مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايمن عودة سياسي نجح في جعل العرب القوة الثالثة في الكنيست

ايمن عودة خلال ظهور نتائج الانتخابات 17 مارس 2015 afp_tickers

يعتبر ايمن عودة (40 عاما) من خلال نشاطه الاعلامي والسياسي وبفضل حسه التنظيمي أحد أهم اسباب نجاح القائمة العربية المشتركة في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية وحصولها على 13 مقعدا لتصبح القوة الثالثة في الكنيست.

كان أيمن عادل عودة ابن مدينة حيفا يطمح للحصول على 15 مقعدا لقائمة اعتبرها البديل كونها تمثل العرب واليهود الديمقراطيين والمهمشين. لكنه بدا راضيا بنتيجة الانتخابات بقوله “هذه اول مرة منذ عام 1948 نصبح قوة ثالثة”.

ويصر عودة على التحالف مع القوى الديمقراطية الاسرائيلية كبديل عن اليمين المتطرف “حتى لا نترك الساحة والا اكلتنا الفاشية والعرب اول من سيدفع الثمن. كلما ازداد الوضع سوءا سنكون اول ضحايا الفاشية وانا لا اريد ذلك ولا يعني انه لن يقع ضحايا آخرون للفاشية”، كما قال ليل الثلاثاء بعد اعلان النتائج الاولية.

وشكر عودة الجماهير العربية على مشاركتها الكثيفة التي تجاوزت 71% ولجنة الوفاق التي ساهمت بانجاح تشكيل القائمة.

يوصف ايمن عودة بانه سياسي مرن يحافظ على شعرة معاوية، ويستوعب كل الاقطاب وكاد ان يحصل على المقعد 14 لولا ان حزب ميرتس اليساري ارتفعت اصواته لتؤهله للحصول على مقعد خامس.

ولد ايمن عودة في 1975 ونشأ على قمم جبال الكرمل وفي مدينة حيفا المختلطة ذات الاكثرية اليهودية وحيث ما يزال مقر سكنه.

وهو وان كان الاصغر بين نواب القائمة العربية، لكنه يمارس النشاط والعمل السياسي منذ التسعينات.

درس ايمن عودة، ووالده كان عامل بناء، المحاماة واصبح امين عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي يشكل الحزب الشيوعي عمودها الفقري رغم انه ليس عضوا في الحزب.

انتخب عضوا في مجلس بلدية حيفا منذ 1998 حتى 2003 ممثلا عن الجبهة واعتقل خلال فترة عضويته عدة مرات نتيجة نشاطه السياسي.

اهتم باطلاق الاسماء العربية على شوارع القرى والمدن العربية وقد تحقق ذلك في عشر قرى ومدن، ويسعى لانشاء صندوق قومي للعرب في اسرائيل على غرار الصندوق اليهودي.

والخميس، قبل اعلان النتائج الرسمية للانتخابات، توجه عودة لزيارة البدو في النقب حيث اعلن انه قبل ايام من أول خطاب له في الكنيست بعد تشكيل الحكومة، سيزور قرى البدو الاربعين غير المعترف بها وسيتوجه منها سيرا على الاقدام الى القدس الغربية حيث يوجد مقر الكنيست بهدف تسليط الضوء على “الظلم الواقع على أبناء هذه القرى المحرومة من مقومات الحياة الاساسية”.

وقال بعد وصوله الى منطقة راهط “بهذا الخطاب اريد ان اقنع شرائح واسعه بتل ابيب بعدالة قضيتنا”.

في عام 2009 اقام عودة في النقب شهرا متواصلا وتعرف بشكل مباشر على قضايا الاربعين قرية غير المعترف بها، وتعمق واقترب من قضايا البدو اكثر.

وخلال الحملة الانتخابية اعتبرته القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي ومعظم الصحف افضل رئيس قائمة انتخابية على الاطلاق في كل المناظرات التي جرت مع كل رؤساء القوائم البالغ عددها 26 باستثناء زعيم الليكود بنيامين نتانياهو، ورئيس قائمة المعسكر الصهيوني اسحق هرتزوغ اللذين لم يشتركا في اي مناظرة.

وقال عودة ان خوض الانتخابات على راس القائمة العربية جعله “يشعر بمسؤولية اكبر” مشيرا الى “تجربة فريدة ومسؤولية استثنائية” وهو لطالما اكد على ان الاساس سيكون “التصدي للفاشية والعنصرية التي تريد عزل العرب وتشرع المزيد من المشاريع العنصرية لاسقاط حقوقنا القومية”.

تأثر عودة خلال طفولته باجتياح لبنان عام 1982 وبالانتفاضة الاولى في 1987. وفي المرحلة الثانوية اصبح احد النشطاء البارزين وانتخب رئيسا لمجلس طلاب المدرسة، ولوحق من قبل الشاباك الاسرائيلي (الامن العام) بسبب نشاطه السياسي.

يتميز عودة بطبعه الهادىء وحبه للناس وتلقائيته وحسن تخطيطه لحياته السياسية والعملية. وهو متزوج من الطبيبة ناردين عاصلة ولهما ثلاثة اولاد هم الطيب واسيل وشام.

تعرف عودة على زوجته اثناء العمل السياسي وهي اخت الشاب اسيل عاصله (17عاما) من مدينة عرابة الذي قتل برصاص الشرطة الاسرائيلية في “هبة الاقصى” في 2001 داخل المدن والقرى العربية في اسرائيل.

يقول صديقه جعفر فرح مدير مركز “مساواة” ان عودة “انسان مثابر وعنده رؤية استراتيجية، برهن على انه قادر على اتخاذ القرارات وخوض المعارك السياسية”.

وكانت احدى معاركه السياسية القريبة عندما دفع صديقه النائب السابق محمد بركة الى الانسحاب هو وثلاثة اعضاء كنيست سابقين من التنافس الداخلي على رئاسة الجبهة التي نجح فيها.

انتخب عودة امينا عاما للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في 2006 وما زال يشغل هذا المنصب. وتراس لجنة مناهضة الخدمة المدنية وكافة اشكال تجنيد الشباب العرب ضمن الجيش الإسرائيلي والخدمة المدنية البديلة للجيش، ويلتقي الاف الطلاب سنويا. وبهذا الشأن، ذكرت صحيفة “هارتس “ان حملته “اكثر حملة منهجية للعرب في اسرائيل”.

وفي الوقت الذي يناهض عودة فيه التجنيد، يرفض بشدة تخوين الذين يؤدون الخدمة، قائلا ان “النضال يتركز ضد المؤسسة الحاكمة، اما هؤلاء الشباب فهم ابناؤنا الذين يجب ان نصل اليهم ونقنعهم بصحة موقفنا، لانهم ليسوا خونة وان ضللوا وغرر بهم”.

ويعتقد عودة ان لديه القدرة للتوجه الى اليهود كونه يعيش في مدينة حيفا المختلطة، ويطرح موضوع تعزيز الشراكة بين العرب واليهود الديمقراطيين رافضا دعاوى التقوقع والانغلاق القومي.

ويعتبر ان الفلسطينيين داخل اسرائيل البالغة نسبتهم 20% لن يحصلوا على حقوقهم لوحدهم دون تعاون مع القوى اليهودية التي ترى ان عدم المساواة تعني عدم ديمقراطية الدولة.

يعشق عودة الفنانة الكبيرة ام كلثوم ويعتبر نفسه موسوعة في تفاصيل حياتها، لكنه يقول “احب الفنانة فيروز طبعا والموسيقى العربية الاصيلة والموسيقى الكلاسيكية لبتهوفن وموزار”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية