مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يلزم الحذر ازاء تهديد بيونغ يانغ بالغاء القمة

الرئيس الاميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون afp_tickers

علق الرئيس الاميركي الاربعاء بحذر على تهديدات كوريا الشمالية بالغاء القمة الكورية الشمالية الاميركية المرتقبة، وقال دونالد ترامب “سنرى”.

وبعد اشهر من التقارب والانفراج الدبلوماسي عادت بوينغ يانغ فجاة الاربعاء الى التصعيد مشيرة الى احتمال إلغاء القمة المقررة منتصف حزيران/يونيو في سنغافورة إذا ضغطت واشنطن عليها من أجل التخلي عن ترسانتها النووية بصورة منفردة.

وقال ترامب في تصريح “لم يتم ابلاغنا باي شيء (جديد) ولم نسمع شيئا (..) سنرى ما سيحدث”.

وكرر ترامب الذي لا يخفي تحمسه لهذه القمة غير المسبوقة مع نظيره الكوري الشمالي، “سنرى”.

والغت كوريا الشمالية لقاء رفيع المستوى مع كوريا الجنوبية احتجاجا على المناورات العسكرية السنوية التي تجريها سيول وواشنطن، معتبرة انها “استفزاز”.

وقال نائب وزير الخارجية كيم كي غوان، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، “إذا ما حاولت الولايات المتحدة حشرنا وإرغامنا على التخلي عن السلاح النووي من جانب واحد، فلن نكون مهتمين بحوار من هذا النوع”.

-“ضغوط قصوى”-

واكدت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز ان واشنطن لا تزال تأمل بانعقاد القمة. وقالت لشبكة فوكس نيوز، “لا يزال لدينا أمل بان اللقاء سيعقد ونواصل التحرك في هذا الاتجاه، لكن في الوقت نفسه نحن مدركون ان المفاوضات قد تكون صعبة”.

واضافت “الرئيس جاهز في حال انعقاد الاجتماع. وإذا لم يتم ذلك فسنواصل ممارسة حملة الضغوط القصوى التي نطبقها”.

وتطالب واشنطن بتخلي كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية “في شكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه”.

غير أن بيونغ يانغ لم تفصح حتى الآن عن التنازلات التي تقترحها باستثناء التزامات بشأن نزع السلاح النووي في “شبه الجزيرة الكورية”، وهي صيغة تحمل تفسيرات مختلفة.

وقال نائب الوزير الكوري الشمالي “أعربنا بشكل واضح عن استعدادنا لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، وأعلنّا مرارا أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تضع حدا لسياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية ولتهديداتها النووية، كشروط مسبقة”.

وكانت بيونغ يانغ طالبت بانسحاب القوات الأميركية المنتشرة في كوريا الجنوبية، وبإزالة واشنطن مظلتها النووية عن حليفتها.

كذلك هاجم نائب الوزير الكوري الشمالي بشدة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي تحدث عن “النموذج الليبي” لنزع السلاح النووي في الشمال.

وقال إنّ هذه “محاولة مغرضة لإخضاع (كوريا الشمالية) لمصير ليبيا والعراق” وأضاف “لا يمكنني أن أكبت غضبي” مبديا “تشكيكا حيال صدق” الولايات المتحدة.

وتبرر كوريا الشمالية على الدوام حيازتها أسلحة نووية بالمخاوف من اجتياح أميركي. وعلى الرغم من قرار ليبيا التخلي عن برنامجها النووي، قتل الزعيم معمر القذافي في انتفاضة شعبية أطاحت به بدعم من قصف جوي نفذه حلف شمال الأطلسي في 2011.

من جهة اخرى، رفض كيم جونغ اون عرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي زار بيونغ يانغ مرتين واقترح تقديم مساعدة أميركية لكوريا الشمالية لقاء نزع سلاحها النووي.

-“تكتيك دبلوماسي”-

واضافة الى عقد قمة نادرة مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، التقى كيم جونغ أون مرتين في الأسابيع الأخيرة الرئيس الصيني شي جينبينغ وأعلن أنه سيفكك موقعا للتجارب النووية في كوريا الشمالية الأسبوع المقبل.

ويرى محللون أن بيونغ يانغ تسعى بموقفها الجديد إلى إعادة تحديد شروط المحادثات.

وقال الأستاذ في الاكاديمية الدبلوماسية الوطنية الكورية كيم هيون ووك لوكالة فرانس برس “إنه تكتيك دبلوماسي”.

وأضاف “يبدو أن كيم جونغ أون أرغم على الموافقة على المطالب الأميركية بـ+نزع السلاح أولا+ وأنه يحاول الآن تغيير موقفه بعد تطبيع علاقاته مع الصين”.

وقال “عادت دبلوماسية الحبل المشدود الكورية الشمالية التقليدية، بين الولايات المتحدة والصين”.

في المقابل، أكد مسؤولون أميركيون أن سياسة “الضغوط القصوى” على بيونغ يانغ التي انتهجتها واشنطن كانت مجدية إذ أرغمتها على التفاوض.

ورأى جوشوا بولوك من معهد ميدلبوري للدراسات الدولية أن الشمال استاء من لهجة “المنتصر” التي استخدمتها واشنطن.

من جهتها أعلنت سيول أنها تبلغت بإلغاء المفاوضات الرفيعة المستوى المقررة الأربعاء، واصفة هذا القرار بأنه “مؤسف”.

وأبلغت واشنطن أنها تواصل الإعداد للقمة بين كيم وترامب وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت “سنستمر في التخطيط للقاء”.

لكن نويرت نفت أن تكون المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية استفزازا، مشيرة إلى أن “كيم جونغ اون قال إنه يتفهم أهمية هذه المناورات”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية