مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم الدولة الاسلامية يستهدف مقر قيادة شرطة دمشق بهجمات انتحارية

طوق امني امام مقر قيادة شرطة دمشق بعد تعرضه لهجوم الاربعاء 11 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم الاربعاء قرب مركز قيادة شرطة دمشق، وفق ما افادت وزارة الداخلية السورية ما أسفر عن مقتل شخصين واصابة ستة آخرين، في اعتداء هو الثاني من نوعه على مقر أمني في العاصمة يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية في أقل من اسبوعين.

من جهة اخرى يواصل مجلس الرقة المدني اجراء “محادثات” لضمان ممر آمن للمدنيين العالقين في جيوب ما زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الرقة، التي تقترب قوات سوريا الديموقراطية من تحريرها بدعم من واشنطن.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن وزارة الداخلية السورية في شريط عاجل “ارهابيان انتحاريان يحاولان اقتحام قيادة الشرطة في شارع خالد من الوليد” في وسط دمشق.

وأوضحت الوزارة أن حرس المقر قام “بالاشتباك معهما مما اضطرهما لتفجير نفسيهما قبل الدخول الى قيادة الشرطة”.

إثر ذلك، تمكنت الشرطة وفق وزارة الداخلية، “من محاصرة إرهابي ثالث خلف مبنى قيادة الشرطة ما اضطره لتفجير نفسه” أيضاً.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداء في بيان تناقلته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام وفيه أن “اقتحم اثنان من الانغماسيين مبنى المقر واشتبكا مع من فيه (…) ثم فجرا ستراتهما الناسفة تباعا” قبل ان يقدم ثالث على تفجير نفسه لاحقا.

ويعد المبنى المستهدف المقر الرئيسي لقيادة شرطة دمشق.

وتسببت التفجيرات الثلاثة، بحسب التلفزيون الرسمي، “بارتقاء شهيدين وإصابة ستة آخرين بينهم طفلان” بجروح.

واوضح قائد شرطة دمشق محمد خيرو اسماعيل ان احد القتلى هو رقيب اول في الشرطة. وقال من مكان الحادث “أحد عناصرنا امسك بالانتحاري ومنعه من الدخول الى مبنى القيادة ففجر نفسه”، مشيرا الى مقتل الرقيب الاول الذي “تحول أشلاء”.

وأفاد مراسل فرانس برس في دمشق أن قوات الأمن فرضت طوقاً مشدداً حول المكان المستهدف في شارع عادة ما يشهد ازدحاما.

ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوعين على تفجيرين انتحاريين استهدفا قسماً للشرطة في حي الميدان الدمشقي ما تسبب بمقتل 17 شخصا بينهم 13 عنصرا من الشرطة، في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الاسلامية.

ومنذ العام 2011، بقيت دمشق نسبيا بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد، الا انها تتعرض على الدوام لاطلاق قذائف وصواريخ من مقاتلي الفصائل المعارضة المتحصنين على اطراف العاصمة، كما تتعرض مرارا لهجمات انتحارية.

– ممر آمن لمدنيي الرقة –

يواصل مجلس الرقة المدني الأربعاء اجراء “محادثات” لضمان ممر آمن للمدنيين العالقين في جيوب ما زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الرقة، التي تقترب قوات سوريا الديموقراطية من تحريرها بدعم من واشنطن.

وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم لقوات سوريا الديموقراطية في بيان ليل الثلاثاء، أن “مجلس الرقة المدني يقود محادثات لتحديد افضل طريقة لتمكين المدنيين المحاصرين من قبل +داعش+ من الخروج من المدينة، حيث يحتجز الارهابيون مدنيين كدروع بشرية”، وذلك “مع اقتراب سقوط عاصمة الخلافة الاسلامية المزعومة في الرقة”.

ويدعم التحالف منذ نحو أربعة أشهر هجوماً تقوده قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة، أبرز معاقله سابقاً. وباتت هذه القوات تسيطر على نحو تسعين في المئة من المدينة فيما يتحصن مقاتلو التنظيم في جيوب محدودة خصوصاً في وسطها.

ولم يصدر أي تعليق رسمي إزاء مضمون المحادثات من مجلس الرقة المدني، الذي تأسس في نيسان/أبريل بهدف تولي إدارة شؤون المدينة بعد طرد التنظيم منها. ويتألف وفق ما أعلنت قوات سوريا الديموقراطية حينها من أهالي محافظة الرقة بكل مكوناتهم وبينهم وجهاء عشائر وشخصيات سياسية وثقافية.

ولم يحدد بيان التحالف الجهة التي يجري معها المجلس المحادثات.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الأربعاء حصول المفاوضات مع تنظيم الدولة الاسلامية، موضحاً أن هدفها “اخراج مقاتلي داعش مع عائلاتهم الى البوكمال والريف الشرقي لدير الزور”.

ولا يزال التنظيم يسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة دير الزور (شرق). وتعد مدينتا البوكمال الحدودية مع العراق، والميادين آخر أبرز معقلين له في البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية