مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بوتين يحذر من “كارثة عالمية” جراء الأزمة مع كوريا الشمالية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته في قمة دول بريكس في الصين في 5 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء من “كارثة عالمية” في حال عدم التوصل إلى تسوية دبلوماسية للأزمة مع كوريا الشمالية، معتبرا أن فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ سيكون “غير مفيد وغير فعال”.

وقال بوتين أمام صحافيين على هامش قمة تعقدها دول “بريكس” الخمس في الصين، إن “روسيا تدين هذه العمليات” التي تقوم بها كوريا الشمالية في إشارة إلى إعلان بيونغ يانغ الاحد عن تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية يمكن تثبيتها على صاروخ.

وجاءت تصريحات بوتين بعدما طلبت واشنطن الاثنين أخذ “اقوى الاجراءات الممكنة” ضد كوريا الشمالية التي يشير اعلانها الى انها تستطيع تزويد صاروخ برأس نووي وادى الى تفاقم التوتر بين بيونغ يانغ والاسرة الدولية بشأن برامجها التسلحية.

وتابع بوتين ان بلاده “تندد” بالاعمال “الاستفزازية” لكوريا الشمالية لكنه أضاف أن “اللجوء إلى أي عقوبات في هذه الحالة غير مفيد وغير فعال”.

– “كارثة عالمية” –

دعا بوتين الى حوار حول الازمة محذرا من أي أعمال أخرى يمكن ان تؤدي الى تصعيد الوضع. وقال ان “إن الدخول في هستيريا عسكرية لا معنى له إطلاقا”. واضاف ان “كل هذا قد يقود إلى كارثة عالمية والى عدد كبير من الضحايا”.

وتسعى القوى الكبرى الى التوصل الى رد على التقدم الذي سجل في برنامج التسلح الكوري الشمالي.

وقال البيت الابيض الاثنين ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب موافق على مبدأ بيع كوريا لجنوبية “اسلحة ومعدات عسكرية بمليارات الدولارات”.

من جهتها، اطلقت كوريا الجنوبية صواريخ بالستية الاثنين في اطار محاكاة هجوم على موقع التجارب النووية الكوري الشمالي ثم بدأت الثلاثاء مناورات بحرية بالذخيرة الحية.

وخلال اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هالي ان واشنطن ستقدم قريبا مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة من اجل مناقشته في الايام المقبلة.

وقالت “كفى”، مؤكدة ان العقوبات التي فرضت على كوريا الشمالية منذ 2009 لم تجد، متهمة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون “باستجداء الحرب” باجرائه ست تجارب نووية.

وشدة الانفجار الذي شهدته كوريا الشمالية قد تصل الى مئة كيلوطن، ما يجعله اقوى بخمس مرات من القنبلة التي القيت على مدينة هيروشيما اليابانية في 1945.

ولم تكشف هالي الاجراءات التي تسعى واشنطن الى فرضها لكن دبلوماسيين قالوا انها قد تستهدف واردات النفط الى كوريا الشمالية مما سيشكل ضربة كبيرة لاقتصادها.

ويمكن للعقوبات الجديدة ان تؤثر على السياحة وتمنع عمل الكوريين الشماليين في الخارج.

وتميل روسيا ومعها الصين شريكة كوريا الشمالية السياسية والاقتصادية الى منع تعزيز الضغوط على بيونغ يانغ.

وخلال اجتماع مجلس الامن الدولي حذر السفير الصيني ليو جيي من ان الازمة تتفاقم وشدد على ضرورة الحوار والتوصل الى حل دبلوماسي. وقال ان “الصين لن تسمح ابدا بفوضى وحرب في شبه الجزيرة” الكورية.

وفرض مجلس الامن الدولي سبع مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ اول تجرية نووية في 2006، لكن بيونغ يانغ وجدت دائما طرقا للالتفاف عليها.

وفرضت آخر هذه العقوبات الشهر الماضي وتركزت على اقتصادها باستهدافها صادرات اساسية مثل الفحم، تشكل مصدرا للقطع الاجنبي للنظام.

وكانت هذه الحزمة الجديدة من العقوبات فرضت بعدما اطلقت بيونغ يانغ في تموز/يوليو صاروخين عابرين للقارات وضعا الاراضي الاميركية في مرمى بيونغ يانغ.

وقالت سيول انها تملك مؤشرات بان الشمال يخطط لعملية جديدة لاطلاق صواريخ.

– خطة روسية صينية –

دعا السفير الصيني في الامم المتحدة الاطراف الى الموافقة على خطة روسية صينية لدعوة الشمال الى تجميد تجاربها النووية والصاروخية، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الى تعليق تدريباتهما العسكرية المشتركة.

ورفضت هالي الاقتراح معتبرة انه “مهين”. وقالت “عندما يمتلك نظام مارق سلاحا نوويا وصاروخا عابرا للقارات موجها اليك، لا تتخذ خطوات لتقليص حذرك. لا احد يفعل ذلك. لن نفعل ذلك بالتأكيد”.

وكررت هالي التهديدات الاميركية بفرض عقوبات على الدول التي تتبادل التجارة مع كوريا الشمالية.

وقد يشكل ذلك تحولا كبيرا اذ ان الصين شريكة تجارية لكوريا الشمالية والولايات المتحدة معا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية