مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنديد واسع بالقصف الجوي على مخيم للنازحين في شمال غرب سوريا

دمار في مخيم للنازحين قرب بلدة سرمدا بمحافظة ادلب، بعد قصف في 5 ايار/مايو 2016 afp_tickers

اتهمت قوى غربية الجمعة النظام السوري بقصف مخيم للنازحين في شمال غرب البلاد، ما تسبب امس بمقتل 28 مدنيا على الاقل، في حين حملت دمشق وحليفتها موسكو المجموعات “الارهابية” مسؤولية استهداف المدنيين.

وفي وقت لا تزال الهدنة التي تنتهي بعد منتصف ليل الجمعة السبت سارية في حلب، استولى مقاتلو جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والفصائل الاسلامية المتحالفة معها فجر الجمعة على بلدة استراتيجية كانت تحت سيطرة قوات النظام، بعد معارك تسببت بمقتل نحو سبعين عنصرا من الطرفين خلال اقل من 48 ساعة، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وغداة مقتل 28 مدنيا بينهم نساء واطفال جراء قصف جوي استهدف مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا، وياوي عائلات نازحة من محافظة حلب المجاورة، اتهمت قوى دولية بينها فرنسا وبريطانيا قوات النظام السوري بقصف المخيم، وهو ما اكده ناشطون معارضون ايضا. لكن المرصد السوري لم يشر الى هوية الطائرات التي شنت الضربات.

ودعت فرنسا الجمعة “الى اجراء تحقيق محايد ومستقل لكشف حقيقة هذا العمل المشين”. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ان “هذا العمل المقزز وغير المقبول يمكن ان يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية (…) ينبغي ان يحاسب مسؤولوه امام العدالة”.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي حمل مسؤولية هذه الضربات لنظام الرئيس بشار الاسد، ان “ازدراء نظام الاسد بالجهود المبذولة لاعادة ارساء الهدنة شديد الوضوح للجميع”.

وشدد الاتحاد الاوروبي من جهته، من دون تحديد المسؤول عن شن هذه الضربات، على ان “الهجمات على مخيمات للاجئين غير مقبولة وتشكل خرقا فاضحا للقانون الانساني الدولي”.

وفي اطار المواقف المنددة، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان “لا شيء يبرر الهجمات ضد المدنيين وخصوصا عندما يتعلق الامر بمخيم للاجئين”.

– دمشق وموسكو تنفيان-

في المقابل، نفت قيادة الجيش السوري الجمعة في بيان “استهداف سلاح الجو السوري مخيما للنازحين في ريف ادلب”، محملة مسؤولية القصف “لبعض المجموعات الارهابية التي بدأت فى الاونة الاخيرة، بتوجيه من جهات خارجية معروفة، بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لايقاع أكبر عدد من الخسائر فى صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري”.

واكدت روسيا التي تشن طائراتها ايضا غارات في سوريا، عدم تحليق اي طائرة فوق المخيم الذي تعرض للقصف.

ولم يستبعد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ايغور كوناشينكوف الجمعة ان يكون المخيم “تعرض لهجوم- متعمد او عرضي- بالمدفعية المستخدمة بشكل واسع في هذه المنطقة من قبل ارهابيي جبهة النصرة”.

وتسيطر جبهة النصرة والفصائل الاسلامية المتحالفة معها على كامل محافظة ادلب منذ الصيف الماضي.

وتاتي مواقف دمشق وموسكو غداة اتهام ناشطين معارضين قوات النظام بقصف المخيم.

وقال الناشط المعارض ومدير وكالة “شهبا برس” المحلية للأنباء القريبة من المعارضة مأمون الخطيب لوكالة فرانس برس الخميس إن طائرتين تابعتين “لنظام الأسد استهدفتا بأربعة صواريخ مخيم غطاء الرحمة في قرية الكمونة”.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شبانا ورجال انقاذ يعملون على اخماد الحريق الذي اجتاح المخيم، فيما احدهم يغطي جثة متفحمة.

وبدت حالة من الفوضى داخل المخيم الذي التهمت النيران خيمه الزرقاء وكان الدخان يتصاعد منه، فيما يصرخ رجل بحرقة “الله يلعنهم”، قبل ان يسأل “اين هي المنظمات (الدولية)؟”.

واستثنيت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية من اتفاق لوقف الاعمال القتالية تم التوصل اليه بموجب اتفاق اميركي روسي وبدأ تطبيقه منذ 27 شباط/فبراير في مناطق سورية عدة.

وتعرض الاتفاق لخروقات متكررة، لا سيما في مدينة حلب المقسومة بين فصائل المعارضة والقوات النظامية والتي شهدت تصعيدا تمثل بغارات كثيفة لقوات النظام وقصف من مواقع الفصائل واوقع 285 قتيلا في اقل من اسبوعين، ما دفع الاطراف الدولية الى التحرك وفرض تهدئة من 48 ساعة في حلب.

– هدنة حلب سارية –

وتنتهي المهلة المحددة للتهدئة بعد منتصف ليل الجمعة السبت.

وافاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بعودة حركة السكان الجمعة الى الشوارع تزامنا مع فتح المحلات والمؤسسات. وبخلاف الجمعة الماضي، اقيمت صلاة الجمعة في المساجد بشكل طبيعي.

وعلى بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب حلب، تمكنت جبهة النصرة والفصائل الاسلامية المتحالفة معها بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام، من السيطرة فجر الجمعة على بلدة خان طومان وعدد من القرى المحيطة بها.

واحصى المرصد الجمعة مقتل 43 عنصرا على الاقل من جبهة النصرة وحلفائها بينهم قيادي محلي وثلاثون عنصرا من قوات النظام خلال اقل من 48 ساعة من المعارك بين الطرفين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية