مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

برلمان كاتالونيا يبدأ مناقشة اختيار خلف لكارليس بوتشيمون

يواكيم تورا المرشح لتولي رئاسة كاتالونيا لدى وصوله الى البرلمان في 11 ايار/مايو 2018 afp_tickers

بدأ برلمان كاتالونيا السبت مناقشة تعيين يواكيم تورا، الانفصالي الذي اختاره كارليس بوتشيمون، رئيسا للحكومة الاقليمية، في وقت وعد تورا “بالعمل دون كلل” من اجل استقلال كاتالونيا، ما استدعى ردا لاذعا من مدريد.

وبوتشيمون الذي منعه القضاء من تولي حكم كاتالونيا مجددا، لم يتخل عن نفوذه السياسي بعدما تحدى الحكومة الاسبانية من خلال اعلان الاستقلال الذي ولد ميتا في 27 تشرين الأول/اكتوبر.

من هنا اختياره تورا (55 عاما)، المبتدىء في السياسة والذي لم يبد ولاء لحزب، لكنه عازم مثله على مواصلة المواجهة مع مدريد.

وقال تورا في مستهل جلسة البرلمان الكاتالوني لمناقشة تعيينه “اريد ان يكون واضحا جدا ان رئيسنا هو كارليس بوتشيمون، سنكون اوفياء لتفويض الاول من تشرين الاول/اكتوبر لبناء دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية”، في اشارة الى استفتاء الاول من تشرين الاول/اكتوبر لتقرير المصير والذي ايد خلاله نحو مليوني كاتالوني من اصل 5,5 ملايين الاستقلال.

واوضح ان بوتشيمون سيسعى لتنصيبه ما ان يتيح له وضعه القانوني ذلك.

ويلاحَق الرئيس السابق الموجود في المنفى منذ اقالته، بتهمه العصيان.

ونال بوتشيمون من القضاء الالماني حكما باطلاق سراحه بكفالة بانتظار البت بطلب اسباني لترحيله.

واذ وعد باعادة العمل ببعض القوانين الكاتالونية التي علقها القضاء وباطلاق عملية صوغ دستور الجمهورية المقبلة، اكد تورا انه “لن يتخلى عن شيء” متعهدا “تحمل المسؤولية”.

واعرب عن نيته “تدويل مشكلة كاتالونيا” مبديا اسفه ل”الصمت غير المقبول” الذي يلتزمه الاتحاد الاوروبي حيال ازمة كاتالونيا.

لكنه اكد استعداده ل”حوار غير مشروط اعتبارا من الغد” مع حكومة رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي.

وسارع راخوي الى الرد “ما شاهدناه وسمعناه لا يرضينا (…) لكننا سنقيمه (تورا) بناء على افعاله”.

ونبّه راخوي الى أن المادة 155 من الدستور التي استند اليها في تشرين الاول/اكتوبر لوضع كاتالونيا تحت الوصاية، “يمكن استخدامها عند الحاجة” اذا لم تحترم الحكومة الكاتالونية المقبلة، القانون.

وفي بيان حاد اللهجة وصفت الحكومة الاسبانية خطاب تورا بانه “مثير للانقسام”، وقالت إن بوتشيمون باختياره تورا خلفا له “قدم مصلحته الشخصية كفرد على المصلحة العامة لجميع المواطنين”.

– “صب الزيت على النار” –

وقالت ايناس اريماداس زعيمة حزب سيودادانوس (يمين وسط) الذي نال اكبر نسبة تصويت في الانتخابات الاقليمية “خسرت النزعة الاستقلالية اليوم فرصة كبيرة (متمثلة) بمرشح يقر باخطائه”، متهمة تورا بانه “يصب الزيت على النار”.

كذلك انتقد زعيم الحزب الاشتراكي الكاتالوني ميغيل ايسيتا تورا قائلا “لقد قبلتم بشكل تام التبعية لمن يعتقد انه رئيس شرعي”.

وبعد المناقشات سيجري المجلس تصويتا اوليا من غير المرجح ان يفوز به تورا لانه لا يحظى بالغالبية المطلقة.

وقد تفضي المناقشات الاثنين الى انتخاب يواكيم تورا بالغالبية البسيطة.

وبامكان تورا الاعتماد على 66 صوتا مؤيدا -65 سيصوتون ضده-، لكن عليه التأكد من امتناع النواب الاربعة للحزب اليساري المتطرف، عن التصويت، وخصوصا انهم لا يؤيدون سوى بوتشيمون.

وقد ينجح تورا في خطابه باقناع الحزب اليساري، كما ان الحزب قد يحاول عرقلة اختيار تورا ما سيؤدي حكما الى اجراء انتخابات جديدة، علما بان استطلاعا نشر هذا الاسبوع توقع ان يفوز الحزب ب11 مقعدا في حال مماثلة مقابل اربعة مقاعد حاليا.

واذا تم اختيار تورا رئيسا، ستستعيد كاتالونيا حكمها الذاتي بعد اشهر من التعثر السياسي. وقد وضعت مدريد المنطقة تحت وصايتها اواخر تشرين الأول/اكتوبر، بعدما اقالت بوتشيمون وحكومته منذ اعلان الاستقلال من جانب واحد، ودعت الى انتخابات جديدة.

وقبل عشرة ايام من انتهاء مهلة تشكيل الحكومة الاقليمية، في 22 ايار/مايو، وافق بوتشيمون على اقصاء نفسه لتجنب عودة جديدة الى صناديق الاقتراع.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية