مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حظر التظاهرات في كورسيكا بعد يومين من الاحتجاجات المعادية للعرب

متظاهرون مقابل عناصر الامن الفرنسي الذين طوقوا مجمعا سكنيا تعرضت مبانيه للرشق بالحجارة في احتجاجات ضد العرب في اجاكسيو في 27 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

حظرت السلطات الفرنسية التظاهرات في اجزاء من مدينة اجاكسيو عاصمة جزيرة كورسيكا الاحد في اعقاب يومين من الاحتجاجات المعادية للعرب والتوترات العنصرية.

واغلقت السلطات الامنية كذلك مجمع جاردن دي لا امبيرور السكني فيما صرح رئيس ادارة كورسيكا كريستوف ميرمان لوكالة فرانس برس ان الحظر مستمر حتى الرابع من كانون الثاني/يناير على اقل تقدير وسيشمل “جميع الاحتجاجات والتجمعات”.

ورغم هذا القرار، تجمع نحو 300 متظاهر بهدوء بعد ظهر الاحد عند مدخل حي حدائق الامبراطور الذي قطع شرطيون الطريق المؤدية اليه، وفق مراسل لفرانس برس.

والجمعة والسبت، تظاهر المئات في العديد من المناطق التي تسكنها الطبقة العاملة في اجاكسيو واطلقوا شعارات منها “هذا وطننا” و”اخرجوا أيها العرب”.

وكانت الحوادث بدأت بعد اعتداء شبان ملثمين ليل الخميس الجمعة على شرطي ورجلي اطفاء تم استدعاؤهم لاخماد حريق في حي حدائق الامبراطور، ما ادى الى اصابتهم بجروح.

وقال رجال اطفاء ان الهجوم شنه “نحو عشرين شخصا” مؤكدين انه اتسم بعنف كبير واستخدمت فيه قضبان حديدية وعصي.

واكد مئات المتظاهرين الذين جاؤوا الى الحي الجمعة انهم يبحثون عن منفذي الهجوم. لكن مجموعة من نحو 300 شخص انفصلت عنهم وقامت بتخريب قاعة صلاة للمسلمين. كما اصيب مطعم باضرار.

والاحد، اوقف شابان في العشرين من العمر في اطار التحقيق في حوادث الخميس، وفق ما افاد مصدر قضائي.

وتأتي هذه الحوادث في اجواء من التوتر في فرنسا بعد اعتداءات للجهاديين اسفرت عن سقوط 130 قتيلا في باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، وكذلك بعد فوز القوميين الكورسيكيين في انتخابات المناطق التي شهدت صعودا لليمين المتطرف في فرنسا.

ودان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاعتداء على الاطفائيين والشرطي معتبرا انه “غير مقبول” كما دان “التدنيس غير المقبول لقاعة صلاة للمسلمين”.

بدوره، ندد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ب”الهجمات التي تنم عن تعصب وتتسم بالعنصرية وكره الاجانب”.

ودعا رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية انور كبيبش في بيان “كل مواطنينا الى الهدوء”، بينما دعا اتحاد مساجد فرنسا السلطات العامة الى “تعزيز التدابير” حول اماكن العبادة و”مسلمي فرنسا” الى “اليقظة وضبط النفس في مواجهة اي استفزازات”.

واعتبرت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة انه “حين يشعر المواطنون بان الدولة لا تبسط النظام الجمهوري (…) فان ذلك يولد خطرا اكيدا بان يتولوا احقاق العدل بايديهم”.

وقال مهدي (35 عاما) وهو من سكان الحي الشعبي حدائق الامبراطور في اجاكسيو الذي شهد الاحداث ان الاعتداء على الاطفائيين قامت به “مجموعة صغيرة من الشبان”.

واضاف ان “هذا ناجم عن تخلي الاهل عن دورهم، انها مشكلة تربية” مؤكدا “اننا نريد ان نعيش جميعا بلا مشاكل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية