مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جون كيلي يتولى منصبه كبيرا لموظفي البيت الابيض وسكاراموتشي يستقيل

جاء قرار استقالة انطوني سكاراموتشي المدير الجديد للاعلام في الرئاسة، بعد ساعات من تولى جون كيلي مهام منصبه رسميا كبيرا لموظفي البيت الابيض. afp_tickers

اعلن البيت الابيض الاثنين استقالة المدير الجديد للاعلام في البيت الابيض انطوني سكاراموتشي الذي عينه الرئيس دونالد ترامب قبل عشرة ايام فقط، وذلك بعد ساعات على تولى جون كيلي مهام منصبه رسميا كبيرا لموظفي البيت الابيض بهدف تنظيم صفوف إدارة مزقتها الصراعات وانهكتها الاخفاقات المتوالية.

وقد اثار خبير المال النيويوركي الثري سكاراموتشي (53 عاما) عاصفة الاسبوع الماضي اثر مقابلة صحافية اهان فيها كبير موظفي البيت الابيض السابق رينس بريبوس الذي ترك عمله الاسبوع الماضي وكبير الاستراتيجيين في البيت الابيض ستيف بانون.

واعلن قرار استقالة سكاراموتشي بعد وقت قصير على اداء جون كيلي القسم الاثنين في الساعة 09,30 (13,30 ت غ) في وظيفته الجديدة، بعد ان خدم ادارة ترامب لمدة ستة اشهر كوزير للأمن الداخلي.

وسيكلف كيلي الجنرال المتقاعد البالغ 67 عاما والذي اصبح أقرب معاوني ترامب بمهمة شاقة تقضي بفرض الانضباط في ادارة شلتها حتى الاسبوع الفائت سلسلة مدوية من الخيبات السياسية والهفوات الاعلامية.

وبعد اداء مراسم القسم في المكتب البيضاوي، توقع ترامب بثقة أن يقوم كيلي “بعمل مذهل”.

ولم يفصح مسؤولون في البيت الأبيض عما إذا كان ترامب أم كيلي هو من اتخذ قرار مغادرة سكاراموتشي أو حدد موعد اتخاذها، لكن سكاراموتشي شوهد في المكتب البيضاوي الاثنين بعد اداء كيلي القسم.

وقال بيان للبيت الابيض ان “سكاراموتشي شعر بأنه من الأفضل اعطاء كبير موظفي (البيت الابيض) جون كيلي صفحة بيضاء وقدرة على اختيار فريق عمله. نتمنى له التوفيق”.

ولم يعرف على الفور من سيخلف سكاراموتشي في منصبه.

ورفض شون سبايسر المتحدث السابق باسم ترامب الذي استقال قبل أكثر من أسبوع التعليق حول ما إذا كان سيبقى الآن في البيت الابيض، بعد ان كان حدد شهر آب/اغسطس المقبل موعدا لمغادرته.

-محطم الارقام القياسية

وسيتحتم على كيلي متابعة الاعمال اليومية لموظفي البيت الابيض، الذين يبدون ككتيبة عسكرية ضربت بالنار، ويتلقون أوامر متعارضة من قادتهم، ويتشاجرون في كثير من الاحيان.

وقال ترامب اثناء مراسم اداء القسم “لا شك لدي ان الجنرال كيلي سيقوم بعمل مذهل بصفته كبيرا للموظفين، بعدما كسرت انجازاته في مجال الامن القومي جميع الارقام القياسية، والنتائج المذهلة على الحدود”.

ويخلف كيلي بريبوس المنتمي للحزب الجمهوري والذي تم اقالته الاسبوع الماضي بعد فشل مساعي ترامب في الغاء نظام الرعاية الصحية اوباماكير وخروج خلافه مع سكاراموتشي للعلن.

ومنصب كبير الموظفين هو ارفع منصب في البيت الابيض، إذ ينظم القائم عليه مهام الموظفين، ويدير روزنامة الرئيس، ويقرر من يمكن له الدخول الى مكتب الرئيس ومتى.

وهذه ليست مهمة يسيرة في البيض الابيض حاليا، إذ يمكن على ما يبدو لافراد من اسرة ترامب وموظفين بلا ادوار واضحة الدخول للمكتب البيضاوي متى شاؤوا.

من هنا، لا يبدو من قبيل الصدفة اختيار جون كيلي المسؤول الصارم للامساك بزمام البيت الأبيض.

وقالت المتحدة باسم البيت الابيض سارة هاكابي ساندرز للصحافيين “لقد شعر الرئيس بان تعليقات انطوني لم تكن لائقة لشخص بمثل هذا المنصب”.

وأشارت بأنه على أن كل شخص في الجناح الغربي في البيت الابيض بمن فيهم سكاراموتشي العمل تحت سلطة كيلي، في عودة الى التقليد المتبع عادة في البيت الأبيض.

وقالت “الجنرال كيلي لديه سلطة كاملة للعمل في البيت الأبيض وجميع الموظفين يجب ان يرسلوا تقاريرهم اليه (…)وهذا يشمل الجميع في البيت الأبيض”.

ويشكك كثيرون في قدرة أي شخص على كبح جماح ترامب المتقلب المزاج والمسرف في استخدام موقع تويتر، والذي يبدو وكأنه يشجع على المواجهات بين افراد فريقه الذين يطمح كل واحد فيهم لتحقيق نفوذ في ادارته.

وكتب اليوت كوهين، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي جرى ترشيحه للعمل مع ترامب، في مجلة اتلانتيك أن “ترامب سيظل ترامب، واولئك في البيت الابيض من غير المحتمل ان يظهروا اذعانا لكيلي اكثر مما اظهروا لاي شخص اخر”.

– لا فوضى

ورغم تأكيد ترامب في تغريدة على تويتر صباح الاثنين ان “لا فوضى في البيت الأبيض!”، تعكس التعديلات المتوالية في الدائرة الأقرب إليه، بدءا بتعيين كيلي عوضا عن بريبوس، شعور الادارة الفعلي بالحاجة إلى “إعادة العدادات إلى الصفر” بحسب عبارتها.

وقال ترامب في اجتماع لاعضاء حكومته “اعتقد اننا نعمل بشكل جيد لا يصدق. اداء الاقتصاد جيد بشكل مذهل، كذلك هي أشياء أخرى عديدة. أذا نحن نبدأ من قاعدة جيدة حقا”.

كما كتب على تيوتر الاثنين “أعلى سوق أسهم على الاطلاق، أفضل الارقام الاقتصادية منذ سنوات، البطالة في أدنى مستوياتها منذ 17 عاما، الرواتب ترتفع، الحدود آمنة، تعيين في المحكمة العليا: لا فوضى في البيت الأبيض!”

لكن بعيدا عن الاقتصاد، بالكاد توجد أسباب تدعو ترامب للابتهاج.

فبفعل الضغوط الناجمة عن توسع التحقيق في قضية التواطؤ المحتمل بين حملته الانتخابية وروسيا، واصل ترامب هجومه على وزير العدل في ادارته جيف سيشنز، منددا بعدم ولائه له في القضية التي قرر سيشنز التنحي عنها.

ويبدو ان ترامب يحاول التخلص من سيناتور آلاباما السابق، ما يسمح له باستبدال سيشنز بشخص آخر لا ينحّي نفسه عن التحقيق في القضية.

ورغم عدم اكماله عاما واحدا في الحكم بعد، فأن ترامب فقد عددا من كبار اعضاء ادارته بخلاف سكاراموتشي وبريبوس، من بينهم مستشاره للامن القومي، ونائب مستشاره للامن القومي، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو أمر غير مسبوق من قبل.

وعلى الصعيد الدولي، يواجه الملياردير الجمهوري عدة ملفات دبلوماسية شديدة التعقيد، سواء كانت تتعلق بطهران او موسكو أو بيونغ يانغ التي يمكن أن تكون على شفا امتلاك تكنولوجية صواريخ نووية وباليستية.

وقال ترامب “سنتعامل مع كوريا الشمالية، نحن سنكون قادرين على التعامل مع كوريا الشمالية. سيتم معالجة الامر. نحن نعالج كل شيء. شكرا جزيلا لكم”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية