مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بكين تتوعد ب “رد حاسم” اذا ما تعرضت للاستفزاز في بحر الصين الجنوبي

تظاهرة احتجاج على قرار محكمة التحكيم بخصوص ادعاء احقية بكين في بحر الصين الجنوبي، امام القنصلية الاميركية في هونغ كونغ في 14 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

توعدت الصين الخميس ب “رد حاسم” اذا ما تعرضت “للاستفزاز” بعد الحكم الدولي الذي اسقط الادعاء باحقيتها في بحر الصين الجنوبي، فيما طالبت مانيلا بتطبيقه معلنة في الوقت نفسه ارسال موفد الى بكين.

وردت بكين بحدة على الحكم الذي اصدرته الثلاثاء محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، مشيرة الى انها لن تحترم قرارا اتخذته هيئة تعتبرها غير شرعية.

وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “اذا ما رغب احد في القيام بعمل استفزازي ضد المصالح الامنية الصينية، بناء على هذا الحكم، فستعمد الصين الى الرد بطريقة حاسمة”. وتعلن الصين سيادتها على كامل هذا البحر تقريبا، اي على 2،6 ملايين كيلو متر مربع، وتستند في ذلك على ترسيم من “تسع نقاط” ظهر على خرائط صينية في الاربعينيات.

وتقول الصين انها اول من اكتشف واستثمر وسمى هذه المنطقة الاستراتيجية عسكريا واقتصاديا اذ تمر فيها بضائع بقيمة اكثر من 4500 مليار يورو سنويا.

لكن محكمة التحكيم الدائمة رأت ان “الحقوق التاريخية” التي تطالب بها الصين في “خط النقاط التسع” لا تستند الى “اي اساس قانوني”.

وقالت ايضا ان بكين قد انتهكت “الحقوق السيادية” للفيليبين في منطقتها الاقتصادية الحصرية، اي في المياه التي تبعد حتى 200 ميل بحري من شواطئها. ومنعت الصين الفيليبين من الصيد واستغلال موارد الطاقة فيها، وعمدت الى بناء جزر صناعية.

وفي السنوات الاخيرة، قامت الصين باعمال كبيرة لردم الارض في ارخبيل سبارتليز المتنازع عليه، أحد ابرز مجموعات الجزر في هذا البحر، الذي يقع جزء منه في المنطقة الاقتصادية الحصرية الفيليبينية.

-الحرب ليست خيارا-

امتنعت مانيلا في مرحلة اولى عن ان تطلب من بكين احترام حكم محكمة التحكيم. وينسجم هذا الموقف مع تمني الرئيس الجديد رودريغو دوترتي التعاطي ب “طريقة هادئة” مع جارته القوية.

لكن مانيلا شددت موقفها الخميس من خلال بيان اوضحت فيه ان وزير الخارجية برفكتو ياساي ينوي ان يشدد “على ضرورة احترام الاطراف القرار الاخير لمحكمة التحكيم”، خلال قمة اوروبا-آسيا (أسيم) المقررة الجمعة والسبت في مونغوليا، والتي سيشارك فيها رئيس الوزراء الصيني لي كي شيانغ.

الا ان الرئيس رودريغو دوتيرتي شدد على القول بعد ذلك ان “الحرب … ليست خيارا. اذا، فما هي الامكانية الاخرى؟ انها المفاوضات السلمية”، معلنا ارسال الرئيس السابق فيدل راموس الى بكين لاجراء مناقشات.

وقال دوتيرتي ان راموس “سيذهب الى الصين لبدء محادثات”.

واعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ايضا انه يريد مناقشة الخلاف في مونغوليا، فيما قالت الصين الاثنين ان هذا الموضوع يجب الا يدرج على جدول اعمال قمة اسيم، لان هذه الهيئة “ليست مكانا ملائما” كما قالت.

ولن يتأخر مجرد طرح الموضوع في اولان-باتور عن اغضاب بكين التي تعرقل منذ فترة طويلة جهود مانيلا لطرح هذا الموضوع في مناقشات متعددة الاطراف.

– الاستعداد للسيناريو الأسوأ –

وتخلت البلدان العشرة في جنوب شرق آسيا (آسيان)، بضغط من بكين، عن اصدار بيان حول قرار محكمة التحكيم، كما ذكر ديبلوماسيون.

والولايات المتحدة واستراليا هما بين البلدان المتحالفة في الارخبيل التي دعت الصين الى احترام قرار محكمة التحكيم.

بدلا من ذلك، حذرت بكين من مخاطر اندلاع نزاع، ووصفت القرار بأنه “ورقة لا تصلح إلا لسلة المهملات”.

وهددت الصين ايضا باقامة “منطقة تعريف الدفاع الجوي” التي ترغم الطائرات المدنية على التعريف بهويتها لدى السلطات العسكرية الصينية.

ونبهت صحيفة “تشاينا دايلي” الصادرة باللغة الانكليزية بالقول ان “من واجب بكين بالتأكيد الاستعداد للسيناريو الاسوأ، بما في ذلك الصدامات العسكرية المحتملة”.

وارسلت تايوان التي تتعارض مطالبها مع مطالب بكين تقريبا، سفينة حربية الاربعاء لحماية مصالحها.

وخلال ولاية الرئيس الفيليبيني السابق بنينيو اكينو الذي اطلق اجراء التحكيم، اصيبت العلاقات الثنائية بالبرود.

وكرر خلفه مرارا انه يريد انعاش العلاقات وجذب الاستثمارات الصينية من اجل برامج بنى تحتية عملاقة.

وتقول بكين ايضا انها تريد التفاوض لكنها توضح انها لن تتراجع عن سيادتها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية