مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تونس تعلن تعزيز الأمن بالمناطق السياحية بعد هجوم سوسة الدموي

موكب يضم جثامين ضحايا الهجوم على فندق "امبريال مرحبا" يصل الى مطار تونس العسكري afp_tickers

اعلنت تونس الاربعاء تعزيز الأمن بالمناطق السياحية بعد أيام من مقتل 38 سائحا بينهم 30 بريطانيا، في هجوم دموي استهدف الجمعة الماضي فندق “امبريال مرحبا” بولاية سوسة (وسط شرق) وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي لفرانس برس “تم نشر أكثر من ألف عون (عنصر) أمن في كل الشواطئ والفنادق السياحية”.

وافاد مراسل لفرانس برس في سوسة انه شاهد عناصر أمن مسلحين يرتدون قمصانا كتب عليها “شرطة سياحية” يجوبون على دراجات رباعية العجلات (كواد) شواطئ مرفأ القنطاوي حيث يقع فندق “امبريال مرحبا”.

في المقابل لم تُشاهد اي تعزيزات أمنية حول مناطق جذب سياحي شمال العاصمة تونس مثل متحف قرطاج ومنطقتيْ قمرت وسيدي بوسعيد، وحول مطار تونس-قرطاج الدولي بحسب صحافية بفرانس برس.

وردا عن سؤال حول غياب تعزيزات أمنية في هذا الأماكن، امتنع الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية عن الاجابة.

وفي تونس “نحو 780 فندقا منها 565 فندقا مصنفة من نجمة الى خمس نجوم”، حسب ما أفاد فرانس برس في وقت سابق المكلف بالاعلام في وزارة السياحة زبير الجبابلي.

وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد اعلن ليل الجمعة السبت انه سيتم بداية من الاول من يوليو/تموز الحالي تطبيق “مخطط استثنائي” لتأمين الشواطئ والفنادق والمواقع الاثرية، إثر الهجوم الجهادي الذي كان الأكثر دموية في تاريخ تونس الحديث.

وسيتم ضمن هذا “المخطط” نشر الف شرطي سياحي مسلح في محيط الفنادق وداخلها وعلى الشواطئ، حسبما أعلن وزير الداخلية ناجم الغرسلي الذي قال ان هذه اول مرة في تاريخ البلاد يتم فيها نشر شرطة سياحية مسلحة.

وقبل هجوم سوسة، لم يكن عناصر الأمن السياحي في تونس مسلحين حسبما أعلن رئيس الحكومة.

وانتهت وزارة الصحة التونسية اليوم من تحديد كامل هويات ضحايا هجوم سوسة الذي اسفر عن مقتل 38 سائحا كلهم اجانب، واصابة 39 بينهم تونسيون.

وتأخر تحديد هويات القتلى لأن اغلبهم كان بملابس البحر ولا يحمل اوراقا ثبوتية بحسب السلطات.

واعلنت وزارة الصحة في حصيلة رسمية نهائية ان القتلى هم 30 بريطانيا، و3 ايرلنديين، وألمانيان، وبلجيكية، وروسية، وبرتغالية.

وقالت زهرة إدريس صاحبة فندق “امبريال مرحبا” لفرانس برس ان كل القتلى سياح أجانب كانوا نزلاء في فندقها.

ورحلت بريطانيا جثث 8 من القتلى على متن طائرة عسكرية من طراز سي-17 اقلعت من المطار العسكري في تونس العاصمة.

واعلنت السفارة البريطانية بتونس انه سيتم تنظيم رحلات اخرى هذا الاسبوع لنقل بقية جثث الضحايا البريطانيين. ومن المنتظر ترحيل جثث الإيرلنديين الثلاثة الخميس.

وشنّ هجوم سوسة طالب تونسي اسمه سيف الدين الرزقي (23 عاما) قتلته الشرطة في محيط الفندق.

ووفق السلطات التونسية، فإن الرزقي الذي تظاهر بأنه سائح، كان يخفي سلاح كلاشنيكوف في مظلة شمسية.

ويتحدر الرزقي من منطقة قعفور من ولاية سليانة (شمال غرب) وهو طالب ماجستير في “المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا” بجامعة القيروان (وسط) وفق ما اعلنت وزارة الداخلية التونسية.

وبحسب شهود عيان كانوا في فندق “امبريال مرحبا” ساعة تعرضه للهجوم، فإن الشرطة لم تتدخل وتقتل الرزقي إلا بعد نصف ساعة.

والثلاثاء أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تصريح لاذاعة “اوروبا 1” الفرنسية ان “سيتم اتخاذ عقوبات على الفور” في حال ثبوت وجود “ثغرات” امنية.

وقع هجوم سوسة بعد ثلاثة اشهر من هجوم استهدف في 18 آذار/مارس الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس واسفر عن مقتل شرطي تونسي و21 سائحا اجنبيا وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

والثلاثاء اعلن رفيق الشلي كاتب (وزير) الدولة للشؤون الأمنية في تونس ان سيف الدين الرزقي تدرب على حمل السلاح في معسكر تايع لجماعة “انصار الشريعة” الاسلامية المتطرفة بمنطقة صبراطة في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.

ولفت الى ان الرزقي كان غادر تونس نحو ليبيا خلال الفترة نفسها مع التونسيين ياسين العبيدي (27 عاما) وجابر الخشناوي (21 عاما) اللذين نفذا الهجوم على متحف باردو وقتلتهما الشرطة عند اقتحامها المتحف.

وكانت تونس اعلنت إثر الهجوم على متحف باردو ان منفذيْه تدربا على حمل السلاح في ليبيا.

ولم يستبعد رفيق الشلي ان يكون الرزقي والعبيدي والخشناوي التقوا وتدربوا في المعسكر نفسه بليبيا إلا انه لم يجزم هذا الامر.

ولم يستطع المسؤول تحديد تاريخ انتقال الثلاثة الى ليبيا.

وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد أعلن إثر هجوم الجمعة ان سيف الدين الرزقي غير معروف لدى أجهزة الأمن وأنه استخرج جواز سفر سنة 2013 إلا انه لا يحمل اختاما تؤكد مغادرته البلاد.

والاثنين توقعت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي الرقيق أن يخسر اقتصاد بلادها في 2015 مليار دينار (أكثر من 450 مليون يورو) بسبب تداعيات الهجوم على فندق سوسة.

والسياحة أحد اعمدة الاقتصاد في تونس اذ تشغل اكثر من 400 الف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الاجنبية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية