مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يرفض تغيير لهجته حيال كوريا الشمالية ويحذر كيم جونغ-اون

صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته تجاه كوريا الشمالية afp_tickers

توعّد دونالد ترامب مجدّدًا الجمعة باستخدام القوة ضدّ كوريا الشمالية مؤكّدًا انّ الخيار العسكري “جاهز للتنفيذ” رغم قيام الصين بالدعوة الى ضبط النفس في محاولة لتهدئة الحرب الكلامية غير المسبوقة بين واشنطن وبيونغ يانغ.

وكتب ترامب على تويتر “الحلول العسكرية وضعت بالكامل حاليًا وهي جاهزة للتنفيذ إذا تصرّفت كوريا الشمالية بلا حكمة. نأمل أن يجد (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ-اون مسارًا آخر!”.

وردت عليه وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية واصفةً اياه بانه شخص “بغيض مهووس بالحرب النووية”. واضافت “ترامب يقود الوضع في شبه الجزيرة الكورية الى شفير حرب نووية”.

لكنّ ترامب حذّر الزعيم الكوري الشمالي مجددًا الجمعة، مؤكدًا أنه “سيندم” إذا هاجم جزيرة غوام في المحيط الهادئ وأراضي الولايات المتحدة.

وقال ترامب من بدمنستر بولاية نيوجرزي “اذا قام بأيّ شيء ضد غوام أو الاراضي الاميركيّة او ايّ حليف للولايات المتحدة، فانه سيندم حقيقة وسيندم بسرعة”، معربًا عن تنديده بنظام “يتصرّف بشكل سيئ منذ سنوات وعقود”.

وعلّقت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من برلين “لا ارى حلاً عسكريًا لهذا النزاع” مضيفة أن “المانيا ستشارك بشكل مكثف في خيارات الحل غير العسكرية، إلا أنني أرى أن التصعيد الكلامي هو رد خاطئ”.

وردًا على سؤال حول رفض ميركل للحل العسكري، قال ترامب “ربما هي تتحدث عن المانيا. هي بالطبع لا تتحدث عن الولايات المتحدة، يمكنني ان اقول لكم ذلك”.

من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن مخاطر اندلاع نزاع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية “كبيرة جدا”، ملمحا الى أنه يعود لواشنطن القيام بخطوة أولى لنزع فتيل الأزمة.

في نيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة “حان الوقت لكي يركز جميع الاطراف على سبل خفض التوتر”.

في وقت سابق، كانت الصين حضّت كلاً من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على تخفيف التصعيد.

ودعا المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ في بيان واشنطن وبيونغ يانغ إلى الابتعاد عن “المسار القديم في تبادل استعراض القوة ومواصلة تصعيد الوضع” معتبرًا أنّ “الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية في منتهى التعقيد والحساسية”.

أضاف “ندعو الأطراف المعنيين لتوخي الحذر في أقوالهم وأفعالهم، والمساهمة بنحو أكبر في تخفيف التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة”.

والخميس أشار ترامب إلى أنّ الاكتفاء بتصعيد اللهجة حيال الدولة المعزولة ربما “لم يكُن قاسيًا بما فيه الكفاية” بعدما كان حذر بمواجهتها بـ”الغضب والنار” في حال واصلت تهديداتها للولايات المتحدة.

وحذّر ترامب كوريا الشمالية من أنّ عليها “أن تقلق كثيرًا جدًا” من عواقب مجرّد التفكير في ضرب الأراضي الأميركية، بعدما أعلنت بيونغ يانغ أنها تحضّر خططا لإطلاق صواريخ تجاه جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ.

ورفض الرئيس الجمهوري الانتقادات الموجهة للتحذير الذي أطلقه الثلاثاء، مشيرا إلى تهديدات نظام كيم لواشنطن وحلفائها.

وأضاف أنّ الصين، حليفة بيونغ يانغ الأبرز، تستطيع ان تفعل “اكثر من ذلك بكثير” لممارسة ضغوط على كيم لحضه على وضع حد لبرامج بلاده النووية والبالستية، في انتقاد لم يعلق عليه غينغ في بيانه.

لكنّ مسؤولاً في البيت الابيض اوضح انه ينبغي عدم التعامل مع تصريحات ترامب بوصفها اشارة الى عمل عسكري وشيك.

وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته “هناك خطط عسكرية لغالبية الازمات في العالم (…) وهذه الخطط يتم تحديثها باستمرار ونقدم خيارات للرئيس. ليس ثمة جديد”.

واكد الجيش الاميركي الجمعة انه “مستعد للقتال” اذا امر الرئيس بذلك.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ لفرانس برس “نحن في اقصى حالة جهوزية لمواجهة الخطر الكوري الشمالي بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة”.

-خطة هجوم على غوام-

تاتي تصريحات ترامب بعدما أعلنت كوريا الشمالية خطة مفصلة لإطلاق أربعة صواريخ عبر اليابان إلى غوام، حيث ينتشر 6000 جندي أميركي.

وأشارت كوريا الشمالية إلى أن خطتها لاستهداف محيط الجزيرة التي تعد موقعا رئيسيا للجيش الأميركي غرب المحيط الهادئ، تشكل “تحذيرا اساسيا للولايات المتحدة” اذ انّ “القوة المطلقة وحدها” سيكون لها تأثير على الرئيس الأميركي “الفاقد للإدراك”.

وبحسب خطة كوريا الشمالية المرتبطة بغوام والتي نشرت بيونغ يانغ تفاصيلها بخلاف العادة، سيتم إطلاق أربعة صواريخ بصورة متزامنة تعبر فوق مناطق شيمان وهيروشيما وكويشي اليابانية.

وأفادت الخطة أن الصواريخ ستحلق 17 دقيقة و45 ثانية على مسافة 3356,7 كلم وتسقط في البحر على مسافة 30 أو 40 كلم من غوام، مباشرة خارج المياه الإقليمية الاميركية.

وأوضح محللون أنه في حال تم فعلا إطلاق الصواريخ، فستجد واشنطن نفسها في موقف حرج. فإن لم تحاول اعتراضها، ستتضرر صدقيّتها وسيدفع ذلك بيونغ يانغ إلى المضي قدما واختبار صاروخ بالستي عابر للقارات.

لكن إذا حاولت اعتراضها ونجَحَ صاروخ في اختراق دفاعاتها، عندها ستكون فاعلية المنظومة الدفاعية الأميركية موضع تشكيك.

وتدعو بكين الى حلّ “تفاوضي” للملف الكوري الشمالي واقترحت مرارا لاحتواء الازمة وقفا متزامنا للتجارب النووية والبالستية الكورية الشمالية من جهة وللتدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة اخرى.

ووافقت الصين ايضا السبت في الامم المتحدة على رزمة سابعة من العقوبات الاقتصادية الدولية بحق كوريا الشمالية، ردا على اطلاق الاخيرة صواريخ عابرة للقارات. وكانت واشنطن اقترحت هذه العقوبات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية