مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تنفي قبولها وقفا لاطلاق النار مع الاكراد في سوريا

نازحون اكراد يعودون الى الحسكة 23 اغسطس 2016 afp_tickers

نفت تركيا الأربعاء قبولها اي اتفاق لوقف اطلاق النار مع المقاتلين الاكراد في سوريا كما اعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء، في حين اعلنت الفصائل المقاتلة في جنوب جرابلس شمال سوريا ان الوضع الميداني يشهد هدوءا.

واكد وزير الشؤون الاوروبية التركي عمر تشيليك “لا نقبل تحت اي ظرف (…) تسوية او وقفا لاطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية” خلافا لما “يقوله بعض المتحدثين باسم دول اجنبية” في اشارة الى ما اعلنته الولايات المتحدة الثلاثاء.

وقال الوزير التركي لوكالة انباء الاناضول “ان الجمهورية التركية دولة شرعية وذات سيادة” ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع “منظمة إرهابية” في اشارة الى حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا.

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم كالين للتلفزيون ان اتفاق هدنة مع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي امر “غير وارد مطلقا”.

ميدانيا لم تسجل اي ضربة تركية للمقاتلين الاكراد منذ بعد ظهر الاثنين. وكان الاتفاق الموقت لوقف اطلاق النار ينص على تهدئة اعتبارا من الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش من الاثنين بحسب مقاتلين سوريين.

في المقابل واصلت القوات التركية هجومها على تنظيم الدولة الاسلامية في الشمال السوري.

وقال القيادي في فصيل السلطان مراد المدعوم من انقرة والمشارك في الهجوم احمد عثمان لفرانس برس “المعارك متوقفة منذ يوم امس على جبهة جنوب جرابلس ضد قوات سوريا الديموقراطية ويستمر العمل على جبهة داعش غرب جرابلس”.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان الهدوء على جبهة جنوب جرابلس منذ دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ.

وكانت انقرة شنت قبل اسبوع هجوما غير مسبوق منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، وارسلت طائراتها من طراز اف-16 ودباباتها الى سوريا المجاورة.

والهدف من العملية التي دخلت الاربعاء اسبوعها الثاني، كما اعلن رسميا صد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وايضا المقاتلين الاكراد. لكنها تركزت على الاكراد التي تخشى انقرة ان يقيموا منطقة حكم ذاتي على طول حدودها.

– اتصال هاتفي مع السفير –

وجدد رئيس الوزراء بن علي يلديريم “عزم” انقرة على “مواصلة الهجوم حتى (…) انسحاب جميع الارهابيين بشكل كلي وعبورهم الفرات باتجاه الشرق”.

واضاف “لقد قدمت الولايات المتحدة تعهدات بهذا المعنى لبلدنا اكثر من مرة. نحن لا نتوقع اي تغيير في هذه التعهدات”.

وبعد ان دعت الى انهاء المعارك اعلنت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء قبول تركيا والمقاتلين الاكراد بهدنة موقتة.

واعلن المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل جون توماس الثلاثاء انه “خلال الساعات الماضية تلقينا تاكيدا بان جميع الاطراف المعنية ستتوقف عن اطلاق النار على بعضها البعض وستركز على تهديد داعش”.

واوضح ان “هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الاقل، ونامل في ان يترسخ”.

لكن التدخل التركي في سوريا يضع العلاقات بين انقرة وواشنطن، الحليف على الارض لوحدات حماية الشعب الكردي التي صدت تنظيم الدولة الاسلامية، على المحك.

ونفت تركيا الاربعاء معلومات ذكرتها الصحف مفادها انها استدعت سفير الولايات المتحدة جون باس للاحتجاج على الانتقادات الاميركية الشديدة الثلاثاء بصدد تدخلها في سوريا.

واكد متحدث باسم وزارة الخارجية التركية لوكالة فرانس برس ان السفير جون باس تلقى “اتصالا هاتفيا” الثلاثاء. وقد اكدت السفارة الاميركية هذه المعلومة.

– “تعقيد الوضع” –

وشنت طائرات تركية ضربات على اهداف “ارهابية” الاربعاء قرب بلدة الكلية المجاورة كما اوردت وكالة انباء الاناضول بدون تقديم ايضاحات عن هذه الاهداف.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية من جهته في بيان هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة على مقاتلين معارضين مدعومين من انقرة في بلدة الكلية. وقال التنظيم الجهادي المتطرف ايضا انه دمر “دبابتين تركيتين” بصاروخين قرب البلدة نفسها.

وادى مقتل المتحدث باسم تنظيم الدولة الاسلامية محمد العدناني الى اضعاف التنظيم.

واكدت واشنطن ان العدناني قتل بضربة جوية اميركية بواسطة طائرة من دون طيار في شمال سوريا، واعتبرت اعلان موسكو ان طائرة روسية قتلت هذا المسؤول الجهادي عبارة عن “نكتة”.

وفي ديار بكر جنوب شرق تركيا، اعلنت احزاب تركية موالية للاكراد ان نحو 50 شخصا بينهم نواب باشروا الاثنين اضرابا عن الطعام للحصول على معلومات عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان القابع في سجن تركي، حسب ما نقل مراسل لفرانس برس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية