مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوبك تؤكد وحدة موقفها لكنها قلقة حيال تدني الاستثمارات

الوزير الجديد للطاقة في السعودية خالد الفالح يتحدث الى الصحافة في فيينا 2 يونيو 2016 afp_tickers

اكدت منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) خلال اجتماعها في فيينا الخميس وحدة موقفها في سوق تشهد انتعاشا، لكنها فشلت في الاتفاق على سقف الانتاج مبدية قلقها ازاء تراجع الاستثمارات في القطاع النفطي.

وقال وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقنة في ختام الاجتماع الدوري للمنظمة “هناك هذه المرة وحدة حقيقية جيدة بين الدول الاعضاء في اوبك ولم اشعر باي عداوة بينها في وجه الاخرين من اجل زعزعة استقرار الاسواق”.

وفي وقت سابق، كان الوزير الجديد للطاقة في السعودية خالد الفالح اكد ان الرياض، المتهمة باغراق الاسواق عمدا منذ العام 2014 للحفاظ بأي ثمن على حصتها في السوق، “ستتبنى مقاربة لينة لضمان عدم حدوث صدمة في السوق”.

من جهته، قال بيارن شلدروب الموظف لدى “سيب ماركتس” ان “الجبهة الموحدة بشكل عام والايجابية التي ظهرت في ختام الاجتماعات تمنح السوق الثقة من ناحية عدم وجود نزاع داخل اوبك يستخدم زيادة الانتاج كأداة سياسية او اقتصادية ضد الدول الاخرى”.

وفي مؤشر الى حسن النوايا الذي يتناقض مع اجواء التوتر خلال اجتماع كانون الاول/ديسمبر الماضي، توصلت الدول ال13 في الكارتل والتي ستنضم اليها الغابون في تموز/يوليو، في نهاية المطاف الى الاتفاق على تعيين امين عام جديد هو النيجيري محمد باركيندو، خلفا لليبي عبد الله البدري الذي يشغل هذا المنصب منذ العام 2007.

ويعتبر شلدروب ان استمرار ايران في زيادة انتاجها بدا امرا واضحا لكن يبدو ان هذا لا يعني ان تبادر السعودية تلقائيا الى القيام بالامر ذاته رغم ان ميزانيتها التي تعتمد على النفط تعاني من تدهور اسعار الخام منذ عامين.

– حاجة ملحة للاستثمارات –

واذا كان ممكنا تفسير التفاؤل من جانب اوبك الى حد كبير بانتعاش اسعار النفط منذ بداية العام الحالي، فان المنظمة لا تخفي قلقها بشأن استثمارات “متدنية جدا” حاليا في هذا القطاع.

واوضحت المنظمة “لقد لاحظ المؤتمر انه منذ الاجتماع الاخير في كانون الاول/ديسمبر، ارتفعت اسعار النفط الخام اكثر من 80٪ كما ان العرض والطلب متقاربان” ما يؤكد ان “السوق بدات عملية اعادة التوازن”.

بدوره، قال وزير النفط الاماراتي سهيل المزروعي “لسنا في موقع يناقش تحديد سقف الانتاج لان استراتيجية اوبك تعمل بالنسبة لنا، والسوق تتفاعل ايجابا” مؤكدا في الوقت ذاته ان الامارات لا تنوي زيادة انتاجها.

وضخت اوبك التي التي تنتج نحو ثلث النفط العالمي، حوالى 32,3 مليون برميل يوميا في الربع الاول من العام 2016، في حين بلغ الإنتاج السعودي 10,3 ملايين برميل يوميا بين كانون الثاني/يناير ونيسان/ابريل (ارتفاع نسبته 3,5% خلال عام واحد).

ولكن رغم انتعاش الاسعار، شددت المنظمة في بيانها على “ضرورة زيادة الاستثمارات لتحقيق توازن طويل الامد في اسواق النفط”.

ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، فان الاستثمارات ستنخفض للعام الثاني على التوالي في الاستكشاف والانتاج في 2016، بعد انخفاض نسبته 24% العام الماضي، كما من المتوقع ان تنخفض مرة اخرى بنسبة 17% هذا العام، ما يدفع العديد من المحللين الى الاعتقاد بان السوق يمكن ان تواجه عجزا في المعروض اعتبارا من العام المقبل.

من جهته، شدد وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة الذي ترأس اجتماع المنظمة ان “المنتجين، سواء في اوبك او خارجها، والمستهلكين مقتنعون بأن السعر العادل ضروري للجميع للحصول على عائد معقول والاستثمار” في هذا القطاع.

لكن السؤال يتعلق بمعرفة ما هو “السعر العادل” الذي من شأنه ان يشجع مجددا في وقت واحد على الاستثمار بدون المساس بارتفاع الطلب مع عودة المنافسة القوية للنفط الصخري الاميركي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية