مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم “الدولة الاسلامية” يحارب على جبهتي الاكراد والعشائر السنية

طفل جريح في مستوصف ميداني بعد غارات للجي السوري على سوق مدينة دوما التي تسيطر عليها المعارضة شمال شرق دمشق في 31 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

يواجه تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي شهد نفوذه تصاعدا سريعا منذ حزيران/يونيو، انتفاضة سنية في شرق سوريا، بينما تستعر المعارك بينه وبين المقاتلين الاكراد في شمال البلاد، في مواجهات تضفي تعقيدات جديدة على النزاع السوري المتعدد الجبهات.

في محافظة حلب (شمال)، استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية الذين يتمسكون باستقلالية مناطقهم بعض مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” في ريف مدينة كوباني (عين العرب) الحدودية مع تركيا بعد معارك عنيفة مستمرة منذ يوم امس الاربعاء، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل في المواجهات 14 مقاتلا كرديا و35 عنصراً على الأقل من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها محاذية لمناطق اخرى تحت سيطرته في شمال العراق وغربه. وتشكل كوباني جيبا داخل هذه المنطقة على الحدود السورية التركية. ويسعى تنظيم “داعش” الى الاستيلاء عليها. وكان تمكن خلال الاسابيع الاخيرة من السيطرة على قرى عدة في ريف المدينة.

كذلك، يسعى تنظيم “الدولة الاسلامية” الى التوسع في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي يتقاسم السيطرة عليها مع الاكراد وبعض الكتائب المقاتلة ضد النظام السوري وقوات النظام التي تتواجد خصوصا في مدينة الحسكة، مركز المحافظة.

وتعرضت المدينة الخميس لسقوط عدد من قذائف الهاون أطلقها عناصر الدولة الإسلامية المتمركزين في محيط المدينة، بحسب المرصد السوري، ما تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص.

ويقطن المدينة حوالى مئتي الف شخص غالبيتهم من الاكراد، مع اقليات مسيحية وسنية وغيرها…

وذكر مصدر امني رسمي في دمشق لوكالة فرانس برس ان تنظيم “الدولة الاسلامية” يقوم “منذ اسبوع بمحاولات مستمرة للتمدد في الحسكة ولدخول مناطق جديدة، لكن هذه المحاولات تواجه بمقاومة من وحدات الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية (المسلحون الموالون للجيش)”.

واشار الى ان التنظيم “قام بمحاولات فاشلة” الاسبوع الماضي للسيطرة على مقر لحزب البعث وشركة كهرباء في ريف الحسكة، و”قد تم صدهم”.

الا ان “الدولة الاسلامية” استولت الاسبوع الماضي على مقر الفوج 121 جنوب الحسكة بعد ان قتلت خلال المعارك او ذبحا 85 جنديا سوريا. ولم يات الاعلام الرسمي السوري على ذكر هذه الحادثة.

في شرق البلاد، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين تنظيم “الدولة الاسلامية” ومسلحين عشائريين سنة.

وبدات المعارك الثلاثاء بعد ان اقدم التنظيم المتطرف الثلاثاء على اعتقال ثلاثة من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الكشكية في ريف دير الزور، “متجاوزين الاتفاق الذي تم بين التنظيم وأبناء عشيرة الشعيطات والذي نص على تسليم الأسلحة للدولة الإسلامية والتبرؤ من قتال “الدولة” مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات”، بحسب ما اورد المرصد.

وردا على ذلك، شن مسلحون عشائريون من بلدات الكشكية وأبو حمام وغرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات فجر الاربعاء هجوما على دورية لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة أبو حمام، وعلى مقر لتنظيم الدولة في بلدة الكشكية. واندلعت اشتباكات على الاثر بين الطرفين قتل فيها خمسة مقاتلين من “الدولة الإسلامية” على الاقل، احدهم بلجيكي.

على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، أطلق اعضاء في عشيرة الشعيطات التي تشتبك مع التنظيم المتطرف حملة تحت عنوان “الشعيطات تنتفض على داعش”.

وبث اعضاء في عشيرة الشعيطات وناشطون صورا لجثث مقاتلين ولاسرى من تنظيم “الدولة الاسلامية”.

في ريف دمشق، ارتفع إلى 17 بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، عدد الذين قتلوا جراء قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما الاربعاء، بحسب المرصد. كما تسبب القصف باصابة العشرات بجروح.

وتحاصر قوات النظام دوما الواقعة شمال شرق دمشق منذ اكثر من سنة. ويعيش في المدينة عشرات الاف السكان والنازحين من مناطق اخرى.

واوضح مصور وكالة فرانس برس في المنطقة ان القصف طال “سوقا شعبيا، وحصل فجأة… بعد لحظات، كانت اشلاء القتلى تتناثر والجرحى يئنون من كل مكان”.

واشار الى ان “الجرحى تلقوا العلاج في المستشفى الذي نقل اليه وهم على الارض” بسبب نقص الاسرة والامكانات.

وتعاني دوما وغيرها العديد من القرى والبلدات في ريف دمشق من نقص فادح في الادوية والمواد الغذائية.

في نيويورك، عبرت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس عن املها في أن تواصل الوكالات الانسانية “في الايام المقبلة” ايصال مساعدات للمدنيين السوريين من طريق تركيا او الاردن، وذلك بعد عبور قافلة مساعدات اولى في 24 تموز/يوليو الى سوريا عبر معبر باب السلامة مع تركيا.

وكانت آموس تتكلم خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي لتقييم قرار حول سوريا صدر في شباط/فبراير ويدعو كل الاطراف الى تسهيل دخول المساعدات الى الذين يحتاجون اليها في سوريا، والى وقف استخدام السلاح الذي لا يميز بين مدنيين ومقاتلين في النزاع.

واجاز قرار آخر تبناه مجلس الامن في 14 تموز/يوليو عبور القوافل الانسانية من تركيا والاردن والعراق الى سوريا من دون موافقة النظام السوري المسبقة.

واتاحت قافلة المساعدات الاولى تقديم مساعدات الى نحو 26 الف شخص في محافظتي حلب وادلب (شمال).

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية