مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوكرانيا تبحث عن حكومة جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء

رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك في 12 اذار/مارس 2014 afp_tickers

بدأت الاتصالات الاثنين في اوكرانيا لتشكيل حكومة جديدة تكون موالية للغرب بعد الاعلان عن استقالة رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك على اثر ازمة سياسية ادت الى اصابة عمل الحكومة بالشلل.

وسيرث رئيس الحكومة الجديد وضعا معقدا، بسبب الوضع في شرق اوكرانيا الواقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، وبسبب ازمة اقتصادية حادة زاد من تفاقمها تدهور العلاقات مع روسيا، الشريك التجاري الاول لأوكرانيا.

وقد اعلن ياتسينيوك استقالته الاحد خلال برنامج تلفزيوني اسبوعي، على ان يوافق البرلمان الثلاثاء على استقالته. ويبدو ان المرشح الاوفر حظا لخلافته هو رئيس البرلمان فولوديمير غرويسمن.

وكان ياتسينيوك تعرض لانتقادات حادة بسبب عدم تمكنه من اقرار الاصلاحات الموعودة، ولاتهامه بالدفاع عن مصالح الاقلية الحاكمة.

وقال الرئيس بترو بوروشنكو الاحد “اتوقع ان يكون غرويسمن، لكني سأعمل مع اي رئيس للوزراء”.

من جهته، اشاد غرويسمن الذي اعلن في السابق استعداده لتسلم منصب رئيس الوزراء، بقرار ياتسينيوك. ونقلت عنه وكالة انترفاكس-اوكرانيا قوله “انها خطوة مدروسة ولم تكن سهلة بالتأكيد، لكنها تستحق الاحترام”.

ودعا رئيس البرلمان بعد ذلك الى تشكيل ائتلاف جديد في البرلمان “يكون قادرا على تأليف حكومة اصلاحية جديدة واختيار رئيس للوزراء”.

وتفتح استقالة ارسيني ياتسينيوك في الواقع الطريق الى حكومة جديدة بالكامل في اوكرانيا التي يتعين عليها مع ذلك الاستمرار في السياسة نفسها الموالية للغرب.

ويقول الخبراء ووسائل الاعلام الاوكرانيون ان احد ابرز الاسماء التي ستتغير يمكن ان تكون وزيرة المال الاميركية الاصل ناتالي جاريسكو، التي سبق وان دعا الكثيرون الى استقالتها.

-هبوط صاعق بعد صعود-

وتأتي استقالة ارسيني ياتسينيوك (41 عاما) الذي اكد انه بذل كل ما في وسعه “لتأمين استقرار البلاد واجراء العملية الانتقالية بأكبر قدر ممكن من الهدوء”، بعد اشهر من الاستياء في اوكرانيا، بسبب عدم كفاية الاصلاحات الموعودة وفضائح الفساد التي لطخت المقربين منه.

وقد نجا قبل اقل من شهرين من تصويت على حجب الثقة في البرلمان. وخاطب ياتسينيوك رجال السياسة الاوكرانيين الاحد بقوله ان “الازمة السياسية في اوكرانيا مصطنعة. والرغبة في استبدال رجل (ياتسينيوك) اعمت رجال السياسة في البلاد واعاقت رغبتهم في إحداث تغييرات حقيقية في البلاد”. ولم يتفوه بكلمة حتى الان عن الدور الذي ينوي الاضطلاع به في السياسة الاوكرانية بعد استقالته.

وكان ياتسينيوك الذي اختير رئيسا للحكومة في شباط/فبراير 2014 في خضم نجاح حركة الميدان الموالية لاوروبا، يحظى في البداية بتعاطف البلدان الغربية، فهو يتحدث بطلاقة اللغة الانكليزية، وقد خرج عن سياسة اسلافه الذين كانوا يؤيدون السياسات السوفياتية.

وخلال اتصال هاتفي الاحد، وجه اليه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن “الشكر” على “شراكته خلال فترة تاريخية لاوكرانيا”، كما جاء في بيان.

وفيما تواجه كييف ازمة اقتصادية بالغة الحدة، اتاحت له سياسة التقشف على صعيد الموازنة الحصول على دعم ضروري من صندوق النقد الدولي.

وقد لامست مواقفه المناهضة للروس ودفاعه عن الانضمام الى حلف شمال الاطلسي، وهي فكرة حصلت على تأييد شعبي كبير منذ 2014 في اوكرانيا، الوتر القومي لشريحة كبيرة من المواطنين، واتاحت لحزبه “الجبهة الوطنية” تصدر النتائج على قاعدة النسبية خلال الانتخابات النيابية اواخر 2014.

لكن نجمه افل. فقد حصل على 8% فقط من نسبة التأييد في استطلاعات الرأي الاخيرة، وتفتت التحالف الذي شكله مع الرئيس بترو بوروشنكو، وفي شباط/فبراير 2016 تخلى عنه رئيس الدولة الذي دعا الى استقالته.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية