مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم الدولة الاسلامية ينكفئ إلى آخر معاقله في سوريا والعراق

دخان يتصاعد من مدينة دير الزور في شرق سوريا خلال عملية للقوات السورية ضد تنظيم الدولة الغسلامية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

انكفأ تنظيم الدولة الإسلامية السبت إلى مدينة البوكمال السورية قرب الحدود مع العراق والتي من المتوقع أن تشهد آخر أهم المعارك ضد الجهاديين بعدما خسروا غالبية مناطق سيطرتهم في البلدين المجاورين.

وخسر تنظيم الدولة الاسلامية الجمعة وفي غضون ساعات معقلين بارزين هما دير الزور، آخر كبرى المدن السورية التي كان يتواجد فيها، وقضاء القائم في غرب العراق الذي يقع على الجهة المقابلة للبوكمال.

وعلى وقع هجمات عدة، فقد التنظيم الجهادي خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها “خلافته” في سوريا والعراق في العام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على بعض المناطق المتفرقة، أبرزها عند الحدود السورية العراقية.

وواصل الجيش السوري السبت حملته العسكرية باتجاه مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، بعدما أعلن الجمعة استعادته السيطرة على كامل مدينة دير الزور، التي كان الجهاديون يسيطرون على أحيائها الشرقية.

وتقدّم الجيش السوري بغطاء جوي روسي نحو البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، وبات يبعد عنها مسافة 30 كيلومتراً على الأقل.

ورغم أن مدينة البوكمال أصغر من دير الزور، لكن من شأن طرد تنظيم الدولة الإسلامية أن يُفقده آخر معقل له في سوريا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “لم يتبق تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة دير الزور سوى مدينة البوكمال ونحو ثلاثين قرية تقع على جانبي نهر الفرات”.

– “المعركة الأخيرة” –

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.

وتشكل محافظة دير الزور راهنا مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث مدينتي دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها قوات سوريا الديموقراطية بدعم اميركي خصوصا ضد الجهاديين عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة.

ورغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على 37 في المئة من محافظة دير الزور تتركز في الجزء الشرقي منها.

وقتل عشرات النازحين الفارين من المعارك في محافظة دير الزور جراء استهدافهم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بسيارة مفخخة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء السبت.

وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقل التنظيم المتطرف. كما لا يزال يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص وقرب دمشق وفي جنوب البلاد.

وعلى وقع هجوم تخوضه القوات العراقية على الجهة المقابلة من الحدود لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من آخر مناطق سيطرته في العراق، فرّ جهاديون من الجهة العراقية باتجاه مدينة البوكمال.

وعبرت شاحنات عدة تقل عشرات الجهاديين الفارين من القائم العراقية الجمعة الحدود باتجاه البوكمال، وفق المرصد السوري.

وأوضح المرصد أنه نظراً إلى أن الحدود بين البلدين مفتوحة الى حد كبير تمكنت فصائل الحشد الشعبي التي تدعم القوات العراقية من عبورها لمطاردة جهاديي التنظيم الذين تمكنوا من صدها.

سيطرت القوات العراقية على قضاء القائم الجمعة بعد نحو أسبوع على بدء عملية عسكرية فيها.

ولم يعد أمام القوات العراقية سوى استعادة قضاء راوة المجاور ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار، ليعلن استعادة كل الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.

وقال المحلل العسكري هشام الهاشمي ان تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يسيطر في منطقة وادي الفرات بين سوريا والعراق على “مساحة تبلغ ستة في المئة تقريبا من البلدين”. وأضاف “هناك ستكون المعركة الأخيرة ضد الجهاديين”.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي يدعم القوات العراقية، ريان ديلون ان هذه المنطقة “تتقلص كل يوم والتحالف سيحرم التنظيم من اي ملاذ آمن في العراق وسوريا”.

-مدنيون تائهون-

ويسعى العديد من المدنيين الذين وقعوا فريسة العنف، إلى الفرار من مناطق يسيطر عليها الجهاديون.

ولفت عبد الرحمن الى “انهم يتوهون وخاصة في المناطق الصحراوية حيث الاتصالات معدومة”.

وذكرت منظمة “سيف ذي تشيلدرن” الانسانية “لقد عرض نحو 350 الف شخص بينهم 175 الف طفل حياتهم للخطر خلال الاسابيع الاخيرة من اجل ايجاد ملاذ والهرب من تصاعد العنف في دير الزور”.

وفي مدينة دير الزور احتفل جنود سوريون بطرد تنظيم الدولة الإسلامية وسط دمار خلفته المعارك.

وقال الجيش في بيان الجمعة إن “تحرير مدينة دير الزور يشكل المرحلة الأخيرة في القضاء النهائي على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا”.

ورغم خسائره المتتالية، يرى محللون أن انتكاسات تنظيم الدولة الإسلامية لا تعني هزيمته نهائيا أو القضاء عليه، بل سيعود التنظيم وفق تقديرهم الى تنفيذ هجمات عبر خلايا نائمة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية