مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يتهم إيران بالوقوف خلف استهداف ناقلتي نفط ببحر عمان

صورة حصلت عليها وكالة فرانس برس من وكالة تسنيم الايرانية في 13 حزيران/يونيو 2019 تظهر سفينة ايرانية تحاول اخماد النيران المشتعلة بناقلة النفط النروجية في بحر عمان. afp_tickers

اتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إيران بالوقوف خلف هجومين استهدفا الخميس ناقلتي نفط في بحر عمان رغم نفي طهران، في حرب كلامية تعكس التوتر المتصاعد في هذه المنطقة الحيوية.

وتعرضت ناقلتا نفط نروجية ويابانية الخميس لهجمات لم يحدّد مصدرها فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

ويأتي ذلك بعد شهر على تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط في 12 أيار/مايو لعمليات “تخريبية” لم يكشف عمن يقف خلفها. وأشارت واشنطن في حينها بالاتهام إلى طهران التي نفت أي مسؤولية.

وأكد ترامب في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” أن “إيران قامت بهذا الأمر”، مستنداً إلى تسجيل مصوّر بالأبيض والأسود نشرته القيادة الوسطى في الجيش الأميركي قبل ساعات وقالت إنّه يظهر زورقاً سريعاً للحرس الثوري الإيراني يزيل “لغما مغناطيسيا لم ينفجر” عن جسم إحدى الناقلتين.

وقال ترامب “نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران”، مؤكّداً أنّ الحرس الثوري “لا يريد ترك أدلة خلفه”.

من جهتها، أعربت روسيا حليفة إيران عن “إدانتها الشديدة للهجمات”، لكنّها طلبت من واشنطن “عدم استخلاص نتائج متسرّعة”، فيما دعت الصين إلى “الحوار”.

كذلك ندّد حلفاء واشنطن في المنطقة بالهجمات. وأبلغت السعودية عن “قلقها الكبير” فيما نددت الإمارات بـ”تصعيد خطير”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل، وقال للصحافيين في مقر المنظمة الأممية في نيويورك “من الأهمية بمكان أن نعرف الحقيقة. من الأهمية بمكان أن يتم تحديد المسؤوليات”، مضيفا أن “ذلك لا يمكن أن يحصل إلا عبر كيان مستقل قادر على التحقق من تلك الوقائع”.

من جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في بيان أن إيران مسؤولة بشكل “شبه مؤكد” عن الهجومين على ناقلتي النفط في بحر عمان.

واتّهمت لندن الحرس الثوري الإيراني، بالوقوف خلف هجومي الخميس.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن الخميس أن إيران “مسؤولة عن الهجومين في بحر عمان” منددا بـ”تصعيد غير مقبول للتوتر من جانب إيران”.

– “تخريب دبلوماسي” –

من جهتها، نفت إيران أي ضلوع لها في الهجومين اللذين وقعا فيما كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يزور طهران للقيام بوساطة بينها وبين واشنطن.

واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة في تغريدة بممارسة “التخريب الدبلوماسي (…) وتمويه إرهابها الاقتصادي ضد إيران”، فيما اعتبرت وزارته الاتهامات الأميركية “لا أساس لها”.

وردا على فيديو البنتاغون، كتبت شبكة “برس تي في” التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني والناطقة بالإنكليزية، في تغريدة على تويتر أن الحرس الثوري كان “القوة الأقرب إلى موقع الحادث” وأن إيران “كانت أول من توجه إلى المكان لإنقاذ الطواقم”.

وفي بشكيك حيث يقوم بزيارة، ، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة بأنها “تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار في المنطقة والعالم، بانتهاكها كل القواعد الدولية”.

وتشهد المنطقة تصعيدا في التوتر بين إيران وإدارة دونالد ترامب الذي انسحب في خطوة أحادية قبل حوالي عام من الاتفاق النووي مع إيران وأعاد فرض العقوقات الاقتصادية والدبلوماسية على طهران. وأرسلت الولايات المتحدة في مطلع أيار/مايو تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، متهمة إيران بالتحضير لهجمات “آنية” على مصالح أميركية.

واتهمت واشنطن طهران بالسعي لبلبلة إمدادات النفط العالمية بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما هددت به إيران في الماضي.

– مخاطر على مضيق هرمز –

غير أن ترامب قلل من شأن هذه التهديدات مؤكدا الجمعة أن الإيرانيين “لن يقوموا باغلاقه، لن يغلق، لن يغلق لفترة طويلة وهم يعلمون ذلك. ولقد أبلغوا بذلك بأشد العبارات”.

لكن شركات الشحن البحري قلقة حيال الوضع في الخليج وقال باولو داميكو رئيس “إنترتانكو”، رابطة ناقلات النفط مالكة الناقلتين اللتين تعرضتا لهجوم الخميس، “إذا أصبحت هذه المياه خطيرة فقد تتعرض الإمدادات النفطية للعالم الغربي للتهديد”.

وأوضحت شركة “فرونتلاين” التي تملك الناقلة “فرونت ألتير”، أن ثلاثة انفجارات هزت السفينة النروجية التي ترفع علم جزر مارشال، متسببة باندلاع حريق تمت السيطرة عليه. وأضافت أن البحرية الإيرانية أغاثت البحارة الـ23 ونقلتهم إلى مرفأ بندر عباس الإيراني قبل إعادتهم إلى بلادهم.

من جهتها صرحت شركة “كوكوا سانجيو” اليابانية المشغلة لناقلة النفط الثانية أن السفينة “كوكوكا كوراجوس” تعرضت لإطلاق نار وأن حمولتها سليمة، مضيفة أن البحرية الأميركية أغاثت السفينة وطاقمها المؤلف من 21 فردا وواكبتهم إلى مرفأ خور فكان في الإمارات.

وبحسب الشركة، فإن بحارة السفينة شاهدوا “جسما طائرا” يستهدفها “ثم وقع انفجار”.

وارتفعت أسعار النفط بعد الهجوم على الناقلتين. ووصل سعر نفط برنت بحر الشمال تسليم آب أغسطس قرابة الساعة 13,35 ت غ إلى 61,50 دولارا في لندن بارتفاع 19 سنتا عن سعر الإغلاق الخميس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية