مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تفاقم مخاوف النازحين من الفلوجة حيال مصير المفقودين

نازحون من الفلوجة في مخيم في عامرية الفلوجة 14 يونيو 2016 afp_tickers

تجمع عدد من النازحين الفارين من المعارك في مخيم عامرية الفلوجة الثلاثاء حول عدد من المسؤولين الذين كانوا في جولة تفقدية وتوجهوا اليهم بالسؤال بشكل جماعي “اين هم اولادنا؟”.

وناشدت الامهات المسؤولين معرفة مصير فلذات اكبادهن فيما كان رجال يكتبون على الورق اسماء مئات من اقاربهم الذكور الذين بات مصيرهم مجهولا.

وقالت طليعة ذياب التي فرت من بلدة الصقلاوية الواقعة شمال الفلوجة مطلع الشهر الجاري، “زوجي، وثلاثة من ابنائي، وثلاثة من اولاد اخوتي مفقودين”.

ولم تتمكن من الحصول على معلومات حول مصيرهم منذ اسبوع.

واضافت “نسمع ان العديد منهم تعرض للقتل، نريد ان نعرف ما الذي حدث”.

وعائلة ذياب واحدة من مئات الاسر التي تتكدس في مخيم عامرية الفلوجة منذ الاسابيع الثلاثة الماضية.

وقد اطلقت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي فجر 23 الشهر الماضي، عملية لاستعادة السيطرة على الفلوجة التي تخضع لسيطرة الجهاديين منذ كانون الثاني/يناير 2014.

وانتهت المرحلة الاولى من العملية بمشاركة فصائل الحشد الشعبي التي تم تحديد تحركها بفرض طوق واستعادة المناطق المحاذية لمدينة الفلوجة.

وفي حين تزداد اعداد النازحين من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد، يتضاعف كذلك حجم الادعاءات بارتكاب قوات الامن خصوصا فصائل الحشد الشعبي انتهاكات.

وقالت مروة محمد مشيرة الى الفصائل ان “الحشد الطائفي خطف زوجي”.

واضافت “المليشيات اخذت كل الرجال، كتائب حزب الله هم من اخذه نعرفهم من راياتهم، لكن فصائل اخرى كانت موجودة ايضا”.

ويقطن الفلوجة والمناطق المجاروة عرب سنة، فيما غالبية الفصائل المشاركة في المعركة من المجموعات الشيعية التي تدعمها طهران.

وادت مشاركتهم في عملية استعادة الفلوجة الى مضاعفة المخاوف ازاء وقوع اعمال انتقامية ضد المدنيين من السكان السنة.

وقال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء كان ضمن الوفد الذي تفقد المخيم، “ساقوم بنقل هذه المعلومات، نحن نصغي وننظر الى الحلول”.

بدروه، قال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان “مجموع الرجال الذين تم حجزهم من مدينة الفلوجة بلغ 600 منذ بداية العملية حتى الان (…)، نحاول التعرف على عناصر داعش الفارين”.

واكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في بيان انه شكل لجنتين حول الجانبين الانساني وحماية المدنيين النازحين من الفلوجة للتحقيق” حول ذلك و”العمل على التسريع التدقيق الامني”.

واضاف معن ان “نحو الف رجل افرج عنهم وسيفرج عن نحو اربعة الاف اخرين قريبا” موضحا ان “التدقيق الامني يجب ان لا يزيد عن سبعة ايام”.

-كان علينا البقاء-

وبعيدا عن الغبار الذي احاط بالمسؤولين الزائرين، يجلس الرجال الذين افرج عنهم داخل خيمة ويتبادلون اطراف الحديث حول عمليات التعذيب التي تعرضوا لها من قبل عناصر الحشد الشعبي.

ويقول رجل يرتدي قميصا ازرق اللون عرف عن نفسه باسم “ابو بان” وهو يكشف ن الجروح الظاهرة على رسغيه “لقد رايت بام عيني اكثر من اربعين شخصا يموتون في معتقلات الحشد”.

واضاف “هذه الجروح ناجمة عن تقيدي اربعة ايام دون طعام وشراب”.

بدوره، قال ابو حسين من منطقة الازرقية “لقد ضربونا بالعصي، انظر الى ذراعي، لقد رايتهم يحرقون رجلا كما تشوى الدجاجة”.

ويروي كثيرون في المخيم قصصا حول التعذيب من قبل الميليشيات، لكنهم يرفضون الكشف عن اسمائهم كاملة بسبب الخوف.

واجمع كثير من النازحين على اعتبار ان ما تفعله فصائل الحشد الشعبي ينم عن الانتقام لمجزرة سبايكر التي قضى فيها نحو 1700 من الجنود وطلاب الكلية العسكرية في 12 حزيران/يونيو عام 2014 عندما سيطر الجهاديون على تكريت.

وقال ابو عبد الله وهو مدرس (57 عاما) “هربنا من داعش من اجل ان ينقذنا الحشد، لكنهم عاملونا كاننا دواعش”.

واضاف “لم تتاثر حياتنا كثيرا عندما كنا تحت حكم داعش، لاننا نسكن منطقة ريفية، لدينا مزرعة ونعتاش منها(…) نعرف كيف نعيش تحت الحصار”.

وختم بحسرة “دعني اقول لكم انه كان علينا البقاء هناك”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية