مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تشييع فلسطينيين في غزة قتلوا خلال مواجهات على الحدود مع اسرائيل

صحافيون يحملون نعش مرتجى الذي قتل خلال تغطيته المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الاسرائياية قرب الحدود مع قطاع غزة، 7 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

شيع سكان قطاع غزة السبت اقارب بينهم صحافي بعد مقتل تسعة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي في المواجهات الاخيرة قرب الحدود مع اسرائيل.

ورغم التحذيرات الاسرائيلية تجمع آلاف الفلسطينيين الجمعة قرب السياج الفاصل بين اسرائيل والقطاع، لثاني يوم جمعة على التوالي.

وكانت مواجهات اندلعت في “يوم الارض” في 30 آذار/مارس مع بدء “مسيرة العودة”، وادت الى مقتل 19 فلسطينيا في أكبر حصيلة منذ حرب 2014 بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس.

واعلنت اسرائيل ان نحو 20 ألف متظاهر تجمعوا قرب الحدود وحاولوا اختراقها.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انه “يشيد” بالجنود الإسرائيليين الذين “يتولون حمايتنا في كل الأوقات”.

وتابع أن المتظاهرين “يتحدثون عن حقوق الإنسان لكنهم في الواقع يريدون سحق الدولة اليهودية … لكننا لن نسمح لهم بذلك”.

واحرق المتظاهرون الجمعة اطارات سيارات في محاولة لاضعاف الرؤية، والقوا زجاجات حارقة ورشقوا بالحجارة الجنود الاسرائيليين الذين ردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحقيقي.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وتعتبرها اسرائيل “منظمة ارهابية”، عن مقتل تسعة متظاهرين وإصابة حوالى 500 فلسطيني بالرصاص.

وبين القتلى الصحافي ياسر مرتجى المصور في وكالة عين ميديا المتمركزة في غزة. وجرح الشاب الثلاثيني بالرصاص في مواجهات في شرق خان يونس بجنوب القطاع، حسب وزارة الصحة في غزة.

واكدت وكالة “عين ميديا” وفاة مرتجى. وأظهر مقطع فيديو التُقط أثناء نقله إلى مركز صحي، مرتجى يرتدي سترة كُتب عليها “برس” (صحافة).

– ثلاثة جرحى –

وقالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين ان خمسة صحافيين آخرين جرحوا الجمعة، مؤكدة انه كان يمكن التعرف عليهم بسهولة بسبب ارتدائهم سترات كتب عليها “برس”.

واكد الجيش الاسرائيلي في بيان انه “لا يستهدف عمدا الصحافيين” مضيفا انه يحقق في ظروف اطلاق النار.

وبعد الظهر وقعت مواجهات شرق غزة قرب الحدود حيث اصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح برصاص الجيش الاسرائيلي بحسب وزارة الصحة.

وما يغذي التوتر اليأس المسيطر في قطاع غزة الذي انهك بحروب عدة شنتها اسرائيل والحصار الذي تفرضه الدولة العبرية ومصر والفقر ونقص المواد الاساسية.

من جهته، قال الامين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود” كريستوف دولوار “يبدو ان الصحافي تعرض لاطلاق نار عمدا”.

وغرد قائلا تدين المنظمة “باشد العبارات فتح الجيش الاسرائيلي النار على الصحافيين بصورة متعمدة”. وطالب ب”تحقيق مستقل”.

وطلب اتحاد الصحافيين في اسرائيل توضيحات من قائد الجيش بخصوص تقارير اطلاق النار على الصحافيين الفلسطينيين.

وكتب الاتحاد في خطاب إلى رئيس الاركان غادي ايزنكوت أن “جيش دولة ديموقراطية لا ينبغي ان يؤذي الصحافيين اثناء تادية عملهم”.

– “قتل غير مشروع” –

ودانت مجموعة تزيد من 70 منظمة دولية غير حكومية ناشطة في الاراضي الفلسطينية المحتلة “القتل غير المشروع للمدنيين في غزة” داعية الى “تحقيق مستقل وشفاف”.

ومن المتوقع ان تستمر حركة الاحتجاج التي أطلق عليها اسم “مسيرة العودة” وتشمل تجمعات واقامة خيام على الحدود ستة اسابيع حتى ذكرى النكبة، للمطالبة “بحق العودة” لنحو 700 الف فلسطيني طردوا من اراضيهم او غادروها خلال الحرب التي تلت اعلان قيام اسرائيل في 14 ايار/مايو 1948.

ويفترض ان يكون الاحتجاج سلميا لكن الشباب الفلسطينيين يقتربون من السياج لالقاء الحجارة على الجنود ولاحراق الاطارات.

وقدرت اسرائيل بحوالى عشرين الفا عدد الفلسطينيين الذين شاركوا في تجمعات الجمعة. وكان عددهم اقل من الذين تظاهروا في 30 آذار/مارس حيث نزل عشرات الآلاف إلى الشارع واقتربوا من السياج الحدودي.

من جهته، اتهم وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حماس ب”ارسال ارهابيين للمساس بسيادتنا”.

وتأتي هذه الاحتجاجات في فترة حرجة مع اقتراب افتتاح السفارة الاميركية في القدس حوالى 14 ايار/مايو.

وكان اعتراف الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لاسرائيل اثار غضب الفلسطينيين الذين يطمحون الى جعل القدس الشرقية عاصمة دولتهم المقبلة.

وكانت اسرائيل حذرت منذ الخميس انها ستبقي على اوامر اطلاق النار التي اصدرتها قبل اسبوع بلا تغيير، على الرغم من انتقادات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بشأن استخدام الرصاص الحقيقي.

ودعا المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف القوات الاسرائيلية الى “اقصى درجات من ضبط النفس” والفلسطينيين الى تجنب “الاحتكاكات”.

وقد طلبت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن الجمعة ان يتبنى بيانا يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في المواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين، لكن دبلوماسيين قالوا إن الولايات المتحدة منعت هذه الخطوة كما فعلت قبل أسبوع.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية