مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يستقبل رئيس الوزراء الياباني في فلوريدا وكيم جونغ اون محور اللقاء

الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في سايتاما بضاحية طوكيو في 05 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

يستقبل دونالد ترامب الثلاثاء في ولاية فلوريدا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ليبحثا في شؤون رجل ثالث هو الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي يفترض ان يعقد معه الرئيس الاميركي قمة تاريخية خلال أسابيع.

ومن اللقاءات الثنائية الى عشاء بحضور زوجتيهما ومؤتمر صحافي مشترك، يجتمع الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الياباني ليومين في منزل ترامب الفخم في مارالاغو.

وكتب ترامب في تغريدة “أنا في فلوريدا واتطلع بفارغ الصبر للقاء رئيس الوزراء آبي. نحن نعمل على المبادلات والأمن العكسري”.

ومع ان البيت الابيض يؤكد “العلاقات الممتازة” بين الرجلين اللذين يهويان رياضة الغولف، قد يكون الاجتماع الثنائي بينهما حساسا.

فقد فوجئت طوكيو بقبول الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة دعوة كيم جونغ اون الى عقد قمة. كما ان اليابان تشعر بالاستياء ازاء مبادرات البيت الابيض في مجال التجارة.

وبعد قرار فرض رسوم جمركية على الفولاذ والالمنيوم، وافق ترامب على اعفاء بعض الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، باستثناء اليابان.

ويشعر آبي الذي راهن منذ البداية على شكل من الشراكة مع هذا الرئيس غير المألوف الى درجة انه كان اول من توجه لزيارته في برج ترامب بعد الانتخابات، ببعض المرارة.

ويفترض ان يعمل على تأكيد ضرورة الوحدة واقامة جبهة مشتركة بين اليابان والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لتطويق ممارسات الصين التي تعتبر غير منصفة.

وقبل اللقاء، بدا ان الولايات المتحدة استبعدت الانضمام الى اتفاق التبادل الحر الجديد عبر المحيط الهادىء الذي انسحب ترامب منه في مستهل ولايته.

وقال لاري كودلو مستشاره الاقتصادي “هناك مباحثات لكن لا شيء ملموسا، من المبكر جداً الحديث عن الأمر”، معيدا تأكيد قناعة ترامب بان الاتفاقات الثنائية أفضل من التعددية.

ويأتي اللقاء الثاني في فلوريدا بين ترامب وآبي في حين لا يبدو الرجلان في وضع مريح وهما يواجهان صعوبات في بلديهما.

ويواجه آبي بعد اربع سنوات ونصف السنة في السلطة، قضايا متراكمة تتعلق باتهامات بالمحسوبية عادت الى الظهور وتضعه في موقف صعب.

اما ترامب، فيمر بفترة تتسم بحساسية خاصة، بدءا من التحقيق مع محاميه مايكل كوهين الى الحملة الاعلامية المكثفة لجيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) السابق الذي يرى ان الرئيس السبعيني “غير مؤهل اخلاقيا” لرئاسة البلاد.

– اين؟ كيف؟ متي؟ –

وقد يسمح يوما المحادثات بكشف بعض التفاصيل الاضافية عن اللقاء المنتظر جدا بين ترامب وكيم.

وفي المضمون كما في الشكل، الاسئلة كثيرة. في اي بلد سيعقد اللقاء؟ متى؟ باي شكل؟ وكلها تفاصيل ما زالت محفوظة بسرية.

وقال مسؤول اميركي ان “الاستعدادات جارية”، مؤكدا ان الموعد الذي تحدث عنه ترامب “ايار/مايو او مطلع حزيران/يونيو” ما زال قائما.

اما آبي، فسيحاول ان يجد لنفسه مكانا في قلب الحدث.

وقالت ميريا سوليس من “بروكينغز اينستيتيوت” في واشنطن ان “اليابان تريد مكانها على الطاولة بدلا من الحضور كمتفرجة على سلسلة من اللقاءات لكيم مع الرؤساء الصيني شي جينبينغ والكوري الجنوبي مون جاي ان والاميركي دونالد ترامب”.

وفي الاساس، تخشى اليابان ان تنتقل متطلباتها على الصعيد الامني الى المرتبة الثانية.

فيمكن لطوكيو ان تخشى من ان يتركز الاهتمام على الصواريخ العابرة للقارات التي تطورها كوريا الشمالية وتهدد الولايات المتحدة، ما يجعل تلك القصيرة والمتوسطة المدى التي يمكن ان تصيب ارخبيل اليابان في المرتبة الثانية.

وقال ماثيو بوتنغر مستشار ترامب لشؤون آسيا ان “الرئيس يكن تقديراً كبيرا لرؤية آبي حول مسائل الأمن الإقليمي”.

من جهة اخرى، يصر رئيس الوزراء الياباني على ان تطرح على طاولة المحادثات مع بيونغ يانغ قضية المواطنين اليابانيين الذين خطفتهم كوريا الشمالية ابان سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

وتقول سوليس ان احد مكاسب آبي حتى الآن كان قدرته على طمأنة اليابانيين بان “علاقته الخاصة” مع الرئيس الاميركي ساعدت بلاده في اجتياز التقلبات الناجمة عن مبدأ “اميركا اولا”.

وتضيف ان آبي “يصل الى مارالاغو مع رغبة في تجديد هذه العلاقة الخاصة لكن مسألة وجود حماسة متبادلة تبقى مفتوحة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية