مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حجاج البيت الحرام يبدأون رمي الجمرات في أول ايام عيد الاضحى

رمي الجمرات في مشعر منى في 12 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

بدأ اكثر من 1,8 مليون مسلم الاثنين في اول ايام عيد الاضحى، شعائر رمي الجمرات في مشعر منى الذي شهد العام الماضي تدافعا هو الاسوأ في تاريخ مناسك الحج.

وقبل عام بالتمام بحسب التقويم الهجري، لقي زهاء 2300 حاج حتفهم في تدافع بمنى صبيحة اول ايام العيد في 24 ايلول/سبتمبر 2015. وتستند الحصيلة الى ارقام اعلنتها الدول التي فقدت رعاياها، اما الحصيلة الرسمية السعودية فبلغت 769 قتيلا فقط.

وصباح الاثنين، بدأ الحجاج رمي الجمرات التي ترمز الى رجم الشيطان، من دون حوادث تذكر، وسط اجراءات مشددة تتخذها السلطات لضمان عدم تكرار مأساة العام الماضي.

ويقتصر اليوم على رمي جمرة العقبة، على ان ترمى الجمرات الثلاث (العقبة التي تعرف بالجمرة الكبرى، والوسطى والصغرى) غدا الثلاثاء وبعد غد الاربعاء. وعلى الحجاج ان يرموا كل جمرة بسبع حصى.

وزادت السلطات من عدد الكاميرات التي تفصل بين كل منها امتار معدودة، والمثبتة فوق المسارات التي يسلكها الحجاج لمراقبة تحركاتهم. وانتشر مئات من رجال الامن في الطبقات الاربع لجسر الجمرات التي تصل بينها ممرات آلية. وعند كل من الجمرات الثلاث، يقوم رجال الامن بتنظيم حركة الحجاج الذين يقوم كل منهم برمي سبع حصى.

ووضعت بالقرب من الجمرات، منصة مرتفعة وقف عليها ثلاثة من رجال الامن، يوجهون عبر اجهزة الاتصال اللاسلكية زملاءهم الموجودين على الارض، ويلفتونهم الى بعض الحجاج الذين يمضون وقتا طويلا في عملية الرمي او يعرقلون حركة المرور.

كما غلف الجدار الدائري المنخفض الارتفاع الذي يحيط بالجمرات، بطبقة من الرغوة العازلة تتيح امتصاص الصدمة في حال التدافع.

– تحسن بعد 2015 –

ولقيت الاجراءات الاضافية استحسان الحجاج، ومنهم السعودي ابراهيم العايد (40 عاما) الذي اعتاد اداء الحج سنويا في الماضي، الا انها المرة الاولى التي يؤدي فيها هذه الفريضة منذ العام 2006.

وقال لوكالة فرانس برس اثناء عودته من رمي الجمرات الى المخيم في منى “كل شي تغير بالكامل: في السابق كان يجب الاستعداد قبل وقت لرمي الجمرات (…) اليوم، كل شيء حصل بسرعة”. واضاف “ثمة تحسن ملحوظ”.

ورأى فاروق حملاوي ان “كارثة العام الماضي” ادت لادخال تحسينات كبيرة على مناسك الحج. واضاف الحاج الجزائري ان “الناس تعلموا ان التنظيم واحترام المسارات (…) يؤديان الى تفادي الكوارث”.

ولم تعلن الرياض نتائج التحقيق الذي فتحته في حادث التدافع، الا انها اتخذت اجراءات هذه السنة لا سيما منها ذات طبيعة تقنية، كالسوار الالكتروني الذي يرتديه الحجاج ويتضمن معلوماتهم الشخصية.

وقال محمد رحمان (65 عاما) الذي قدم من بنغلادش “اشعر بالامان، والباقي على الله. انا فرح لانني احقق حلمي بأداء الحج”.

واقبل الحجاج الاثنين على تقديم الاضاحي في اول ايام العيد.

وباتت هذه العملية تتم بشكل الكتروني، اذ يقوم الحجاج بدفع بدل مالي يناهز 125 دولارا، ويحصلون في المقابل على ايصال بذلك. وتقوم السلطات بعمليات نحر الخراف في امكنة مخصصة بعيدا من الحجاج، على ان توزع اللحوم بعد ذلك على المحتاجين في السعودية والعالم.

وقال الحاج السعودي مشعل القحطاني (33 عاما) بعيد حصوله على الايصال، ان هذه الطريقة في تقديم الاضاحي “تساهم في كسب الوقت. حاليا اعداد الحجاج تقدر بالملايين، واذا اراد كل منهم نحر الخروف بنفسه (كما كان يجري في فترات سابقة)، فان الامر سيتطلب اياما”.

وبحسب السلطات، وصل عدد حجاج هذه السنة الى مليون و862 الفا و909 اشخاص، بينهم مليون و325 الفا و372 قدموا من الخارج.

وكان الحجاج ادوا الاحد الركن الاعظم من المناسك، بالوقوف في صعيد عرفة، المشعر الوحيد الواقع خارج نطاق الحرم المكي، حيث امضوا يومهم بالابتهال والدعاء حتى الغروب.

وبعد الغروب بدأ الحجاج الافاضة الى مزدلفة تمهيدا لبدء رمي الجمرات. وجمع الحجاج في مزدلفة الحصى التي يستخدمون سبعا منها لرمي كل من الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى).

– “خطوط حمراء” –

واثار حادث التدافع العام الماضي توترا بين السعودية وايران التي شكل رعاياها الجزء الاكبر من الضحايا (464 قتيلا).

واتهمت طهران الرياض ب”التقصير” في التنظيم وانقاذ الجرحى. وصدرت خلال الاسبوع الماضي عن مسؤولين ايرانيين، انتقادات حادة جديدة للسعودية، ابرزها دعوة المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي العالم الاسلامي، الى التفكير في حل للادارة السعودية لمناسك الحج.

وللمرة الاولى منذ زهاء ثلاثة عقود، لن يشارك الايرانيون في الحج، اثر فشل طهران والرياض في الاتفاق على ترتيبات المشاركة. الا ان السعودية ابدت ترحيبها بالايرانيين في حال قدموا من دول اخرى.

وفي خطبة عرفة التي القاها الاحد، اعتبر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس ان “امن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية او نعرات طائفية”، في اشارة الى ايران.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية