مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بوريس جونسون يدعو الاتحاد الاوروبي الى عدم اغلاق ابوابه امام المملكة المتحدة

وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون (يمين) خلال محادثة مع نظرائه الاسباني مانويل غارسيا مارغايو (يسار) والبلجيكي ديدييه ريندرز في بروكسل الاثنين 18 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

في لقائه الاول الاثنين مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل دعا وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون الاتحاد الاوروبي الى عدم اقفال ابوابه امام بلاده، التي اكد انها تريد الاستمرار في القيام بدور اساسي في اوروبا.

وجرى هذا الاجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، بحضور لافت غير مسبوق لوزير الخارجية الاميركي جون كيري، وسط اجواء توتر في اوروبا فاقمتها التهديدات الارهابية والاحداث الاخيرة في تركيا.

وقال جونسون الذي كان احد متصدري حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في تصريح صحافي “علينا ان ننصاع لارادة الشعب وان نغادر الاتحاد الاوروبي… لكننا لن نتخلى باي شكل عن دورنا القيادي في اوروبا”.

وفي ختام يوم طويل وصفه جونسون بانه “مثمر” طلب من الاتحاد الاوروبي ان يبقي “ابوابه مفتوحة” امام التعاون مع المملكة المتحدة بما يتعلق القضايا الاستراتيجية.

وتوجس الكثيرون من زيارة بوريس جونسون الاولى الى بروكسل كوزير للخارجية، خصوصا ان تعيينه في هذا المنصب اثار الكثير من الانتقادات.

ويعرف وزير الخارجية البريطاني الجديد بروكسل بشكل جيد خصوصا انه عمل فيها صحافيا في مطلع التسعينات.

وتخلى جونسون عن طبعه الاستفزازي المعهود وعمل جاهدا على اثبات قدراته الدبلوماسية كوزير للخارجية، وكان اكثر من ودي مع نظرائه الاوروبيين.

وكان اثار الغضب الشديد خلال الحملة السابقة للاستفتاء البريطاني عندما قارن سعي الاتحاد الاوروبي الى تحسين الاندماج الاوروبي بمساعي ادولف هتلر قبل تسلمه الحكم.

وقال جونسون انه اجرى “محادثة جيدة جدا” مع وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني التي “وافقت على ان على بريطانيا ان تواصل القيام بدورها”.

من جهتها قالت موغيريني انها أجرت “تبادل افكار جيدا بشأن المسائل الرئيسية على جدول الاعمال اليوم” مع جونسون.الا انها كررت ان اي مفاوضات لن تجري مع بريطانيا بشأن مغادرتها الاتحاد، قبل ان تبلغ لندن رسميا الاتحاد الاوروبي برغبتها بمغادرته، عبر تفعيل بند بهذا الشان في المادة 50 من معاهدة لشبونة المؤسسة للاتحاد.

واضافت ان بريطانيا تبقى عضوا في الاتحاد حتى الانتهاء من المفاوضات.

وجدد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت دعوة بريطانيا الى اطلاق المفاوضات في اسرع وقت بعيد وصوله الى بروكسل، قائلا “يجب تجنب دخول اوروبا في اجواء من الشك. كلما بدأت المفاوضات باكرا، كلما كان ذلك افضل”.

ورجحت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي اطلاق المفاوضات في اواخر العام الجاري او مطلع 2017 كاقرب موعد، وليس قبل تحديد لندن طبيعة العلاقة التي تريدها في المستقبل مع الدول الاعضاء الاخرى في الاتحاد.

-التضامن ضد الارهاب-

واذا كان بوريس جونسون قد خطف الاضواء الاثنين في بروكسل من نظيره الاميركي جون كيري، فان الوزراء عادوا وتطرقوا الى الوضع في تركيا الذي اضيف الى جدول الاعمال بعد الانقلاب الفاشل الذي وقع مساء الجمعة الماضي.

وحث كيري مع موغيريني نظام الرئيس رجب طيب اردوغان على “احترام المؤسسات الديموقراطية ودولة القانون” محذرين من اي محاولة لتعميم القمع في البلاد.

وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي اثر الاجتماع الوزاري، “لا يمكن لاي بلد ان ينضم الى الاتحاد الاوروبي اذا كان يطبق عقوبة الاعدام”.

كما قال متحدث باسم الحكومة الالمانية الاثنين ان “ادخال عقوبة الاعدام في تركيا سيعني انتهاء مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي”.

كما بحث المجتمعون في سبل تعزيز مكافحة الارهاب.

ووقفوا دقيقة صمت على ارواح ضحايا اعتداء نيس ال84 في الوقت ذاته الذي وقفت فيه كل فرنسا هذه الدقيقة حدادا على ضحايا الاعتداء الدامي.

وقالت موغيريني بهذا الصدد “كل الدول الاعضاء اكدت استعدادها للعمل اكثر لدعم العمل الذي تقوم به فرنسا لضمان امن البلاد وامن اوروبا”.

كما بحث الوزراء الاوروبيون الاوضاع في اميركا اللاتينية، لا سيما العلاقات مع فنزويلا حيث ينوون تعيين موفد خاص لهم في هذا البلد هو رئيس الحكومة الاسباني السابق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بالاضافة الى العلاقات المستقبلية مع كوبا وعملية السلام في كولومبيا.

وكان على جدول الاعمال ايضا موضوع الصين وبحر الصين الجنوبي بعدما دعا الاتحاد الاوروبي بكين ومانيلا الى حل نزاعهما “سلميا”، وازمة الهجرة قبل قمة الامم المتحدة المقررة حول هذه المسالة في 19 ايلول/سبتمبر في نيويورك.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية