مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حزب العمال يعلن بصوت عال معارضته الخروج من الاتحاد الاوروبي

زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن خلال الاحتفال بعيد ميلاد الملكة اليزابيث في كاتدرائية سانت بول في لندن، الجمعة 10 حزيران/يونيو 2016 afp_tickers

بادر حزب العمال البريطاني الجمعة الى التعبير بصوت قوي عن معارضته لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي خلافا للموقف المتكتم لرئيسه جيريمي كوربن، فيما الحزب المحافظ منقسم قبل اسبوعين من استفتاء 23 حزيران/يونيو.

وقال نائب رئيس حزب العمل توم واتسون ان التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي في الاستفتاء “سينشأ عنه حالة طارئة في الموازنة واقتطاعات اضافية في القطاع العام وزيادات ضريبية” مستندا الى تقرير لمعهد الدراسات حول الميزانية.

من جهته حذر الزعيم السابق للحزب اد ميليباند، المرشح سابقا لرئاسة الوزراء من ان الخروج سيؤدي الى “تفتت حقوق العمال”.

يجري هذا الجدل وسط “حرب داخلية” يشهدها الحزب المحافظ المنقسم بشأن الاقتصاد والهجرة، فيما يسعى حزب العمال الى اسماع صوته بالتركيز اولا على محاربة التفاوت الاجتماعي وحماية الوظائف.

لكن رغم تاييد غالبية 61% من الناخبين اليساريين البقاء في الاتحاد الاوروبي، مقابل 26% يرفضونه بحسب استطلاع لمؤسسة يوغوف، تواجه هذه الاكثرية مصاعب في تعبئة الصفوف.

فالكثيرون من اعضاء حزب العمل يتهمون زعيمه جيريمي كوربن المعروف برفضه للاتحاد الاوروبي بالتلكؤ والفتور في الدفاع عن البقاء في الاتحاد.

– المغادرة خدمة “للارهابيين” –

حرص كوربن، الشخصية المخضرمة في الجناح اليساري للحزب، على البقاء خارج الخطابين المتواجهين، في موقف مثير للتساؤلات. فهو يتفادى من جهة وسائل الاعلام التي يبغضها، ورئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون من جهة اخرى ويرفض ربطه به في هذه الحملة.

لكن النائب العمالي اندي بورنام راى حاجة طارئة الى ذلك وقال “هناك خطر حقيقي بعد اسبوعين اذا اختارت بريطانيا العظمى العزلة. هذا سيؤثر بعمق على امتنا ويثير التفتت والخوف والانقسام: سنجد انفسنا في وضع عجز الارهابيون عن وضعنا فيه بعبواتهم”.

كذلك صرحت النائبة العمالية انجيلا ايغل انها تواجه “المحافظين طوال حياتي…لكن هذا الاستفتاء ليس مع الحكومة او ضدها، بل يتعلق بشأن مستقبل بلدنا وحزب العمال يؤمن بشغف ان هذا المستقبل يكمن في كنف الاتحاد الاوروبي”.

نظرا الى الصمت شبه التام لرئيس الحزب وفتور محازبيه قررت قياداته المبادرة الى رفع الصوت.

قال ميليباند الجمعة عبر القناة الرابعة لاذاعة البي بي سي “لم نبذل جهودا كافية. يجب تحسين الاداء” موضحا ان “عددا كبيرا جدا من ناشطينا يجهل موقفنا من هذا النقاش، فيما اعرب 95% من النواب العماليين وجميع قادة النقابات والرؤساء السابقين للحزب وجيريمي كوربن عن تاييد البقاء في الاتحاد الاوروبي”.

– تهجّم على جونسون –

وشدد ميليباند على ان الصعوبة التي واجهها حزب العمال في اسماع صوته حتى الان ناجمة كذلك عن “ان الخصومات داخل الحزب المحافظ تطغى على الحملة” مشيرا الى الخلاف بين كاميرون وراس حربة المشككين باوروبا بوريس جونسون.

وشهد الجمهور البريطاني على حدة هذه الانقسامات مساء الخميس في مناظرة على قناة “أي تي في” بين جونسون وخمس سياسيات من المعسكرين.

ووجهت وزيرة الدولة لشؤون الطاقة امبر راد هجوما مباشرا الى رئيس بلدية لندن السابق زميلها في الحزب وقالت ان “الرقم الوحيد الذي يهمه هو 10” في اشارة الى عنوان مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 شارع داونينغ بلندن.

كما اتهمته ومعسكر الخروج بالتلاعب بالارقام خصوصا تلك المتعلقة بمساهمة بريطانيا في ميزانية الاتحاد الاوروبي.

في اوساط حزب العمال تبدو الاجواء اقل حدة، ولو ان نائبيه، المخضرم دنيس سكينر وجون مان، اعربا الجمعة عن تاييد الخروج من الاتحاد الاوروبي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية