مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تظاهرة ضخمة في برشلونة احتجاجا على استمرار اعتقال انفصاليين كاتالونيين

متظاهرون رفعوا علم كاتالونيا خلال التظاهرة في برشلونة الاحد في 15 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

بعد ستة اشهر على اولى عمليات توقيف قادة للانفصاليين الكاتالونيين، شارك مئات الالاف في تظاهرة الاحد في برشلونة احتجاجا على استمرار اعتقال تسعة استقلاليين متهمين ب”التمرد” والمطالبة بفتح حوار سياسي.

واحصت الشرطة البلدية “315 الف مشارك”، حسبما قال متحدث لوكالة فرانس برس بعدما تفرقت الحشود بدون حوادث في وقت مبكر من بعد الظهر.

واطلقت الدعوة الى التظاهر اعتبارا من الساعة 12,30 (10,30ت غ) مجموعة انشئت في آذار/مارس في منطقة شمال شرق اسبانيا “للدفاع عن المؤسسات الكاتالونية” وعن “الحقوق والحريات الاساسية” للمواطنين.

وحملت 957 حافلة المتظاهرين من كافة أرجاء اقليم كاتالونيا في شمال شرق اسبانيا إلى برشلونة للمشاركة في الاحتجاج الكبير، على ما أفادت جمعية انفصالية منظمة للتظاهرة.

واثارت مشاركة نقابتين كبيرتين وجمعيتين انفصاليتين جدلا واحتجاجات ممن لم يرغبوا يوما في الاستقلال.

وقال الامين العام للنقابة العامة للعمل في كاتالونيا كاميل روس ردا على سؤال لوكالة فرانس برس “هناك توتر (بين النقابيين) كما في كل المجتمع الكاتالوني”.

واضاف “لكن هذه ليست تظاهرة انفصالية، بل محاولة لبناء الجسور لان مشكلة كاتالونيا يجب الا تحل في المحاكم بل بالحوار والسياسة”.

وتأتي هذه التظاهرة بعد عشرة ايام من الافراج عن رئيس كاتالونيا الانفصالي المقال كارليس بوتشيمون في المانيا حيث اعتبرت محكمة ان الاتهامات “بالتمرد” الموجهة اليه ليست مدعومة بأدلة.

لكن القضاة الاسبان سلموا نظراءهم الالمان الخميس عناصر من اجل اثبات وجود “اعمال عنف تبرر (الاتهام ب) التمرد” حسب مدريد، على امل ان تسترد بوتشيمون بهذا الاتهام.

وبوتشيمون متهم ايضا بتبديد اموال عامة مرتبطة بتنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي منع في الاول من تشرين الاول/اكتوبر.

وفي المانيا، كتب بوتشيمون على تويتر أن مسيرة الاحد “تظاهرة مدنية وديموقراطية عظيمة”.

وتابع “نحن مواطنون أوروبيون يريدون فقط ان يعيشوا في سلام وحرية دون خوف”.

وهتف بعض المتظاهرين الأحد “بوتشيمون رئيسنا”.

– “مزيد من الانفصاليين” –

وقال اليكس دي فيرير (50 عاما) مهندس المعلوماتية المقيم في برشلونة وهو يستعد للتظاهر انه يرى ان حبس هؤلاء القادة “لا يؤدي سوى الى صنع مزيد من الاستقلاليين”.

واعترف هذا المؤيد للحزب اليساري الاستقلالي “اليسار الجمهوري لكاتالونيا” ان الحركة “تأثرت قليلا” بحبس القادة. واضاف انه يعتقد ان “هذا الامر موقت (…) والمشكلة الاساسية لن تحل عبر تجاهل مليوني شخص”.

وكان 47,5 بالمئة من الناخبين الكاتالونيين صوتوا مجددا للانفصاليين الذين حصلوا بذلك على اغلبية المقاعد في برلمان المنطقة.

وعلق عدد كبير من السكان اشرطة صفراء على شرفاتهم تضامنا مع الانفصاليين الموقوفين، في اشارة اعتبرها وزير العدل رافايل كاتالا “مهينة” لانها “تزعم ان هناك سجناء سياسيين في اسبانيا بينما يتعلق الامر بسياسات مسجونة”.

وانتشرت صور هؤلاء الاستقلاليين في كل مكان خصوصا في القرى المحيطة بجيرونا وفيغيراس.

وقالت ايستير كامب (44 عاما) مديرة التسويق في بسكارا التي يبلغ عدد سكانها 900 نسمة “وضعوا في السجن بلا محاكمة”. واضافت “يتهمونهم بالعنف مع ان كل التظاهرات كانت سلمية”، معبرة عن “غضبها” لتشبيه التيار الاستقلالي الكاتالوني بمنظمة ايتا لاستقلال الباسك التي شنت هجمات اسفرت عن قتلى.

ومنذ السادس عشر من تشرين الاول/اكتوبر، اوقف الرئيسان السابقان لجمعيتين انفصاليتين جوردي سانشيز وجوردي كويشارت ووضعا في الاعتقال المؤقت على بعد 650 كلم عن برشلونة.

ويتهمها قاضي التحقيق بابلو يارينا خصوصا “باستخدام مسؤوليتهما على رأس الجمعية الوطنية الكاتالونية واومنيوم لتعبئة آلاف الانصار وانشاء كتلة معارضة في مواجهة الشرطة بمنع الاستفتاء القانوني”.

وهم جزء من انفصاليين ملاحقين بتهمه مثيرة للجدل هي “التمرد” الذي ينص القانون على عقوبة السجن ثلاثين عاما على الاكثر مع وجود انتفاضة عنيفة.

وقال جوردي سانشيز في تغريدة على تويتر في كانون الاول/ديسمبر ان “ما يحزنني هو الاتهام بالعنف الذي لم يحدث اطلاقا”.

وكان سانشيز انتخب نائبا في منطقته قبل اربعة اشهر. وقد تم ترشيحه مرتين لرئاسة المنطقة لكن القضاء الأعلى رفض تنفيذ طلباته الخروج من السجن لاداء القسم رئيسا للاقليم الانفصالي.

ويفترض ان تنتخب كاتالونيا رئيسا قبل 22 ايار/مايو. وفي حال لم يتحقق ذلك ستتم الدعوة تلقائيا الى انتخابات جديدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية