مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بكين متهمة بإمداد كوريا الشمالية بالنفط رغم العقوبات

المندوبة الاميركية في مجلس الامن الدولي نيكي هايلي تحادث نائب المندوب الصيني وو هايتاو قبل اجتماع للمجلس بشأن كوريا الشمالية في مقر الامم التحدة بنيويورك، 22 ك1/ديسمبر 2017 afp_tickers

رفضت الصين الجمعة اتهامات بتزويد كوريا الشمالية بالنفط سرا، بعد تصريحات بهذا المعنى للرئيس الأميركي دونالد ترامب ومداهمة كوريا الجنوبية لسفينة يشتبه في نقلها الوقود الى مركب تابع لبيونغ يانغ.

وكتب ترامب على حسابه على تويتر “ضبطت بالجرم المشهود”، معربا عن “خيبة أمل شديدة لرؤية الصين تسمح بدخول النفط إلى كوريا الشمالية”، ما يشكل انتهاكا للعقوبات الدولية المفروضة على الأخيرة بهدف ثنيها عن برنامجها النووي.

وأضاف ترامب “لن يكون هناك ابدا حل ودي للمشكلة مع كوريا الشمالية اذا استمر ذلك”.

وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن الولايات المتحدة تملك معلومات تفيد بأن “بعض السفن تقوم بأنشطة محظورة من الأمم المتحدة بما فيها نقل منتجات نفطية مكررة من سفينة إلى سفينة أخرى ونقل حمولات من الفحم وافدة من كوريا الشمالية”.

ورفضت بكين هذه الاتهامات بشكل قاطع واعتبرت هذه المعلومات “خاطئة”، مؤكدة بلسان المتحدثة باسم الخارجية هوا شونيينغ إن “شن حملة بدون سبب عبر وسائل الإعلام لا يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون”، في رد على تغريدة ترامب.

لكن اتهامات الرئيس الاميركي عززتها كوريا الجنوبية بالاعلان الجمعة انها قامت في تشرين الثاني/نوفمبر باعتراض سفينة من هونغ كونغ بشكل عابر وتفتيشها لنقلها منتجات نفطية إلى سفينة كورية شمالية.

وورد هذا الاعلان غداة تشديد اضافي للعقوبات الاممية على نظام كيم جونغ اون. وأقر مجلس الأمن الدولي الخميس حظرا على دخول أربع سفن شحن كورية شمالية إلى أي مرفأ في العالم، للاشتباه بنقلها بضائع مشمولة بالعقوبات الدولية على بيونغ يانغ، على ما علمت وكالة فرانس برس من مصادر دبلوماسية.

والسفن الأربع المستهدفة بالحظر الخميس هي “أول جي بونغ 6″ و”رونغ را 2″ و”راي سونغ غانغ 1” و”سام جونغ 2″، وتشكل الأخيرة محور الشحنة المخالفة للقانون التي تحدثت عنها سيول الجمعة.

– “شبكات غير شرعية” –

وكشف مسؤول في الخارجية الكورية الجنوبية ان بلاده قامت في 24 تشرين الثاني/نوفمبر باعتراض سفينة “لايتهاوس وينمور” وتفتيشها لنقلها في 19 تشرين الأول/أكتوبر منتجات نفطية إلى سفينة “سام جونغ 2” في المياه الدولية.

وصرح المسؤول لصحافيين “انها حالة نموذجية للطريقة التي تتحايل فيها كوريا الشمالية على عقوبات مجلس الامن الدولي مستعينة بشبكاتها غير شرعية”.

ونفت المتحدثة الصينية هذه المعلومات، مؤكدة ان السفينة المعنية لم ترس في اي ميناء صيني منذ آب/اغسطس.

وكثف مجلس الامن الدولي في السنوات الاخيرة العقوبات على بيونغ يانغ لاجبارها على العودة عن برنامجيها النووي والبالستي.

وكانت الأمم المتحدة حظرت في تشرين الاول/أكتوبر رسو أربع سفن ترفع أعلام جزر القمر وسينت كيتس ونيفيس وكمبوديا وكوريا الشمالية في أي من مرافئ العالم، في خطوة شكلت سابقة في تاريخ المنظمة الدولية.

وعرضت الولايات المتحدة قائمة من عشر سفن دعت إلى حظرها، لكن دبلوماسيا قال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه “تمت الموافقة على أربع سفن فقط، ولكن الباب ما زال مفتوحا” أمام حظر السفن الأخرى.

وإذ أكدت مصادر دبلوماسية أن السفن الأربع المستهدفة ترفع جميعها علم كوريا الشمالية، أشارت إلى أن الصين عارضت إدراج السفن الست الأخرى التي اقترحتها الولايات المتحدة على قائمة الحظر.

وقال دبلوماسي إن “الصين عرقلت (حظر) ست سفن ولم تسمح سوى بحظر أربع يملكها كوريون شماليون”.

وفرض مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه بما فيهم الصين خلال 2017 ثلاث مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية تضمنت حظر استيراد او تصدير بضائع، وكانت أول هذه العقوبات في 5 آب/اغسطس، وشمل الحظر خصوصا تجارة الحديد والفحم الحجري والصيد البحري.

اما ثاني رزم العقوبات، فجاءت في 11 ايلول/سبتمبر، وشمل الحظر قطاع النسيج اضافة الى تحديد سقف للصادرات النفطية الى كوريا الشمالية، في حين صدرت الرزمة الثالثة من العقوبات في 22 كانون الاول/ديسمبر وشملت خصوصا المشتقات النفطية لا سيما المكررة منها.

وأقرت العقوبات ردا على قيام كوريا الشمالية بتجارب عدة لصواريخ بالستية عابرة للقارات وتجربة نووية، وسعيا للضغط على هذه الدولة لحملها على استئناف المفاوضات حول برامجها العسكرية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية