مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

باشينيان يدعو الى وقف التظاهرات في ارمينيا بعدما نال تأييد كل الاحزاب

المعارض الارمني نيكول باشينيان أثناء تجمع في يريفان في الثاني من أيار/مايو 2018 afp_tickers

دعا المعارض الارمني نيكول باشينيان الاربعاء أنصاره الى وقف التظاهرات مؤكدا أنه نال تأييد القوى السياسية الاربع الموجودة في البرلمان لانتخابه رئيسا للوزراء في الثامن من ايار/مايو.

وقال باشينيان أمام عشرات الآلاف من انصاره في ساحة الجمهورية في وسط يريفان “قالت كل الكتل (البرلمانية) انها ستدعم ترشحي. تمت تسوية القضية”.

ودعا زعيم الحركة الاحتجاجية التي تهزّ أرمينيا منذ 13 نيسان/ابريل انصاره للعودة الى منازلهم و”الاستراحة”، معلنا أن موعده المقبل معهم سيكون بعد ستة أيام.

وقال “في الثامن من أيار/مايو سنكون 500 الف هنا وسنعلن انتصارنا”.

وفشل باشينيان الثلاثاء في نيل غالبية في البرلمان الارمني لانتخابه رئيسا للوزراء، علما أن الحزب الجمهوري الحاكم الذي يملك أكثرية نيابية، صوّت ضده.

وبعدما دعا انصاره الى “عصيان مدني” احتجاجا على ذلك، عمد عشرات الالاف من المتظاهرين الاربعاء، بحسب تقديرات لفرانس برس، الى شل الحركة في يريفان عبر قطع الطرق وخطوط المترو والقطارات.

وأعلن البرلمان الارمني الاربعاء انه سيجري في الثامن من أيار/مايو عملية تصويت جديدة لانتخاب رئيس للوزراء. وقال الحزب الجمهوري الحاكم انه لن يقدم أي مرشح لهذا المنصب، كما فعل في التصويت الذي أجري الثلاثاء.

وفي حال لم يتمكن النواب في الثامن من أيار/مايو من انتخاب رئيس للوزراء، سيتمّ حلّ البرلمان وستتم الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، بحسب الدستور الأرمني.

ومنذ ثلاثة أسابيع، يواجه هذا البلد الصغير الواقع في جنوب القوقاز، أزمة سياسية غير مسبوقة حيث أدت تظاهرات شارك فيها عشرات آلاف المعارضين في 23 نيسان/ابريل الى استقالة سيرج سركيسيان بعد ستة أيام على انتخابه في البرلمان رئيسا للوزراء، بعدما كان رئيسا للدولة طوال عشر سنوات.

– “انتصار الشعب” –

حصل باشينيان في التصويت الذي أجري الثلاثاء، على دعم كتلتين نيابيتين فحصد من أصل 100 نائب شاركوا في التصويت، 45 صوتا مقابل 55 صوتوا ضده.

واعتبر باشينيان أن الحزب الجمهوري سرق “انتصار الشعب” واعدا ب”تسونامي سياسي”.

وقال رجل الاعمال سيرغي كونسوليان (45 عاما) المؤيد لباشينيان لوكالة فرانس برس، ان “الناس لن يستسلموا والتظاهرات لن تتراجع”.

وأوضحت الطالبة غايان أميراجيان (19 عاما) “سنربح لأننا متحدون، كل الشعب الأرمني متحد”.

ويأتي الاعلان عن وقف التظاهرات في وقت ضاعف باشينيان اختبارات القوة في الأسابيع الأخيرة من خلال جمع كل انصاره يوميا تقريبا في ساحة الجمهورية.

وقال الخبير المستقل يريفان بوزويان إن دوره في قيادة الحركة الاحتجاجية جعل منه “بطلا” في نظر العديد من الارمن.

وأضاف “منذ التسعينات لم يعد الناس يؤمنون بتغيير في هذا البلد. والان يرون أن الامر ممكنا وفوجئوا”.

ويتعرض سيرج ساركيسيان رئيس ارمينيا بين عامي 2008 و2018 وحزبه لانتقادات من انصار باشينيان لعدم معالجة مشكلة الفقر والفساد والسماح للاثرياء بالسيطرة على اقتصاد البلاد التي تعد 2,9 مليون نسمة.

وروسيا القلقة من حمل الحركة الاحتجاجية الى السلطة قادة معارضين للكرملين كما حصل في جورجيا واوكرانيا، انتهجت موقفا حياديا بشأن ازمة ارمينيا.

وبعد اعلانها اولا ان الازمة في ارمينيا داخلية، لعبت دور الوسيط بعد ان اتصل فلاديمير بوتين برئيس الوزراء بالوكالة كارين كارابتيان وجرت اتصالات بين السلطات الروسية وممثلين عن السلطات الارمنية ونيكول باشينيان.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية