مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بدء محاكمة 11 شخصا في المجر على خلفية مصرع لاجئين في شاحنة

انطلاق محاكمة 11 شخصا على خلفية العثور على جثث لاجئين في شاحنة في النمسا afp_tickers

بدأت في المجر الأربعاء محاكمة 11 شخصا على خلفية مصرع 71 مهاجرا عثر على جثثهم في شاحنة متروكة في النمسا قبل نحو عامين في إحدى أكثر القضايا المؤلمة في أزمة المهاجرين في أوروبا.

وأثار العثور المروع على جثث 59 رجلا وثماني نساء وأربعة أطفال مكدسين في شاحنة تبريد قرب الحدود المجرية في آب/اغسطس 2015 استياء دوليا.

كما دفع ذلك بدول على امتداد طريق البلقان التي كان يسلكها المهاجرون والمغلقة حاليا إلى فتح حدودها امام مئات آلاف الفارين من الحروب والفقر وخصوصا في الشرق الأوسط.

وتجري المحاكمة في بلدة كيشكميت جنوب المجر بعد أن قررت السلطات أن الوفيات حصلت في المجر.

واقتاد عناصر من الشرطة مدججون بالسلاح وملثمون، المتهمين، وهم 10 بلغاريين وأفغاني ولبناني، إلى قاعة المحكمة التي كانت تعج بالصحافيين الأجانب صباح الاربعاء.

ودخل أولا الافغاني الذي عرف عنه باسم سمسور إل. ويبلغ من العمر 30 عاما، ويعتقد أنه زعيم العصابة، وكان يبتسم للحاضرين.

ويتهم الجميع بتهريب البشر والتعذيب فيما أربعة منهم وبينهم الأفغاني متهمون أيضا “بالقتل والقسوة” ويواجهون السجن مدى الحياة.

ولا يزال أحد المتهمين متواريا وسيحاكم غيابيا، ويتوقع صدور الأحكام بحلول نهاية العام.

ويعتقد أن المتهمين ينتمون لعصابة قامت بتهريب 1200 شخص الى دول غرب أوروبا في أوج أزمة الهجرة في القارة الأوروبية.

ويقول المدعون ان المهاجرين “غالبا ما تم نقلهم في شاحنات صغيرة مظلمة لا يدخلها الهواء ولا تصلح لنقل الركاب، مكتظة وفي ظروف غير إنسانية مؤلمة”.

وكشف تشريح جثث المهاجرين ال71 أنهم “اختنقوا في ظروف رهيبة” بعد وقت قصير على ركوبهم الشاحنة قرب الحدود الصربية-البلغارية.

وتم التعرف الى جميع الضحايا ما عدا واحدا. وأعيدت جثث معظمهم الى دولهم فيما دفن نحو 12 منهم في المقبرة الإسلامية في فيينا.

– كانوا يصرخون طوال الوقت –

تم جمع نحو 59 ألف صفحة من الأدلة التي تصف التفاصيل المروعة للعثور على الشاحنة التي كانت متروكة على جانب الطريق السريع إيه-4 في ولاية بورغنلاند في 27 آب/اغسطس 2015.

ورصدت دورية للشرطة النمسوية الشاحنة المتروكة التي خرجت منها سوائل — تبين لاحقا أنها ناتجة عن تعفن الجثث.

وداخل الشاحنة عثر رجال الشرطة على أكوام من الاطراف الملتوية على بعضها متكدسة في الحاوية البالغ حجمها 14 مترا مربعا.

وبين الجثث جثة رضيعة لا تتعدى العام.

وكشفت وثائق نشرت مؤخرا لمحادثات هاتفية تم اعتراضها بين المهربين هول معاناة الضحايا.

وحصلت وسائل إعلام ألمانية على وثائق تنقل عن السائق البلغاري الذي عرف باسم ايفايلو إس وعمره 26 عاما قوله “إنهم يصرخون طوال الوقت، لا يمكنك تصور ما يحصل هنا”.

ويأمره زعيم العصابة الأفغاني بتجاهل هؤلاء الأشخاص الذي يتعرضون للاختناق ومواصلة سيره قائلا “إذا ماتوا … انزلهم في غابة في ألمانيا”.

وذكرت صحيفة سود دويتشه تسايتونغ الألمانية أن الشرطة المجرية اعترضت المحادثات في إطار تحقيق كانت تقوم به بشأن عصابة التهريب ولم تتحرك.

غير أن المسؤولين المجريين قالوا أنه لم يتم الاستماع للمحادثات في وقتها الحقيقي بل تم تسجيلها لترجمتها في وقت لاحق.

وقال المدعي المجري غابور شميت للصحيفة الألمانية “لو كان لدى السلطات المجرية المجال لوقف هذه المأساة المروعة لأوقفتها”.

ويقول المحققون إن المشتبه بهم لم يظهروا أي ندم رغم معرفتهم أن المهاجرين قضوا.

وبعد يوم على اكتشاف شاحنة الموت، قامت العصابة مرة أخرى بتحميل 67 مهاجرا في شاحنة تبريد وتوجهت إلى النمسا.

وقال المحققون “هذه المرة تمكن المهاجرون من ركل باب منطقة التحميل وفتحه، لذا لم يمت أحد منهم”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية