مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تيلرسون يدعو الى خطوط اتصال “مفتوحة” مع بيونغ يانغ

وزير الخارجية الاميركي ريكس تليرسون متحدثا الى مجلس الامن الدولي في نيويورك في 15 كانون الاول/ديسمبر afp_tickers

اكد وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الجمعة امام مجلس الامن الدولي رغبة بلاده في ابقاء خطوط اتصال “مفتوحة” لتسوية الازمة مع كوريا الشمالية سلميا، لكن دون ان يكرر عرضه الاخير لحوار بلا شروط مسبقة.

وقال “يجب ان تتوقف كوريا الشمالية بشكل دائم عن السلوك المهدد قبل بدء مباحثات محتملة”.

ولم يكرر تيلرسون عرض الحوار غير المشروط الذي كان اعلنه مطلع الاسبوع وعمدت الادارة الاميركية لاحقا الى تغييره بحسب وسائل اعلام اميركية.

وكانت هذه الصيغة مدرجة في الملاحظات التي اعدت سلفا لاجتماع مجلس الامن ووزعت على الصحافيين.

وبعد ان عرض تيلرسون الثلاثاء حوارا “دون شروط مسبقة” اكدت الادارة الاميركية ان لا تغيير في السياسة الاميركية تجاه كوريا الشمالية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رحب بتصريحات تيلرسون مشيدا بتغير اللهجة و”عودة الوعي” وب “اشارة جيدة جدا”. وببادرة من الرئيس الاميركي بحث دونالد ترامب وبوتين الخميس ملف كوريا الشمالية.

وفي حدث نادر حضر سفير كوريا الشمالية جا سونغ نام اجتماع مجلس الامن برئاسة اليابان التي تتولى الرئاسة الدورية.

واستمع السفير الى جزء من خطاب تيلرسون بعينين مغمضتين بحسب مشاهد للتلفزيون الداخلي للامم المتحدة.

وفي كلمته خلال الاجتماع هاجم السفير الكوري الشمالي بشدة اليابان والولايات المتحدة.

وقال ان هذا الاجتماع “اجراء يائس من الولايات المتحدة المرعوبة من قوتنا”. واضاف ان حيازة بلاده السلاح النووي هدفه “الردع” و”كوريا الشمالية قوة نووية مسؤولة تحترم واجباتها في منع انتشار” الاسلحة.

ورد تيلرسون “لن نقبل ابدا ان تمتلك كوريا الشمالية السلاح النووي”.

وكان الوزير الاميركي اكد في الكلمة التي اعدت سلفا ان الولايات المتحدة لا ترغب في خوض نزاع. وكتب “نحن لا نسعى ولا نريد حربا مع كوريا الشمالية”.

لكن تيلرسون حذر من ان “الولايات المتحدة ستلجأ الى كافة الاجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها ازاء اي عدوان كوري شمالي”، معربا عن امله في ان تمنع الدبلوماسية ذلك.

-“وحدة” و”ضغوط”-

ولدى سؤاله الجمعة عما اذا كان يدعم فتح حوار بلا شروط مع بيونغ يانغ قال ترامب باقتضاب “سنرى ما يحدث مع كوريا الشمالية”.

وحول محادثته مع الرئيس الروسي قال الرئيس الاميركي انه اذا “كانت الصين تساعد فان روسيا لا تساعد” الولايات المتحدة في ملف كوريا الشمالية.

واضاف ان واشنطن “ترغب في ان تساعد روسيا (في الامر) هذا مهم جدا”.

من جهته اكد السفير الروسي فاسيلي نابينزا انه في ما يخص العقوبات “نحن متمسكون بتطبيقها” مضيفا “لكن الدبلوماسية ليست فقط عقوبات” ومشددا “العقوبات ليست من الدبلوماسية”.

من جهته، قال الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريش انه “قلق جدا ازاء مخاطر المواجهة العسكرية” في شبه الجزيرة الكورية. واضاف ان العديد من التجارب الصاروخية تمت هذا العام “دون تقديم بلاغ مسبق للامن البحري والجوي”.

واكد انه “حان الوقت لاعادة قنوات اتصال معززة بما في ذلك بين الكوريين وبين العسكريين” بعد قيام احد مساعديه المكلف الشؤون السياسية الاميركي جيفري فيلتمان بزيارة نادرة من خمسة ايام الى بيونغ يانغ.

واعاد غوتيريش التذكير باستعداده للتوسط في هذه الازمة.

وتوقفت المباحثات السداسية (كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا والولايات المتحدة) منذ 2008.

ودعت الصين الى “تسوية من خلال الحوار” في وقت تنتقد فيه اليابان سلوكها ازاء كوريا الشمالية. وقال مساعد السفير الصيني وو هايتو ان بلاده “تدفع ثمنا اكبر من الاخرين” في تلميح الى أثر العقوبات الدولية على بلاده الشريك الاقتصادي الاساسي لبيونغ يانغ.

من جهتها اكدت السويد “اهمية البقاء موحدين” في مجلس الامن ازاء هذه الازمة.

وكان مجلس الامن فرض عام 2017 حزمتين من العقوبات الاقتصادية الشديدة على كوريا الشمالية في آب/اغسطس اثر اطلاق صواريخ عابرة للقارات وفي ايلول/سبتمبر بعد تجربة نووية.

وباتت كوريا الشمالية محرومة من عائدات صادراتها من الفحم الحجري والحديد والصيد البحري والنسيج. كما تم الحد من وارداتها من النفط وحظر تاسيس شركات مع كوريين شماليين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية