مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بورما تمنع مقررة الامم المتحدة من دخول اراضيها

مقررة الامم المتحدة لحقوق الانسان في بورما يانغي لي في مكتبها في جامعة سون كيون كوانغ في سيول في 8 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

اعلنت مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الانسان في بورما الاربعاء ان السلطات البورمية رفضت السماح لها بدخول اراضيها معربة عن خشيتها ازاء ان يعني منعها ان أمرا “رهيبا” يحصل في ولاية راخين.

وكان من المقرر ان تزور يانغي لي بورما في كانون الثاني/يناير لتفقد وضع حقوق الانسان في هذا البلد، وضمنه راخين التي ترزح تحت اجراءات عسكرية مشددة ضد اقلية الروهينغا المسلمة بدأت اواخر آب/اغسطس.

وفر نحو 655 ألفا منهم الى بنغلادش المجاورة مذاك، ناقلين روايات عن اضرام نار متعمد وقتل واغتصاب على ايدي الجنود والعصابات في الدولة ذات الغالبية البوذية.

واتهمت الامم المتحدة الجيش البورمي بشن حملة “تطهير عرقي” مشيرة الى وجود “عناصر ابادة” ضد الروهينغا.

وهذه اتهامات تنفيها الحكومة بشدة وسط تنديد دولي بها.

وقالت يانغي لي في بيان “اشعر بالقلق وخيبة الامل جراء هذا القرار الذي اتخذته الحكومة البورمية (…) إنه عار ان تكون بورما مصممة على سلوك هذا الطريق”.

ويتعين على هذه المسؤولة زيارة بورما مرتين سنويا لرفع تقرير لمجلس حقوق الانسان والجمعية العامة للامم المتحدة.

واضافت ان “هذا الاعلان عن عدم التعاون مع مهمتي لا يمكن اعتباره الا مؤشرا قويا الى ان امرا ما رهيبا يحصل في (ولاية) راخين، وفي باقي أنحاء البلاد”.

وقالت الاستاذة الجامعية الكورية الجنوبية انها اُبلغت ان القرار يستند الى تصريحات ادلت بها بعد زيارتها الاخيرة الى بورما في تموز/يوليو، انتقدت فيها بشدة سجل الحكومة في حقوق الانسان ومعاملتها للروهينغا.

وانتقدت الحكومة آنذاك التصريحات بوصفها “منحازة وغير عادلة”.

وأكدت الامم المتحدة ان بورما أوقفت كل التعاون طيلة فترة مهمة لي.

وقال المتحدث باسم الحكومة البورمية زاو تاي أن المقررة مُنعت من زيارة البلاد لانها منحازة.

وأكد انها “تفتقر الى الحياد وليست موضوعية في عملها. لا نثق بها”.

غير ان منظمة العفو الدولية وصفت قرار المنع بأنه “شائن”.

وقال جيمس غوميز مدير المنظمة الحقوقية لمنطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ “إن ذلك مؤشرا آخر على ان السلطات ستفعل اي شيء لتجنب تدقيق دولي في سجلها لحقوق الانسان”.

واضاف في بيان “يزعم الجيش البورمي انه لم يرتكب اي خطأ في الاشهر الماضية. إن كان ذلك صحيحا، لن يكون لدى السلطات ما تخفيه — لماذا يمنعون محققين مستقلين محايدين من الدخول”؟

زارت لي بورما ست مرات منذ 2014، ودائما ما كانت تحذر من تعرض الروهينغا للاضطهاد.

وهذه المجموعة المحرومة من الجنسية مستهدفة في اعمال عنف وتم تهميشها في العقود الاخيرة.

لكن موجة العنف الاخيرة هي الأسوأ في ولاية راخين منذ سنوات.

منعت بورما الصحافيين والمحققين — بينهم فريق من الامم المتحدة لتقصي الحقائق — من الدخول الى منطقة النزاع.

والاسبوع الماضي اعتقل صحافيان يعملان لوكالة رويترز بتهمة حيازة وثائق متعلقة بالقوات الامنية في راخين، ما اثار المخاوف من ان تكون حريات الصحافة الهشة اصلا، تتعرض لمزيد من القيود.

ويمكن ان يواجه الصحافيان عقوبة السجن 14 عاما حدا اقصى، بموجب قانون حماية السرية العائد الى الحقبة الاستعمارية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية