مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بان كي مون يدعو اسرائيل الى “بذل المزيد من الجهد” لتجنب سقوط مدنيين في غزة

لقاء بين عباس وبان كي مون في الدوحة afp_tickers

دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسرائيل الى “ممارسة اقصى درجات ضبط النفس” لتجنب سقوط مدنيين خلال حملتها العسكرية على غزة بعد ان تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا يوم الاحد لوحده 124 قتيلا.

كما دان الامين العام خلال زيارة الى الدوحة في مستهل جولة شرق اوسطية تهدف لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، “العمل الفظيع” الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية في قطاع غزة حيث شنت هجوما استمر ساعة كاملة فجر الاحد ما ادى الى مقتل اكثر من 72 فلسطينيا واصابة 400 اخرين على الاقل.

وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية “بينما كنت في طريقي الى الدوحة، قتل مزيد من المدنيين من بينهم اطفال في الهجمات العسكرية الاسرائيلية على الشجاعية. وادين هذا العمل الفظيع”.

واكد ان على اسرائيل “ممارسة اقصى درجات ضبط النفس وان تبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين”، مضيفا ان عليها كذلك ان “تحترم القانون الانساني” في الحملة العسكرية التي تشنها منذ 8 تموز/يوليو.

وأضاف “يموت عدد كبير من الابرياء .. ويعيشون في خوف دائم” في قطاع غزة الصغير الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وأكد الامين العام ان الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات “لا يمكن ان يكون دائما”، علما بأن رفع الحصار هو احد المطالب الاساسية لحركة حماس للموافقة على وقف لاطلاق النار في القطاع.

واكد بان كي مون ان “الفلسطينيين وكذلك ايضا الاسرائيليين يجب ان يكون لديهم افق امل”.

من جهته قال الوزير القطري ان “المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي”.

واضاف “إننا في قطر لا ندعي أن لدينا مبادرة خاصة.. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطيني وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية”.

وأتى كلام الوزير القطري بعدما سرت شائعات عن “مبادرة قطرية” للتوصل الى تهدئة في غزة بعدما رفضت حماس مبادرة مماثلة تقدمت بها مصر وقبلت بها اسرائيل.

واضافة الى قطر، تشمل جولة بان كي مون كلا من الكويت والقاهرة والقدس ورام الله وعمان.

ومساء الاحد التقى الامين العام في الدوحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب ما افادت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

وقالت “وفا” انه “تم خلال اللقاء بحث آخر تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على قطاع غزة، والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الأبرياء من المدنيين وآخرها مجزرة حي الشجاعية، وسبل وقف العدوان”.

وبدأ مجلس الامن الدولي مساء الاحد في نيويورك مشاورات طارئة غير رسمية في اجتماع مغلق مخصص للتباحث في الوضع في قطاع غزة.

وعقدت الجلسة الطارئة بدعوة من الاردن، العضو في مجلس الامن، تلبية لنداء بهذا الخصوص وجهه قبل ساعات الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ومساء الاحد دعا الرئيس الفلسطيني مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة من اجل تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال عباس في خطاب بثه تلفزيون فلسطين ان “فشل مجلس الامن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي. لذلك فانني ادعو لجلسة طارئة اخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الامن”.

واضاف عباس “ما قامت به قوات الاحتلال الغاشم اليوم في حي الشجاعية بقطاع غزة هو جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة ستحاسب عليها ولن يفلت مرتكبوها من العقاب”، مطالبا المجتمع الدولي “بتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة الخطيرة ونطالب بحماية فورية دولية لشعبنا الفلسطيني”.

وكان مقررا ان يلتقي عباس في الدوحة الاحد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للتباحث واياه في سبل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، الا ان هذا اللقاء لم يتم وتم ابلاغ الصحافيين الذين انتظروا لساعات حصوله في احد فنادق الدوحة انه ارجئ الى الاثنين لعدم وجود مشعل في قطرن بحسب ما افادت مصادر فلسطينية.

وتوجه مشعل صباح الاحد الى الكويت حيث التقى اميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية.

وسجل يوم الاحد سقوط 124 قتيلا فلسطينيا ليرتفع العدد الاجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في الثامن من تموز/يوليو الى 476.

من جهته أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات “عدم وجود خلافات بين الدول العربية وبين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في ما يخص وقف العدوان على غزة ومطالب رفع الحصار وفتح المعابر”.

وقال عريقات للصحافيين اثر لقاء عباس وبان كي مون “نحن نركز الآن على انهاء العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني (..) وبعد مجزرة الشجاعية غزة هي اكثر الأماكن خطورة على الأرض وقد ارتكبت العديد من الجرائم وبعد ذلك يجب رفع الحصار المستمر على غزة منذ سبع سنوات ويجب فتح المعابر واطلاق سراح الاسرى الذين اعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط”.

وأضاف “هذه ليست شروطا كما يريد البعض أن يصورها ولكنها التزام يجب على اسرائيل احترامه فيكفي سبع سنوات من الحصار ضد 1,7 مليون فلسطيني يعيشون في سجن كبير في غزة”.

ويغادر بان كي مون الاثنين الدوحة متوجها الى الكويت، محطته الثانية في جولته الشرق اوسطية.

ومن الكويت سيتوجه الامين العام الى القاهرة حيث سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة المقترحات للتوصل الى هدنة في النزاع الدموي في غزة.

وقالت الخارجية المصرية ان محادثات بان كي مون والسيسي ستتركز على الوضع المتدهور في غزة والمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار التي رفضتها حماس رغم قبول اسرائيل بها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية