مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تقارير عن مقتل القائد العسكري لجبهة النصرة في سوريا

مقاتلون من جبهة النصرة على متن دبابة سيطروا عليها من القوات النظامية خلال معارك في ريف حلب في 19 كانون الاول/ديسمبر 2014 afp_tickers

اكدت تقارير عدة مقتل القائد العسكري لجبهة النصرة المعروف باسم ابو همام الشامي او الفاروق السوري، في سوريا، كما افيد عن مقتل قادة آخرين في الجبهة الساعية الى تكريس منطقة نفوذ لها في شمال غرب البلاد.

واورد المرصد السوري لحقوق الانسان ووكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الجمعة نبأ مقتل ابو همام الشامي، في حين لم يؤكده اي من حسابات جبهة النصرة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس انه حصل على “معلومات مؤكدة من مصادر في جبهة النصرة تؤكد مقتل قائدها العسكري متأثرا بجروح اصيب بها نتيجة قصف جوي”.

واوضح ان ابو همام الشامي هو واحد من القادة الخمسة في جبهة النصرة الذين كان افاد عن مقتلهم في وقت سابق، لكنه لم يجزم ما اذا كان القائد العسكري قتل مع الاربعة الآخرين في قصف جوي على منطقة لم يحددها في ريف ادلب، ام اذا كان اصيب في غارة جوية نفذها التحالف الدولي في 27 شباط/فبراير في ابو طلحة القريبة من الحدود التركية وقتل فيها قياديان آخران في الجبهة.

وتم تناقل خبر مقتل ابو همام بشكل واسع على حسابات مؤيدة للجهاديين على تويتر.

وذكرت وكالة انباء “سانا” من جهتها “ان ابو همام قتل مع عدد من متزعمي التنظيم خلال عملية نوعية للجيش استهدفت اجتماعا لهم في الهبيط بريف ادلب”، من دون تفاصيل اضافية.

واوضح المحلل حسن ابو هنية، الخبير في شؤون تنظيم القاعدة المقيم في عمان، ان الشامي كان ناشطا في افغانستان بين عامي 1998 و1999، وانه تولى امور المقاتلين السوريين في هذا البلد بعدما انضم الى تنظيم القاعدة واعلن ولاءه لزعيمها السابق اسامة بن لادن.

وفي بيروت، قال مصدر امني لبناني لفرانس برس ان الشامي دخل الى لبنان عام 2008 حيث تم توقيفه والحكم عليه بالسجن لمدة اربع سنوات بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة. وخرج الشامي من السجن العام 2012 وتوجه الى سوريا.

وتحكم جبهة النصرة منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي سيطرتها على مناطق واسعة في ريف ادلب بعدما تمكنت من طرد مجموعات من المعارضة المسلحة المعتدلة منها ومن مناطق اخرى في ريف حلب (شمال).

وبحسب محللين، تسعى جبهة النصرة الى اقامة امارة لها في شمال غرب سوريا على غرار الامارة المعلنة من تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.

ويرى محللون ان مقتل القياديين في جبهة النصرة، وبينهم الشامي الذي يعتبر ثاني ابرز قادة الجبهة بعد ابو محمد الجولاني، لن يؤثر بشكل كبير على نشاط الجماعة الجهادية.

وقالت مديرة مركز كارنيغي للشرق الاوسط في بيروت لينا الخطيب لفرانس برس “هناك في جبهة النصرة العديد من القادة الاساسيين. لذا حتى ولو قتل احد هؤلاء او اكثر (…) فانها قادرة على الاستمرار لانها تعمل ضمن منهجية لامركزية”، معتبرة ان “خسارة قيادي امر يمكن لجبهة النصرة ان تتعافى منه باقل الخسائر”.

ويرى الاستاذ في العلوم الاسلامية في جامعة ادنبره توما بييريه من جهته “انها ضربة كبيرة، لكن لا يجوز المبالغة بتقدير تأثيرها المحتمل”، مضيفا “مثل هذه المجموعات منظمة بشكل جيد ومستعدة لمواجهة خسارة قادة مهمين”.

ويزداد النزاع السوري الذي يدخل في منتصف آذار/مارس عامه الخامس تعقيدا يوما بعد يوم. وقد تسبب بمقتل اكثر من 210 آلاف شخص.

وبعد ان كان مجرد انتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، تحول الى حرب متعددة الاطراف، في واجهتها التنظيمات الجهادية، لا سيما تنظيم الدولة الاسلامية.

وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس ان الاسد “فقد كل ما يمت الى الشرعية بصلة، لكن لا اولوية لدينا اهم من ضرب داعش ودحرها”.

في نيويورك، تبنى مجلس الامن الدولي مساء الجمعة قرارا يدين استخدام غاز الكلور كسلاح كيميائي في النزاع السوري من دون توجيه اصابع الاتهام لأي طرف محدد في هذا الاستخدام.

ويتهم الغرب النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية في قصف مناطق في ريف دمشق في صيف 2013. وبعد هذا الهجوم، وافقت دمشق على تفكيك ترسانتها الكيميائية، الامر الذي حصل باشراف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

في تقارير ميدانية اضافية عن الاوضاع في سوريا اليوم، افاد المرصد عن اقدام تنظيم الدولة الاسلامية على تفجير جسر شيوخ الممتد على نهر الفرات في الريف الجنوبي الغربي من مدينة عين العرب (كوباني)، وذلك بعد ان طرده المقاتلون الاكراد من بلدتي شيوخ فوقاني وشيوخ تحتاني في المنطقة. ويهدف التفجير الى اعاقة تقدم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في ملاحقتها لعناصر التنظيم الجهادي نحو مدينة جرابلس في ريف حلب.

ويواصل المقاتلون الاكراد التوسع في محيط عين العرب منذ نجاحهم في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من المدينة في نهاية كانون الثاني/يناير.

في محافظة اللاذقية (غرب)، تمكنت قوات النظام السوري من دخول قرية دورين في جبل الاكراد الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وتقع البلدة على هضبة، ما جعل بلدة سلمى، اكبر مدن جبل الاكراد في مرمى مدفعيتها.

وتتواصل المعارك عنيفة في المنطقة بين الطرفين، وقد تسببت بمقتل 12 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له وتسعة مقاتلين معارضين على الاقل. وتترافق المعارك مع قصف مدفعي وجوي من قوات النظام على سلمى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية