مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

باشينيان يعلن انه “على استعداد” لتولي رئاسة حكومة ارمينيا

مؤيدون لزعيم المعارضة الأرمينية نيكول باشينيان يقفلون طريقا في وسط مدينة يريفان في 29 نيسان/أبريل 2018. afp_tickers

جمع المعارض الارميني نيكول باشينيان (42 عاما) الاحد عشرات الالاف من انصاره في العاصمة يريفان حيث وعدهم ب “انتصار الثورة” مؤكدا “استعداده” لتولي منصب رئيس الوزراء.

وتجمع المتظاهرون عصر الاحد في ساحة الجمهورية وسط العاصمة تلبية لنداء حركة الاحتجاج على الحكومة.

وقال باشينيان امام الحشد “ان انتصار الثورة المخملية امر حتمي” مضيفا “اقول لكم وانا انظر في عيونكم، نعم انا على استعداد بحس كبير من المسؤولية لتولي منصب رئيس الوزراء”.

ومنذ 13 نيسان/ابريل تشهد ارمينيا الجمهورية السوفياتية السابقة في جنوب القوقاز، ازمة سياسية لا سابق لها مع حركة احتجاج ادت في 23 نيسان/ابريل الى استقالة رئيس الوزراء سيرج سركيسيان الذي كان عين قبل ذلك بستة ايام من النواب رئيسا للوزراء بعد ان امضى عشر سنوات في منصب رئيس الجمهورية.

ودعي مجلس النواب الى جلسة طارئة الثلاثاء لتعيين خلف له.

واضاف باشينيان “في الاول من ايار/مايو سنتوج نصرنا رسميا”.

وتزعم حركة الاحتجاج ضد سركيسيان المعارض والصحافي السابق نيكول باشينيان وهو حاليا المرشح الوحيد المعلن لمنصب رئيس الوزراء.

وبعد ايام من المفاوضات اعلن حزب “ارمينيا المزدهرة” السبت الذي له 31 نائبا في البرلمان انه سيصوت لصالح باشينيان، وكذلك حزب الفدرالية الثورية (سبعة نواب). كما يمكن لباشينيان ان يعول على اصوات نواب حزبه ييلك (9 نواب) اي ما مجموعه 47 صوتا، لكنه يحتاج الى 53 صوتا ليتولى المنصب.

وهو بالتالي بحاجة الى بعض من اصوات نواب الحزب الجمهوري الحاكم الذي يملك الاغلبية المطلقة في البرلمان (58 نائبا). وكان هذا الحزب اعلن انه لن يقدم مرشحا وسينتظر لمعرفة اسماء كافة المرشحين لتحديد من سيدعم.

وقال فاغرام بغداساريان المتحدث باسم كتلة الحزب الجمهوري في البرلمان “اذا دعمت ثلاث قوى سياسية برلمانية مرشحا واحدا في انتخاب رئيس الوزراء، فان الحزب الجمهوري لن يعارض الامر”.

وقال باشينيان الذي اعلن انه يرغب في اجتماع مع الحزب الجمهوري “يبدو ان نواب الحزب الحاكم لا يرغبون في ان يكونوا عقبة امام ترشيحي”.

ويرى بعض المحللين انه سيكون بامكان باشينيان ان يكسب اصوات بعض نواب الحزب الجمهوري. وقال المحلل ارفاند بوزوان “انا متاكد من ان ستة من اعضاء الحزب الجمهوري، من +الفئران التي تفر من السفينة+، سيصوتون لباشينيان”.

-“سيسير كل شيء على مايرام”-

وللضغط من اجل انتخابه طلب باشينيان من انصاره تنظيم تجمع ضخم مساء الاحد.

وقال في شريط فيديو مخاطبا انصاره “ان تجمعاتنا الرائعة واجتماعاتنا في البلاد كان لها تاثير قوي على الوضع (..) كل شيء سيسير على ما يرام علينا الاستمرار حتى النصر”.

وقام باشينيان هذا الاسبوع بجولة عبر ارمينيا حيث استقبل استقبال الابطال في المدن والقرى.

وتهز هذه الازمة السياسية استقرار ارمينيا البلد الصغير في جنوب القوقاز والذي يواجه نزاعا حدوديا مع جارته اذربيجان منذ عقود.

وبعد اسبوعين من عدم التحرك الظاهر، بدا كأن روسيا تريد تولي دور الوساطة.

واجرى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا الخميس برئيس الوزراء بالوكالة كارن كارابتيان، بعد اتصال الاربعاء بنظيره الأرميني ارمين سركيسيان. وفي اليوم نفسه، سافر نائب رئيس الوزراء، ارمين غيفوركيان ووزير الخارجية ادوارد نالبانديان الى موسكو لاجراء “مشاورات”. كما تم استقبال باشينيان الاربعاء في سفارة روسيا لدى ارمينيا.

وتعول ارمينيا على الاستثمارات والمساعدات الروسية وتؤوي قاعدة عسكرية روسية. ويتولى حرس حدود روس اعمال الدورية على حدودها مع تركيا وايران.

والتقى باشينيان نوابا روسا مؤكدا لهم انه حين يتولى الحكم فانه لن يعرض العلاقات الجيدة بين ارمينيا وروسيا للخطر.

من جهتها دعت الخارجية الاميركية السبت جميع الاطراف الى “الدخول بنوايا حسنة في مفاوضات حول تشكيل حكومة جديدة وفقًا للدستور والتوصل إلى قرار يعكس مصالح جميع الأرمن”.

واخذ المحتجون على سيرج سركيسيان (63 عاما) رئيس الوزراء المستقيل عدم تمكنه من تقليص الفقر والفساد خلال السنوات العشر التي امضاها في الحكم، وسماحه لمجموعات نافذة بالسيطرة على اقتصاد هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 2,9 مليون نسمة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية