مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حكومة جنوب السودان والمتمردون يكثفون تجنيد الاطفال

اطفال مجندون في مراسم نزع سلاح نظمتها اليونيسف في بيبور في جنوب السودان باشراف اليونيسف في 10 شباط/فبراير 2015 afp_tickers

اكدت منظمة اليونيسيف للطفولة الجمعة ان حكومة جنوب السودان والمتمردين كثفوا التجنيد القسري للاطفال الذي شمل المئات منهم خلال شهر شباط/فبراير وحده للانخراط في الحرب الاهلية الدائرة في البلاد منذ 15 شهرا.

وقالت اليونيسيف ان اكثر من 12 الف طفل لا سيما من الفتيان جندوا للقتال سواء في صفوف جيش جنوب السودان او المتمردين ونحو عشرين ميليشيا تقاتل معهما.

وقال جوناثان فيتش ممثل المنظمة في جنوب السودان ان “فرقنا الميدانية وشركاءنا يؤكدون تكثيفا في عمليات التجنيد في هذا الوقت”. واضاف خلال مؤتمر صحافي في جنيف ان عمليات التجنيد تجري خصوصا في شمال البلاد “حيث يتم جمع الفتية وارسالهم الى خطوط الجبهة. هذا يحدث الآن وأنا اتحدث اليكم”.

واضاف “تلقينا معلومات موثوقة تمكنا من التحقق منها في بعض الاحيان تفيد ان قوات الحكومة والمعارضة خطفت خلال الشهر الماضي وحده مئات من الاطفال لتجنيدهم”.

وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في 2011 بعد حرب اهلية استمرت قرابة عشرين سنة بين 1983 و2005 وتم خلالها تجنيد اعداد هائلة من الاطفال في صفوف التمرد الجنوبي الذي اصبح جيش جنوب السودان الان.

وتحت الضغوط الدولية اعلن جنوب السودان انه يبذل جهودا لتسريح هؤلاء الاطفال ومنع تجنيد القاصرين.

لكن هذه الممارسات استؤنفت مع اندلاع الحرب الاهلية في 15 كانون الاول/ديسمبر 2013 عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق وخصمه الحالي رياك ماشار بالاعداد لانقلاب.

واجتاحت المعارك المدن والقرى وقتل خلالها عشرات الالاف وشرد مليونان وبات اربعة ملايين يعانون نقص الغذاء ومهددين بالمجاعة في حين تتهم السلطات الحكومية والمتمردون بارتكاب فظائع من عمليات اغتصاب جماعية ومذابح ذات طابع اتني وقبلي وهجمات على العاملين الانسانيين وجنود الامم المتحدة.

وفي بداية اذار/مارس تبنى مجلس الامن الدولي قرارا ينص على فرض عقوبات على الطرفين لكنه لم يطبق بعد، بهدف دفعهما الى التوصل الى اتفاق سلام ووقف المعارك.

ويبدو الطرفان عاجزين عن انهاء القتال رغم المفاوضات الطويلة والمكلفة التي تجري في اثيوبيا والتي كلفت اكثر من عشرين مليون دولار.

وذكر فيتش الجمعة الطرفين المتحاربين بان قرار مجلس الامن الدولي “يذكر تجنيد الاطفال تحديدا بوصفه من المعايير التي ستؤدي الى فرض عقوبات”.

واضاف ان “مئات الاطفال اختطفوا” خلال شباط/فبراير في مدينة واو شيلوك في ولاية اعالي النيل النفطية شمال شرق البلاد خلال هجوم نفذته ميليشيات موالية للحكومة بقيادة الجنرال جونسون اولوني.

واضاف انه “لم يتم اطلاق اي طفل بدون شروط رغم النداءات الموجهة الى الحكومة والميلشيات”.

وسمح لبعض الاطفال منذ ذلك الحين بالعودة الى اهاليهم خلال النهار لكن عليهم ان يعودوا الى معسكرات التدريب ليلا في حين ان لدى اليونيسيف معلومات موثوقة تفيد بان اخرين ارسلوا الى خط الجبهة في كاكا.

وفي ولاية الوحدة في الشمال تدهور كذلك الوضع في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون حيث قام مقاتلون بخطف الرجال والاطفال، وفق فيتش.

واجرت منظمة اليونيسف مفاوضات لاطلاق سراح ثلاثة الاف طفل خطفتهم ميليشيا من ولاية جونقلي في الشرق بقيادة الزعيم المتمرد ديفيد ياو ياو الذي انضم الى ماشار.

وحتى الان، تم تسريح 660 طفلا تكفلت بهم منظمات انسانية، ويفترض ان يتم الافراج قريبا عن 585 اخرين وبينهم فتيات، وفق فيتش.

وهناك وفق تقديرات اليونيسيف اكثر من 800 الف طفل شردتهم المعارك و344 الفا اخرين هربوا خارج البلاد.

وخلال الاسبوع الحالي فشلت الحكومة والمتمردون في التوصل الى اتفاق سلام حيث اعلنت الحكومة انها ترفض مشاركة رياك ماشار في الحكم وقال المتمردون ان الحل العسكري هو خيارهم الوحيد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية