مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعثة اممية الى اليمن لتجنب هجوم للتحالف العربي على ميناء الحديدة

يمنيون يتسلمون مساعدات انسانية من الهلال الاحتمر الاماراتي جنوب الحديدة في 6 حزيران/يونيو afp_tickers

قرر مجلس الامن الدولي الاثنين ارسال بعثة الى اليمن برئاسة مبعوث الأمم المتحدة الى هذا البلد في مسعى لمنع شن هجوم للتحالف الذي تقوده السعودية على ميناء الحديدة الذي يعتبر شريانا للمساعدات الانسانية.

والتقى المجلس في اجتماع مغلق للاستماع الى تقرير المبعوث الاممي مارتن غريفيث بشأن مساعيه للابقاء على الميناء الحيوي مفتوحا أمام الشحنات الإنسانية والتجارية.

وقال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غويتريش ان غريفيث يجري “مفاوضات مكثفة” بشأن مصير الميناء.

وصرح للصحافيين “آمل أن نجد سبيلا لتجنب المواجهة العسكرية في الحديدة”.

وبعد انتهاء الاجتماع، دعا السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية لمجلس الامن في حزيران/يونيو، الى تخفيف التوتر، مشددا على أن المجلس يتابع “من كثب” التطورات الأخيرة.

وقال للصحافيين “نأمل أن تسفر جهود المبعوث الخاص عن نتائج إيجابية. سنترك الأمر بين يديه في الوقت الراهن”.

وكانت بريطانيا طلبت إجراء محادثات عاجلة بعدما أبلغت وكالات المساعدة في منطقة الميناء الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون باحتمال شن قوات الامارات هجوما وشيكا على الميناء. وحذرت الامم المتحدة من ان ما يصل الى 250 الف شخص سيتعرضون للخطر اذا نفذ التحالف هجوما شاملا للسيطرة على الميناء الذي يعتبر نقطة العبور الرئيسية للامدادات التجارية والمساعدات الى اليمن.

وخلال الاجتماع المغلق، أطلع غريفيث أعضاء المجلس عبر الفيديو على الوضع مع مدير المساعدات في الامم المتحدة مارك لوفكوك.

وقال لوفكوك للمجلس إن أي هجوم على الحديدة سيكون “كارثيا”، معربا عن تصميم وكالات الأمم المتحدة على “البقاء والعمل” في اليمن.

وأوضح أن 90 بالمئة من غذاء اليمن يعتمد على الواردات، وأن 70 بالمئة من تلك الواردات تأتي عبر ميناء الحديدة.

ويقول التحالف العسكري العربي ان المتمردين الحوثيين يستخدمون الميناء الواقع على البحر الاحمر لتهريب الاسلحة. وقال التحالف الاسبوع الماضي ان القوات اليمنية تقدّمت الى حدود تسعة كيلومترات من الحديدة.

من جهتها، ابلغت وزارة الخارجية الاميركية دولة الامارات الاثنين ضرورة استمرار تدفق المساعدات عبر ميناء الحديدة في اليمن وسط تقارير بأن القوات الاماراتية تخطط للسيطرة على المرفأ من المتمردين الحوثيين.

لكن بيان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لم يصل الى حد تحذير التحالف الذي تقوده السعودية والامارات من السيطرة على المدينة.

الا انه حضهما على دعم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة. وكانت منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة في اليمن اعتبرت ان هجوما كهذا سيكون “كارثيا”.

وقال بومبيو “لقد تحدثتُ مع القادة الإماراتيين وأوضحت رغبتنا في مراعاة هواجسهم الأمنية مع الحفاظ على التدفق الحر للمساعدات الانسانية والواردات التجارية الضرورية”.

ومن المقرر أن يقدم غريفيث امام المجلس الاثنين خطة سلام لليمن، ولكنه شدد على أن أي عمل عسكري يمكن ان يعوق جهوده.

وبشكل منفصل، وجهت 11 منظمة انسانية خطابا منفصلا لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مطالبين منه تحذير التحالف من أنها ستخسر دعم بريطانيا إذا هاجمت الحديدة.

وكتبوا “إذا حدث هجوم، سيقع عدد كبير من الضحايا على كافة الجهات مع تأثير كارثي على الارجح على السكان المدنيين”.

وتقدر الامم المتحدة ان نحو 600 ألف مدني يعيشون في الحديدة والمناطق المجاورة.

ومنذ سنوات، يشهد اليمن نزاعا بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

وادى النزاع منذ التدخل السعودي في اليمن الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص واصابة نحو 53 الفا في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية