مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تكريم الصحافيين الافغان القتلى في اليوم العالمي لحرية الصحافة

مصور صحافي هندي يشارك في مراسم تكريم 10 صحافيين افغان قتلوا في تفجير انتحاري في كابول، مساء الاربعاء 2 أيار/مايو 2018 في كلكوتا afp_tickers

تم تكريم الصحافيين الافغان الذين قتلوا في اعتداءات في اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف الخميس وذلك بعد أيام على أعنف هجوم على اعلاميين في افغانستان منذ سقوط طالبان في 2001.

وقتل عشرة صحافيين، بينهم كبير مصوري مكتب وكالة فرانس برس في كابول شاه مراي، في هجمات الاثنين مما يبرز المخاطر التي تواجهها وسائل الاعلام في البلاد التي تمزقها الحرب وتغرق في مزيد من أعمال العنف.

وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية لجنوب آسيا عمر وارياش “إن الصحافيين في افغانستان هم من الاكثر شجاعة في العالم”. واضاف “خلال عملهم في بعض أصعب الظروف واجهوا التهديدات والترهيب وأعمال العنف، لمجرد إنهم يقومون بعملهم”.

وأدى هجوم انتحاري مزدوج في كابول تبناه تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين إلى مقتل 25 شخصا بينهم مراي وثمانية صحافيين آخرين، فيما قتل صحافي في “بي بي سي” في هجوم منفصل في ولاية خوست بشرق البلاد.

وبين القتلى في هجوم كابول صحافيون من شبكة “تولو نيوز” و”إذاعة اوروبا الحرة” و”تلفزيون ماشال”.

وهزت الهجمات مجتمع الصحافة المتضامن في افغانستان. وكثيرون منهم أصدقاء وزملاء حريصون على بعضهم البعض اثناء العمل في البيئة المتزايدة عدائية.

لكنهم بقوا متحدين مصممين على مواصلة العمل رغم المخاطر. وبعد ساعات على هجوم كابول، عاد العشرات من محرري الاخبار والإداريون الافغان إلى موقع الهجوم للتنديد بالاعتداء.

وقال برويز كاوا رئيس تحرير صحفية هشت-صبح (8 صبح) لوكالة فرانس برس “إن اليوم العالمي لحرية الصحافة يذكرني وزملائي بأهمية نقل الاخبار — من أجل ديموقراطية حيوية ولخدمة الناس بالمعلومات التي يحتاجون لها ويريدونها”.

وقال رئيس تحرير شبكة “وان تي في” عبدالله خنجاني إن الخميس “يوم حداد” للتلفزيون الذي خسر صحافيا ومصورا في اعتداء الاثنين.

وقال خنجاني “هذا اليوم يذكرنا بقسوة السنة الماضية” مضيفا أن زملائه مفجوعون “وبشكل خاص عندما نرى المقاعد الفارغة … في مكتب الاخبار”.

من جهته قال لطف الله نجفي زاده مدير شبكة تولو نيوز “إن الصحافيين الأفغان الذين يعملون في بيئة تتزايد عدائية يستحقون المزيد من الدعم والحماية”.

– اوقفوا مجزرة الصحافيين –

صنفت منظمة مراسلين بلا حدود افغانستان العام الماضي في المرتبة الثالثة لأخطر الدول في العالم على الصحافيين.

وقالت المنظمة إنها سجلت منذ 2016 مقتل 34 صحافيا في افغانستان.

واصدرت السفارة البريطانية في كابول الخميس بيانا تعهدت فيه دعم الصحافيين الأفغان وقال الوزير البريطاني لآسيا ومنطقة الهادئ مارك فيلد إن شجاعتهم “شوهدت في العالم كله”.

واضاف في البيان “رغم المخاطر يبقون متكاتفين مصممين على عدم الخوف من الإرهابيين”.

ويأتي الهجوم على الصحافيين الافغان وسط تزايد القلق على حرية الصحافة في دول آسيوية ومنها الفيليبين وبورما وباكستان.

وفي نفس اليوم الذي قتل فيه الصحافيون الأفغان، قضى المذيع الفيليبيني ادموند سيستوسو برصاص مهاجمين في مدينة دوماغويتي بجنوب الفيليبين، بحسب ما اعلنته منظمة هيومن رايتس ووتش. وتوفي سيستوسو الثلاثاء.

وقالت مجموعة مدافعة عن الصحافيين في تقرير إن الهجمات على الصحافيين في الفيليبين ازدادت منذ وصول رودريغو دوتيرتي إلى الرئاسة في ايار/مايو 2016، مشيرة الى 85 حالة بينها القتل.

وفي بورما تضاءلت الامال بمزيد من حرية الصحافة في ظل حكومة اونغ سان التي تولت مهامها في 2016.

وذكرت دراسة جديدة متعلقة بالصحافيين أن حرية الصحافة حاليا أقل مما كانت عليه خلال عهد الحكومة السابقة المدعومة من الجيش، مؤكدة تسجيل زيادة في التهديدات والهجمات الجسدية واعتقال الصحافيين.

وتراجعت بورما ست مراتب على المؤشر العالمي لحرية الصحافة عام 2018 وصولا إلى المرتبة 137.

ويواجه صحافيان من وكالة رويترز كانا يقومان بإعداد تقرير بشأن انتهاكات ضد أقلية الروهينغا المسلمة، اتهامات قد تفضي إلى عقوبات بالسجن 14 عاما في حال الادانة.

وفي باكستان حيث تتزايد المخاوف من تشديد الاجراءات ضد الصحافيين، أحيا الصحافيون اليوم العالمي لحرية الصحافة بمسيرة في العاصمة اسلام اباد حاملين صور زملاء لهم قتلوا اثناء اداء مهامهم ومنهم الصحافيون الافغان، واطلقوا شعارات منها “تم قتلهم وليس اسكاتهم”.

ودائما ما تصنف باكستان من الاماكن الأكثر خطرا لعمل وسائل الاعلام. وتتزايد حالات الاختفاء القسري فيما يتم سحب مقالات في الصحف وأغلاق أقنية تلفزيونية لا تمتثل للنظام.

ورصد تقرير جديد لمنظمة “فريدوم نتويرك” (شبكة الحرية) أكثر من 150 هجوما وانتهاكات ضد وسائل إعلام في السنة الماضية. وقال رئيس منتدى صحافيي كشمير عابد خورشيد “الوضع شديد القسوة”.

وفي لندن تجمع نحو مئة صحافي امام مقر البي بي سي والتزموا دقيقة صمت. ورفع المشاركون صورا لشاه مراي.

كذلك، تجمع صحافيون في بوادبست امام مقر وسائل الاعلام الرسمية المجرية. وطالبوا بان ينشر الاعلام الرسمي معلومات موضوعية ويفسح المجال لمعارضين للتعبير عن رايهم.

واعتبرت وزيرة خارجية النروج ايني اريكسن سوريدي ان “حرية الصحافة هي حجر الزاوية في اي ديموقراطية”.

وتصدرت النروج ترتيب منظمة مراسلين بلا حدود لحرية الصحافة للعام 2018.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية