مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يستقبل ثلاثة اميركيين أفرجت عنهم كوريا الشمالية

الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا (يسار) مع الاميركيين الثلاثة الذين افرج عنهم في كوريا الشمالية، لدى وصولهم قاعدة اندروز في ساعة مبكرة الخميس 10 ايار/مايو 2018 afp_tickers

استقبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب ثلاثة أميركيين كانوا محتجزين في كوريا الشمالية لدى وصولهم قاعدة عسكرية قرب واشنطن في ساعة مبكرة الخميس، في خطوة تعد نجاحا دبلوماسيا ونقطة انطلاق لقمته التاريخية المرتقبة مع كيم جونغ اون.

وتوجه ترامب والسيدة الاولى ميلانيا بمروحية من البيت الابيض إلى قاعدة اندروز الجوية للترحيب بكل من كيم هاك-سونغ وتوني كيم وكيم دونغ-شول لدى عودتهم إلى الولايات المتحدة بعد ان افرجت عنهم كوريا الشمالية الاربعاء.

وصعد ترامب وزوجته الى الطائرة للقاء غير علني مع الاميركيين الثلاثة قبل الخروج امام كاميرات التلفزيونات ليلا.

واشاد ترامب بكيم لاطلاقه سراح الاميركيين قبيل القمة المرتقبة بينهما.

ولوح احد المحتجزين السابقين على سلم الطائرة وآخر على أرض المطار.

وقال ترامب “فهمنا إننا سنتمكن من الافراج عن هؤلاء الرجال الثلاثة الرائعين خلال اللقاء، وإعادتهم إلى الديار بعد اللقاء”.

واضاف “الافراج عنهم قبل الاجتماع كان خطوة لطيفة. وبصراحة لم نعتقد أن هذا سيحصل. وقد حصل”.

وفي اشارة إلى التغيير المفاجئ في العلاقات الاميركية مع كوريا الشمالية والقمة المرتقبة قال ترامب “نبدأ من انطلاقة جديدة … لقد افرج عن الرجال بشكل مبكر. واعتقد إنها خطوة كبيرة. مهمة جدا بالنسبة لي”.

وتابع “أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جدا للقيام بشيء مجد ولو ذكر احدهم ذلك قبل خمس سنوات أو عشر سنوات — وحتى قبل سنة — لقلتم إنه غير ممكن”، مضيفا “أمور كثيرة جيدة حصلت”.

وقال مسؤول اميركي إن النظام الكوري الشمالي منح الثلاثة “عفوا” مما ازال نقطة خلاف رئيسية بين واشنطن وبيونغ يانغ وعقبة محتملة امام المحادثات بين خصمي الحرب الباردة.

وعاد الثلاثة برفقة وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو.

واثنان من المفرج عنهم — الخبير الزراعي كيم هاك-سونغ والاستاذ الجامعي السابق توني كيم — اعتقلا في 2017، فيما الثالث — كيم دونغ-شول رجل الاعمال الاميركي المولود في كوريا الجنوبية والقس وهو في الستينيات من العمر — حكم عليه بالسجن 10 سنوات مع الاشغال الشاقة في 2016.

ولدى وصولهم سأل أحد الصحافيين الرجال عن معاملتهم في كوريا الشمالية. وقال كيم دونغ شول من خلال مترجم “نعم، عوملنا بطرق مختلفة. بالنسبة لي كان لدي الكثير من الاشغال الشاقة. لكن عندما مرضت قدموا لي العلاج ايضا”.

وقال البيت الابيض إن المفرج عنهم الثلاثة ساروا دون مساعدة إلى الطائرة التابعة لسلاح الجو الاميركي التي نقلتهم من كوريا الشمالية مع وزير الخارجية.

ورافقتهم طائرة ثانية مزودة بمعدات طبية.

وقال بومبيو للصحافيين المرافقين “جميع المؤشرات في هذه المرحلة تدل على أنهم بصحة جيدة بقدر الامكان بالنظر لاحتجازهم”.

واصدر الثلاثة فيما بعد بيانا من خلال وزارة الخارجية، عبروا فيه عن الشكر.

وقالوا “نود التعبير عن تقديرنا العميق لحكومة الولايات المتحدة والرئيس ترامب والوزير بومبيو وشعب الولايات المتحدة لاعادتنا إلى الديار”.

واضافوا “نشكر الله وجميع عائلاتنا واصدقائنا الذين صلوا من اجلنا ومن أجل عودتنا”.

بدورها عبرت اسرة توني كيم عن الامتنان “لكل من سعى وساهم في هذه العودة إلى الديار”.

– حسن نية –

قبل وصول الطائرة وصف ترامب الافراج عن الاميركيين الثلاثة بأنه “بادرة حسن نية”.

وقال البيت الابيض إن ترامب تحدث إلى نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن الاربعاء بخصوص زيارة بومبيو إلى كوريا الشمالية وبأن الرئيسان رحبا بالافراج عن الاميركيين “وعبرا عن الامل في لم شمل العائلات بفرح”.

واعتبر انصار ترامب الافراج عنهم نصرا سياسيا مطلقا ودليلا بحسب نائبه مايك بنس “على أن القيادة القوية ومبدأنا +اميركا اولا+ يؤتيان ثمارا”.

وتمهد تلك التطورات على ما يبدو الطريق أمام قمة مترقبة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي يتوقع انعقادها في الاسابيع المقبلة.

وقال جان لي المحلل في مركز ويلسون للابحاث “كان من الضروري جدا ان تضمن ادارة ترامب اطلاق سراح الاميركيين الثلاثة قبل أي قمة”.

وفي اول تصريحات له بشأن القمة ذكرت تقارير إن جلوس الزعيم الكوري الشمالي مع ترامب “ٍسيكون لقاء تاريخيا” و”خطوة اولى ممتازة”، بحسب وسائل إعلام حكومية.

-تفاصيل القمة لاحقا –

وقال ترامب إنه تم الاتفاق على موعد وتاريخ وموقع قمته التاريخية مع كيم، رغم أن مسؤولين اميركيين قالوا أنه لا تزال بعض اللمسات الاخيرة.

وأكثر الاماكن المرجحة هي سنغافورة الحيادية.

وقال ترامب للصحافيين إن إدارته ستعلن التفاصيل “خلال ثلاثة ايام” لكنه كشف بأن مكان عقد القمة ليس المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين.

وقال إن الزعيم الكوري الشمالي “يحاول خلق اجواء جيدة للقمة. اعتقد أنها ستكون محادثات جيدة مثمرة”. واضاف “نخطط لتستمر يوما واحدا، لكن في حال وجود مسائل أكثر للنقاش، ستكون هناك فرصة لتمديدها لليوم الثاني”.

ومنذ توليه منصبه يطبق ترامب “اقصى قدر من الضغط” على كوريا الشمالية.

وقوبلت سلسة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية الاستفزازية بعقوبات اميركية وموقف صيني اكثر تشددا من التجارة العابرة للحدود.

ويعتقد مسؤولون في واشنطن إن الاجراءات تسببت بنقص الوقود في كوريا الشمالية وتزايد التوتر داخل النظام.

والمسؤول الكوري الشمالي كيم يونغ شول الذي التقى بومبيو في بيونغ يانغ شدد على ان انفتاح البلاد امام المحادثات “ليس نتيجة العقوبات التي فرضت من الخارج” بل لتغيير في تركيز النظام.

وقال “قمنا باتقان قدرتنا النووية. فسياسيتنا هي التركيز على كافة الجهود لتحقيق التقدم الاقتصادي في البلاد”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية