مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تواصل عمليات البحث عن الجثث بعد تحطم طائرة ايرباص الالمانية فوق جبال الالب الفرنسية

مروحية تابعة للدرك الفرنسي تستعد للاقلاع في 24 آذار/مارس 2015 من منطقة تمركز فرق الاغاثة في بلدة سين بجنوب شرق فرنسا بعد كارثة تحطم طائرة جيرمان وينغز afp_tickers

تتواصل الاربعاء عملية ضخمة وخطيرة بحثا عن جثث الضحايا ال150 اثر تحطم طائرة ايرباص ايه 320 التابعة لشركة “جيرمان وينغز” الالمانية الثلاثاء في جبال الالب الفرنسية لاسباب لا تزال مجهولة.

وبعد العثور على احد الصندوقين الاسودين الذي يحتوي على المحادثات في قمرة القيادة يبحث المحققون الان عن الصندوق الاسود الثاني الذي يسجل احداثيات الرحلة.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاربعاء ان “الفرضية الارهابية غير مرجحة” مضيفا “ينبغي تقصي كل الفرضيات طالما ان التحقيق لم يعط نتيجة”.

واعلن رئيس مجموعة لوفتهانزا الشركة الام لشركة جيرمان وينغز، كارستن سبور ان الحادث “لا يمكن تفسيره بالنسبة لنا جميعا” مؤكدا ان “الطائرة لم يكن عليها اي ماخذ فني والطيارين محنكان”.

ويصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي قرابة الساعة 13,00 تغ الى موقع الكارثة حيث ينتشر اكثر من 300 دركي ومئة من رجال الاطفاء.

واعلنت السلطات الفرنسية ان ضحايا هذه الكارثة الجوية التي تعتبر الاسوأ في فرنسا منذ اكثر من ثلاثين عاما، يتحدرون من 15 بلدا وافاد وزير الخارجية لوران فابيوس ان الجنسيتين الرئيسيتين هما من “المانيا واسبانيا”.

ومن اصل 150 قتيلا اعلنت المانيا واسبانيا عن مقتل 72 المانيا و49 اسبانيا على اقل تقدير.

وقال فابيوس “هناك جنسيات مؤكدة هي ايضا الارجنتين واستراليا وبلجيكا وكولومبيا والدنمارك وبريطانيا واسرائيل واليابان والمغرب والمكسيك وهولندا” بعدما كان رئيس الوزراء مانويل فالس اشار الى سقوط “اميركي” بين القتلى.

واعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند مقتل ثلاثة بريطانيين على الاقل في تحطم الطائرة فيما اعلنت سلطات كازاخستان عن وجود ثلاثة من مواطنيها بين الركاب.

وتبدو عمليات البحث معقدة بسبب تشتت الحطام على حوالى اربعة هكتارات في منطقة وعرة يصعب الوصول اليها في جنوب جبال الالب على ارتفاع 1500 متر.

وتحطمت طائرة شركة “جيرمان وينغز” للطيران باسعار مخفضة التابعة لشركة لوفتهانزا الالمانية اثناء قيامها برحلة صباح الثلاثاء بين برشلونة باسبانيا ودوسلدورف بالمانيا وعلى متنها 144 راكبا وطاقم من ستة افراد.

وقال محقق من قوات الدرك مساء الثلاثاء ان “اكبر اشلاء رصدناها لا تفوق بحجمها” حقيبة يد صغيرة كما لم يتم رصد اي جزء كبير من هيكل الطائرة وقال احد المحققين ان “وحدها منظومة العجلات تم التعرف اليها”.

وقال مدعي عام مرسيليا المكلف الملف انه سيتم ارسال “عشرة اطباء شرعيين وثلاثة علماء انتروبولوجيا” الى الموقع للتعرف الى الضحايا بواسطة عينات من الحمض الريبي.

ونقل الصندوق الاسود الذي يسجل كل الاصوات والمحادثات في قمرة القيادة الى مكتب التحقيقات والتحاليل، الهيئة المتخصصة في حوادث الطائرات والتي ستكلف تحديد اسباب الكارثة غير ان مصدرا قريبا من التحقيق افاد وكالة فرانس برس انه متضرر.

وقال المصدر ان “الصندوق الاسود الذي عثر عليه هو +مسجل اصوات المقصورة+ .. لكنه متضرر” فيما يتواصل البحث عن الصندوق الاسود الثاني الذي يسجل احداثيات الرحلة.

واثار هذا الحادث الذي يعتبر اسوأ كارثة جوية على الاراضي الفرنسية منذ اكثر من ثلاثين عاما صدمة هائلة في اوروبا والعالم.

واعلنت اسبانيا الحداد الوطني ثلاثة ايام والغى الملك فيليبي السادس الثلاثاء زيارة دولة كان بدأها في فرنسا.

وعرضت الولايات المتحدة وروسيا تقديم المساعدة لفرنسا.

واقيم مركز لقيادة العمليات في سين-ليزالب البلدة القريبة من موقع تحطم الطائرة، حيث يرتقب وصول عائلات الضحايا الاربعاء. وسيحضر فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل وماريانو راخوي الى هذا المركز قبل تفقد فرق الاغاثة.

وفي الاول من ايلول/سبتمبر 1953 تحطمت طائرة كانت تقوم برحلة بين باريس وسايغون في المنطقة نفسها من جنوب الالب.

وهي اول كارثة جوية في فرنسا منذ تحطم طائرة كونكورد تابعة لشركة اير فرانس بعيد اقلاعها من مطار شارل ديغول متجهة الى نيويورك ما ادى الى مقتل 113 شخصا معظمهم من الالمان. وادى هذا الحادث الى وقف طائرات الكونكورد التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية