مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بريطانيا تتهم روسيا بالتجسس على سكريبال وابنته قبل تسميمهما بسنوات

صورة ارشيفية تعود إلى التاسع من آب/اغسطس 2006 تظهر العميل الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال خلال جلسة لمحاكمته في موسكو afp_tickers

اكد مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سدويل في رسالة وجهها إلى حلف شمال الأطلسي الجمعة أن الاستخبارات الروسية تجسست على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا لخمس سنوات على الأقل قبل أن يتم تسميمهما بغاز للأعصاب.

وقال سدويل كذلك إن روسيا اختبرت وسائل لنقل المواد الكيميائية بما في ذلك عبر “وضعها على مقابض الأبواب”، مشيرا إلى أن التركيز الأعلى للمادة الكيميائية التي عثر عليها بعد الهجوم كان على مقبض باب منزل سكريبال الأمامي.

وكتب سدويل “لدينا معلومات تشير إلى أن اهتمام جهاز الاستخبارات الروسي بعائلة سكريبال يعود إلى العام 2013 على الأقل عندما استهدف خبراء انترنت من جهاز +جي آر يو+ حسابات البريد الالكتروني ليوليا سكريبال”، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي.

وعثر على سكريبال وابنته فاقدي الوعي على مقعد في مدينة سالزبري البريطانية في الرابع من آذار/مارس. واتهمت بريطانيا روسيا بالهجوم وهو ما نفته موسكو بشدة.

وبعد تحليلها عينات من سالزبري، أكدت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية النتائج التي خلصت إليها التحقيقات البريطانية بشأن غاز الأعصاب الذي استخدم في الهجوم.

وكان سكريبال انتقل الى بريطانيا في 2010 في اطار صفقة لتبادل جواسيس بعد سجنه في روسيا لبيعه اسرارا عسكرية الى الاستخبارات البريطانية عندما كان يعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية.

وذكرت رسالة سدويل الى الامين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ ان روسيا تمتلك “الوسائل التقنية والخبرة العملانية والدافع للهجوم على عائلة سكريبال ومن المرجح جدا ان تكون الدولة الروسية مسؤولة” عن الاعتداء.

لكن السفارة الروسية في لندن اتهمت الجمعة الحكومة البريطانية بالاخفاق في تقديم ادلة تدعم اقوالها. وقال السفير الكسندر ياكوفنكو ان السفارة ستنشر تقريرها الخاص الواقع في 33 صفحة عن الحادثة.

وتساءل ياكوفنكو عن صحة بيان ينقل عن يوليا سكريبال التي خرجت من المستشفى هذا الاسبوع انها رفضت مساعدة قنصلية من روسيا.

وقال “ليس من المسموح لنا ان نرى مواطنينا او التحدث الى الاطباء وليس لدينا فكرة عن العلاج الذي يتلقاه المواطنان الروسيان”.

واضاف “لا يمكننا التأكد من ان رفض يوليا لمساعدتنا صحيح ولدينا كل الاسباب التي تدفعنا الى الاعتقاد ان مثل هذه الاعمال تشكل احتجازا لمواطنينا”.

– برنامج سري للاسلحة الكيميائية –

وقال سدويل أن “تقارير ومعلومات ذات مصداقية معروفة المصادر” أظهرت أن الاتحاد السوفياتي طور ابان ثمانينات القرن الماضي نوعا من غازات الاعصاب عرف باسم “نوفيتشوك” في قاعدة بشيخاني قرب مدينة فولغوغراد.

وأضاف أن “كلمة السر لبرنامج الأسلحة الكيميائية الهجومي (الذي يتضمن نوفيتشوك) كانت +فوليانت+”. وتابع انه “من المرجح جدا انه تم تطوير +نوفيتشوك+ لمنع اكتشافه من قبل الغرب وللالتفاف على المراقبة الدولية للأسلحة الكيميائية”.

وبحلول العام 1993 عندما وقعت روسيا معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، قال سدويل إنه “من المرجح” أن بعض مركبات “نوفيتشوك” اثبتت جدواها في اختبارات من اجل استخدامها لاحقا من قبل الجيش الروسي.

وقال ان روسيا طورت بعض عناصر “نوفيتشك” حتى بعد توقيعها اتفاق حظر الاسلحة الكيميائية.

واضاف ان روسيا دربت في مطلع القرن الحالي عناصر في الجيش على استخدام هذه الأسلحة بما في ذلك على مقابض الأبواب “ولديها سجل مثبت لعمليات اغتيال برعاية الدولة”.

واكد ان روسيا “انتجت خلال العقد الأخير وخزنت كميات ضئيلة من +نوفيتشوك+ في إطار البرنامج ذاته”.

وكانت روسيا نفت اي استخدام للاسلحة كيميائية.

– “تشويه” –

من جهة اخرى، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة نظيره البريطاني بوريس جونسون بـ”تشويه” النتائج التي خلص إليها تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن عملية تسميم سكريبال.

وقال لافروف “يحاول سياسيون مثل بوريس جونسون مجددا تشويه الحقيقة والإعلان أن بيان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يدعم خلاصات بريطانيا من دون أي استثناء”.

وأضاف “سأشدد على أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تؤكد الا محتويات المادة الكيميائية”.

وأفادت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس أنها “تؤكد ما خلصت إليه المملكة المتحدة بشأن ماهية المادة الكيميائية السامة” التي استخدمت في الهجوم على سكريبال وابنته يوليا.

لكن وزير الخارجية البريطاني جونسون قال “لا شك بشأن (المادة) التي استخدمت ولا يوجد أي تفسير بديل حتى الآن بشأن الجهة المسؤولة” عن الهجوم. وأضاف أن “روسيا وحدها لديها القدرة والدافع والسجل” للقيام بعملية من هذا النوع.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية