الاميركي امام اعضاء برلمان هذه الولاية “منذ ان وصلت الى السلطة، لم تتحسن لهجة النقاشات السياسية بل تراجعت”.

وعاد اوباما الى احد المواضيع الاساسية لحملته في 2008 كرره هذه السنة عدد من المرشحين لخلافته، وهو تغيير طريقة عمل واشنطن. وعبر اوباما من مرارته للفشل في هذا المجال.

وقال الرئيس الاميركي “هناك هوة كبيرة بين حجم التحديات التي نواجهها وصغر سياستنا”، مشيرا الى ان الكراهية وغياب الثقة يهيمنان في اغلب الاحيان في العلاقات بين الديموقراطيين والجنوبيين.

واضاف مازحا “اذا استمعت الى المعلقين المحافظين، فلن اصوت حتى لنفسي”، مشيرا بذلك الى الانقسامات الواضحة داخل وسائل الاعلام ايضا والتي تؤثر الى حد كبير على نوعية النقاش السياسي.

وتحول شلل الكونغرس المتكرر الى ما يشبه الكاريكاتور كما حدث في مناقشات نهاية العام حول تمويل الادارات الفدرالية.

وشهد هذا الاسبوع ايضا تطورات من هذا النوع. فللمرة الاولى منذ عقود اعلن اعضاء مجلسي الكونغرس اللذين يهيمن عليهما الجمهوريون انهم لن يتكبدوا عناء النظر في اطار لجان، في اقتراحات الميزانية التي تقدم بها اوباما للعام 2017، معتبرين ان ذلك اضاعة للوقت.

وقال اوباما انه لا بد من خفض “التأثير المضر” للمال على الحياة السياسية الاميركية عبر تطوير قواعد لتجنب سيطرة “حفنة من العائلات والمصالح الخفية” على تمويل الانتخابات.

– “تقدمي حقيقي ضد جمهوري حقيقي” –

وذكر الرئيس الاميركي مجددا بانه يعارض قرارا للمحكمة العليا صدر في 21 كانون الثاني/يناير 2010 وعرف باسم “المواطنون المتحدون”.

وفي هذا القانون، رأى القضاة المحافظون الخمسة في المحكمة ان الحد من النفقات السياسية للشركات والجمعيات والنقابات مخالف للدستور، معتبرين انه امر يتعلق بحقها في حرية التعبير. وصوت القضاة التقدميون الاربعة ضد النص.

وعبرت منظمة روتسترايكرز التي تعمل من اجل تنظيم افضل للتمويل السياسي عن اسفها لان الرئيس الاميركي وبمعزل عن الخطاب السياسي، لم يتخذ اي “اجراء عملي” في هذا الشأن منذ توليه الرئاسة.

وتحدث الرئيس الاميركي بحنين عن السنوات التي كان فيها عضوا في مجلس الشيوخ في ايلينوي (1997-2004)، مؤكدا ان المناقشات كانت اكثر جدوى. وقال “لم نكن نتهم بعضنا باننا حمقى او فاشيون”.

ودان خصوصا اللجوء باستمرار الى تحديد من يستحق صفة “الجمهوري الحقيقي” و”التقدمي الحقيقي”.

ويركز السناتور بيرني ساندرز الذي حقق فوزا مدويا في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامشير على منافسته هيلاري كلينتون، على هذه المسألة.

ويشكل خطاب ترشح باراك اوباما في سبرينغفيلد في 2007 بداية حملة وانتخابات حملت اسود الى الرئاسة الاميركية للمرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي تلك الفترة، كان من الواضح ان المسيرة ستكون شاقة. فقد كان كل ما يملكه اوباما من تجربة سياسية على الصعيد الوطني سنتين في مجلس الشيوخ واتهم بانه يفتقد الى الخبرة. ورأى محللون كانوا على قناعة بان مثاليته ستصطدم بقسوة الحملة الانتخابية، انه سيكون ظاهرة اعلامية قصيرة الامد.

ورأى الرئيس الاميركي حينذاك جورج بوش انه “شاب جذاب وهذا واضح. اثار اعجابي عندما التقيته شخصيا لكن ما زال امامه طريق طويل قبل ان يصبح رئيسا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية