مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يدين “تمزيق” التاريخ الاميركي

تمثالان للجنرال روبرت لي وتوماس جاكسون ازيلا من بالتيمور بولاية مريلاند فجر 16 اب/اغسطس 2017 afp_tickers

يحاول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يواجه صعوبات كبيرة بعد تصريحاته بشأن حوادث شارلوتسفيل، نقل محور الجدل بتأكيده ان التاريخ الاميركي “يمزَّق” عبر سحب تماثيل شخصيات الولايات الجنوبية المؤيدة للعبودية.

وتبنى ترامب في ثلاث تغريدات الخميس موقفا حاسما في هذا الجدل الحساس الذي عاد الى الواجهة بعد اعمال العنف في فيرجينيا حيث تجمع مؤيدون لفكرة تفوق البيض من اجل الاحتجاج مبدئيا على الاعلان عن ازالة تمثال للجنرال الجنوبي روبرت اي لي.

ويرى بعض الاميركيين في هذه التماثيل التي اقيمت تكريما “لكونفدرالية ولايات الجنوب” التي بدأت الحرب الاهلية خصوصا للدفاع عن العبودية، احتفاء بماض عنصري. لكن آخرين يعتبرون ان ازالتها تعني محو فصل كامل من التاريخ الاميركي. وجعل المدافعون عن تفوق البيض هذه القضية محور معركتهم.

وكتب ترامب في واحدة من التغريدات “من المحزن ان نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم يمزقان عبر سحب تماثيلنا ونصبنا الرائعة”، معتبره هذه الخطوة “غباء”.

وكشف استطلاع للرأي اجري لحساب الشبكات الاعلامية “ان بي آر/بي بي اس” و”نيوز آور/ماريست” ونشرت نتائجه الخميس ان نحو اثنين من كل ثلاثة اميركيين يؤيدون بقاء التماثيل التي تمجد شخصيات من ولايات الجنوب المتحدة، في اماكنها.

وبمعزل عن الجدل الاساسي، ساهمت العبارات التي استخدمها الرئيس الاميركي واللحظة التي اختارها للادلاء بها في اثارة انتقادات عديدة بما في ذلك من داخل معسكره، تستنكر خصوصا عدم ادانة المجموعات اليمينية المتطرفة بشكل واضح.

وما زال اعضاء الحزب الجمهوري بعد خمسة ايام على مقتل امرأة في عملية دهس متعمدة قام بها احد مؤيدي النازيين الجدد، يعبرون عن استيائهم من رد فعل الرئيس.

– الى كامب ديفيد –

ستسنح الفرصة لترامب لتغيير مجرى الحديث السياسي بتوجهه الى كامب ديفيد المقر الرئاسي المحمل بالتاريخ ويبعد نحو مئة كيلومتر عن واشنطن شمالا. وسيرافقه في رحلته هذه بصفته قائدا للقوات المسلحة الاميركية، نائبه مايك بنس ووزير الدفاع جيم ماتيس وكل فريق الامن القومي، للبحث في الاستراتيجية الاميركية في افغانستان.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي بوب كوركر ان ترامب وبعد قضية شارلوتسفيل “لم يظهر صلابة ولا بعض صلاحياته الضرورية” لممارسة مهامه.

ولم يتردد تيم سكون السناتور الجمهوري الاسود الوحيد في التعبير عن رأيه، قائلا “لا شك ان اليومين الماضيين اضعفا السلطة المعنوية لهذه الادارة”.

اما نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب، فقد دعت الخميس الى سحب تماثيل شخصيات “كونفدرالية ولايات الجنوب” من مبنى الكونغرس.

وقالت “لا يمكننا تكريم التعصب العنيف لرجال الكونفدرالية في ممرات الكابيتول (مبنى الكونغرس) العريقة”. ووصل الامر بالنائب الجمهوري توم روني الى الدعوة في الموقع الالكتروني “ذي هيل” الى “الكف عن تكريم القضية التي كان يدافع عنها هؤلاء الرجال”.

– “علاقة مع الاميركيين” –

كشف تقرير اخير نشره “مركز قانون الفقر الجنوبي” (ساذرن بوفرتي لو سنتر) المتخصص بالحركات المتطرفة والحقوق المدنية ان اكثر من 1500 رمز للكونفدرالية ما زالت موجودة في الاماكن العامة في الولايات المتحدة معظمها في الجنوب.

وكان ترامب وقف في صف الابقاء على هذه التماثيل في اماكنها، في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في برجه في نيويورك الثلاثاء. وقال ان “جورج واشنطن كان يملك عبيدا (…) هل سنزيل تماثيله؟ وتوماس جيفرسون؟ هل سنزيل تماثيله؟”.

وهو يشير بذلك الى الرئيسين الاول والثالث للولايات المتحدة اللذين توفيا قبل حرب الانفصال (1861-1865).

ويذكر هذا الجدل بقضية اعلام الكونفدرالية التي اججها في حزيران/يونيو 2015 مقتل تسعة من السود في كنيسة في كارولاينا الجنوبية بايدي احد دعاة تفوق البيض كان يحب التقاط الصور مع هذه الاعلام.

وفي هذه الاجواء المتوترة في الفريق الرئاسي، دافع ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق المثير للجدل لترامب، في صحيفة نيويورك تايمز عن الرئيس.

وقال انه بتغريداته الصباحية “اوجد ترامب علاقة مع الاميركيين وثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم”، معبرا عن سخريته من “اليسار الذي يريد ان يقول ان كل شىء هو عنصرية”.

وسيتوجه ترامب الجمعة من نادي الغولف الذي يمتلكه في بدمينستر بولاية نيو جيرسي الى كامب ديفيد حيث سيبحث في امكانية ارسال قوات اضافية لمساعدة كابول على الصمود في وجه ضربات حركة طالبان، بناء على طلب الجنرالات الميدانيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية