مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تساؤلات قانونية كثيرة حول تهديد ترامب بطرد مولر

صورتان للمحقق الخاص روبرت مولر (يمين) والرئيس الاميركي دونالد ترامب afp_tickers

في وقت صعّد الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتيرة هجماته ضد التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية واصفا اياه بانه “مضلل” و”فاسد”، ينقسم الخبراء القانونيون حول ما اذا كان يتمتع بسلطة طرد الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي روبرت مولر الذي يتولى التحقيق.

ويعتبر غالبية الخبراء الدستوريين ان نائب المدعي العام الاميركي رود روزنستاين هو الوحيد الذي يتمتع بسلطة طرد المحقق الخاص. الا ان البيت الابيض يخالفهم الرأي، وكذلك الامر بالنسبة لترامب.

والثلاثاء اعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز “لقد حصلنا على استشارة بان الرئيس يتمتع بسلطة اتخاذ هذا القرار”.

واضافت المتحدثة “انا على علم بان عددا من الاشخاص في المجال القانوني، وفي وزارة العدل (يعتقدون) بانه يتمتع بسلطة القيام بذلك”.

الا ان استاذ القانون في جامعة اوهايو البروفسور بيتر شين يخالفها الرأي. ويقول شين إن “المدعي العام فقط يمكنه طرد السيد مولر وفقط لـ+سبب وجيه+”.

وقال شين لوكالة فرانس برس إن “فكرة طرد السيد مولر مباشرة من قبل الرئيس تستند الى فهم خاطئ لنطاق السلطات الدستورية التي يتمتع بها الرئيس”.

وندد ترامب مرارا وبشدة بالتحقيق الذي يقوده مولر حول احتمال حصول تواطؤ في 2016 بين حملته الانتخابية وروسيا لترجيح كفته في السباق الرئاسي، معتبرا انه يتعرض “لاضطهاد”.

وعبّر ترامب عن غضبه الشديد بعد مداهمة عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الاثنين لمكتب مايكل كوهين محاميه الشخصي للتحقيق في دفع اموال لممثلة اباحية لقاء سكوتها بشأن علاقة سابقة مع الرئيس الاميركي.

– مجزرة ليل السبت –

وفيما وضع اعضاء جمهوريون وديموقرطيون في مجلس الشيوخ الاميركي نصا قانونيا من شأنه حماية المدعي الخاص، صعّد ترامب من حدة هجماته ضد التحقيق الذي يجريه مولر.

وكتب ترامب على تويتر “معظم التدهور في العلاقات مع روسيا سببه التحقيق المضلل والفاسد بشأن روسيا والذي يقوده جميع الموالين للديموقراطيين او الاشخاص الذين عملوا مع اوباما”.

ويعتبر غالبية الخبراء القانونيين ان روزنستاين الذي عين مولر هو وحده من يتمتع بسلطة طرده بما ان المدعي العام جيف سيشنز نأى بنفسه عن القضية.

ويقول استاذ القانون في كلية فوردهام للحقوق البروفسور اندرو كنت أنه “لا يمكن لترامب اعطاء الامر لروزنستاين بطرد مولر”، ويضيف البروفسور كنت “يمكن لروزنستاين ان يمتثل او ان يرفض. اذا رفض فان ترامب على الارجح سيطرد روزنستاين”.

ويضيف كنت “يمكن لترامب ان يستمر بطرد الاشخاص في سلم القيادة الى ان يجد من لديه استعداد لطرد مولر”.

ومن شأن سيناريو كهذا ان يعيد الى الاذهان “مجزرة ليل السبت” عام 1973 حين امر الرئيس ريتشارد نيكسون بطرد المحقق الخاص ارشيبولد كوكس الذي كان يتولى التحقيق في التجسس على مقر الحزب الديموقراطي في مجمع ووترغيت.

واثار قرار طرد كوكس ردود فعل غاضبة واطلاق اجراءات عزل في مجلس النواب ضد الرئيس نيكسون ادت في نهاية المطاف الى تنحيه.

ويقول آلان ديرشوفيتز وهو احد كبار الخبراء الدستوريين، وقد تناول الثلاثاء العشاء مع ترامب في البيت الابيض، إن محاولة الرئيس التخلي من مولر ستكون “خطأ”.

وقال ديرشوفيتز لموقع “ستيت” الالكتروني “اعتقد ان الامر سيعتبر تسييسا واعتقد انه سيكون مقلقا للعديد من الجمهوريين”، مضيفا “اعتقد ان القيام بذلك سيكون بمثابة خطأ سياسي”.

واضاف الخبير الدستوري “اعتقد انه من الاجدى به متابعة التحقيق وقول الحقيقة”.

واعرب العديد من القادة الجمهوريين عن اعتقادهم بان ترامب لن يقوم بطرد مولر الذي ادى تحقيقه الى توجيه اتهامات الى الحلقة المقربة من الرئيس، تتضمن تبييض اموال والكذب تحت القسم، الا انه لم يوجه حتى الآن اي اتهام بالتواطؤ مع روسيا.

وقال السناتور الجمهوري تشاك غراسلي الذي يراس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ ان طرد الرئيس لمولر سيكون بمثابة “انتحار”.

من جهته قال رئيس مجلس النواب الاميركي بول راين الذي اعلن عزوفه عن الترشح لولاية ثانية في الانتخابات المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر، إنه تلقى “ضمانات” من البيت الابيض بان ترامب لم يتخذ اي خطوة ضد مولر وروزنستاين.

وقال راين “اعتقد انه يجب السماح لهما بالقيام بعملهما”، مضيفا “هناك سيادة للقانون في هذه البلاد وهذا مبدأ علينا جميعا ان نتمسك به”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية