مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تيريزا ماي تحث السعودية على تخفيف الحصار على اليمن “لتجنب كارثة”

صورة وزعها الديوان الملكي السعودي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر للقاء بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في الرياض. afp_tickers

حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القادة السعوديين على تخفيف الحصار على اليمن بشكل عاجل “لتجنب كارثة انسانية” كما جاء في بيان صادر عن مكتبها الخميس وسط نداءات عاجلة ايضا من الامم المتحدة.

وتابعت ماي جولتها الشرق اوسطية في عمان حيث التقت العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وحضرت توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين.

ورفع تحالف بقيادة السعودية يتدخل في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، حصارا بشكل جزئي على مساعدات انسانية لليمن، كانت قد فرضت في وقت سابق هذا الشهر ردا على اطلاق الحوثيين صاروخا تم اعتراضه قرب مطار الرياض.

وكانت ماي التقت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان في الرياض في وقت متأخر الاربعاء في اطار جولتها في الشرق الاوسط، وتصدرت الازمة في اليمن النقاشات.

وأفاد البيان ان “رئيسة الوزراء اوضحت ان تدفق الامدادات التجارية التي يعتمد عليها (اليمن) يجب ان يستأنف في حال اردنا تجنب كارثة انسانية”.

وأضاف انهما “اتفقا على انه يجب اتخاذ خطوات بشكل ملح لمعالجة هذه المسألة”.

والسعودية هي أكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الاوسط وقد وقعت لندن عقود اسلحة مع الرياض بقيمة تفوق 3,7 مليار يورو منذ آذار/مارس 2015.

ومنذ آذار/مارس 2015 تقود السعودية تحالفا عربيا يتدخل عسكريا في اليمن الى جانب القوات الحكومية وضد الحوثيين وحلفائهم من انصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ولا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء وعلى مناطق واسعة من شمال اليمن.

وأسفرت الحرب عن مقتل نحو 8,600 شخص فيما أودت الكوليرا بحياة الفي شخص.

وحثت الامم المتحدة الاثنين التحالف بقيادة السعودية على بذل “المزيد” من الجهود لتخفيف الحصار الذي يعيق وصول شحنات المساعدة. ودعت ايضا الى اعادة فتح مرفأ الحديدة الرئيسي المطل على البحر الاحمر والذي يسيطر عليه المتمردون، بالكامل.

وسمح التحالف بوصول بعض الامدادات الى صنعاء والى ميناء الصليف المطل على البحر الاحمر واللذين يسيطر عليهما المتمردون اليمنيون الحوثيون. لكن كمية قليلة من المساعدات دخلت ميناء الحديدة، المرفأ الرئيسي لوصول مساعدات الامم المتحدة من المواد الغذائية والطبية.

– سلوك مزعزع الاستقرار –

يقول مسؤولو الامم المتحدة ان اليمن قد يواجه أكبر مجاعة في العالم في عقود ما لم يتم رفع الحصار عنه.

وقالت ماي للبي.بي.سي قبل وصولها الى الرياض “الرسالة القوية التي ساحملها الى السعودية … مفادها اننا نريد فتح مرفأ الحديدة امام العمليات الانسانية والتجارية. هذا الامر مهم”.

وخلال زيارتها الى المملكة ناقشت ماي ايضا ملف إيران. وقال البيان الصادر عن مكتبها “افادت رئيسة الحكومة بأننا نشاطر السعودية قلقها بشأن سلوك ايران المزعزع للاستقرار في المنطقة”.

ويتهم التحالف بقيادة السعودية الذي يتدخل في اليمن، إيران بتزويد المتمردين الحوثيين بالصواريخ البالستية. وتنفي ايران هذه الاتهامات.

وكانت ماي وصلت الى السعودية مساء الاربعاء بعد زيارة غير معلنة الى بغداد التقت خلالها نظيرها العراقي حيدر العبادي واشادت فيها بالانتصارات العسكرية الاخيرة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وتوجهت الخميس الى الاردن حيث التقت الملك عبد الله الثاني.

وخلال اللقاء بينهما في قصر الحسينية في عمان ابلغ الملك ماي “نحن نقدر عالياً هذا الجهد، وما تبذلونه للمساعدة في التعامل مع التحديات التي نواجهها في المنطقة”.

واضاف، بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن الديوان الملكي “على الصعيد السياسي والإقليمي، لطالما عملنا بانسجام، وهذا أمر جيد للغاية”.

من جهتها، قالت ماي “يسعدني التحدث مع جلالتكم ثانية حول كيفية الارتقاء بهذه العلاقة إلى مستويات أعلى”.

واضافت “تجمعنا علاقات تاريخية ومتجذرة، وعلاقة أمنية ممتازة نود أن نستمر بها، بالإضافة إلى الانتقال إلى علاقة متينة في مجال الاقتصاد والتنمية الاقتصادية”.

واعلنت الحكومة الاردنية الخميس انها وقعت مذكرة تفاهم مع بريطانيا ستقدم بموجبها الاخيرة منحة للمملكة قيمتها 127 مليون دولار لدعم قطاعي التعليم والاقتصاد، على ما افاد بيان حكومي.

وقال البيان ان “مذكرة التفاهم تهدف الى انشاء شراكة استراتيجية تنموية بين الاردن والمملكة المتحدة للسنوات العشر القادمة تبدأ بمنح مقدمة للاردن بقيمة 94,5 مليون جنيه استرليني (نحو127 مليون دولار) كمرحلة اولى من فترة الدعم للسنوات العشرة القادمة”.

وسبق جولتها جدل مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول الاسلام. فقد أعاد الرئيس الأميركي الاربعاء نشر فيديوهات معادية للمسلمين على تويتر سبق ان نشرها اليمين المتطرف البريطاني، في خطوة اثارت ادانة رئاسة الحكومة في لندن.

وعند سؤاله عن التغريدات رد ترامب انه ينبغي على ماي التركيز على الدفاع عن بريطانيا وليس انتقاده، ليثير المزيد من الجدل.

لكن ماي حاولت لاحقا تهدئة الجدل مؤكدة اهمية العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية