مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم الدولة الاسلامية على بعد كيلومترين من مدينة تدمر الاثرية

صورة التقطت في 14 اذار/مارس 2014 لجزء من الاثار الرومانية في مدينة تدمر (شمال شرق دمشق) afp_tickers

اقترب تنظيم الدولة الاسلامية الخميس من مدينة تدمر الاثرية الواقعة في وسط سوريا في ظل استمرار المعارك العنيفة بينه وبين قوات النظام في المنطقة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولجأت الى تدمر 1800 عائلة خلال الساعات الماضية، بحسب مصدر رسمي سوري، هربا من المعارك التي تسببت بمقتل اكثر من 110 مقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “باتت تدمر مهددة من مقاتلي التنظيم الذين اصبحوا على بعد كيلومترين من المدينة” الواقعة في محافظة حمص، مشيرا الى ان “الاشتباكات تدور حاليا في محيط تدمر من الجهة الشرقية”.

واندلعت المعارك في المنطقة بين الجانبين ليل الثلاثاء الاربعاء. وتمكن مقاتلو التنظيم امس من السيطرة على بلدة السخنة التي تقع على طريق سريع يربط محافظة دير الزور (شرق)، احد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية، بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

واعلن التنظيم على مواقع الكترونية جهادية “تحرير مدينة السخنة بشكل كامل (…) ما ادى الى فتح الطريق الدولي بين ولايتي حمص والخير”، وهي التسمية التي يطلقها على محافظة دير الزور.

ونشر التنظيم صورا تظهر مقاتلين منه في مواقع عسكرية قال انها كانت لقوات النظام. كما نشر صورا اخرى لاسلحة وذخائر وقذائف موضبة في صناديق قال انها “غنائم” حصل مقاتلوه عليها بعد سيطرتهم على الحواجز العسكرية.

وقال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس ان “1800 عائلة من بلدة السخنة فرت الى مدينة تدمر” اثر احتدام الاشتباكات امس.

واشار الى ايواء العائلات النازحة في ثلاثة مراكز في المدينة.

واكد عبد الرحمن من جهته نزوح عدد من العائلات باتجاه تدمر بينها عائلات الضباط المقيمة في مساكن مخصصة للضباط تقع شرق تدمر.

وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك منذ اندلاعها، وفق المرصد، الى سبعين عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ستة ضباط، وما لا يقل عن اربعين عنصرا من التنظيم بينهم قياديان تولى احدهما قيادة الهجوم.

ونعى التنظيم “الشيخ المجاهد ابي مالك انس النشوان” الذي قال انه قضى في معارك السخنة.

واشار المرصد الى “اصابة مئة عنصر على الاقل في صفوف الطرفين بجروح”.

وتعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في العام 2006، ابرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمال).

وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس الخميس ردا على سؤال في اتصال هاتفي “انها اللحظة الاصعب بالنسبة الي منذ اربعة اعوام. اذا دخل تنظيم داعش الى تدمر فهذا يعني دمارها. اذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية”.

واضاف “سيكون ذلك تكرارا للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل”، في اشارة الى المواقع والاثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس الماضيين.

وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة انسانية للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع السوري وفق ما اعلنت الامم المتحدة بناء على صور ملتقطة من الاقمار الاصطناعية.

ونجم جزء من هذه الاضرار عن المواجهات العسكرية فيما وقع بعضها الاخر نتيجة “عمليات تنقيب غير شرعية واعمال جرف احيانا”، على غرار ما حصل في ماري ودورا اوروبوس وافاميا وعجاجة (شمال شرق)، ووادي اليرموك في درعا (جنوب)، وحمام التركمان بالقرب من الرقة (شمال).

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية