مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حملة دبلوماسية لتسريع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل خلال مؤتمر صحافي في بوتسدام 25 يونيو 2016 afp_tickers

يشهد الاسبوع المقبل مناورات دبلوماسية مكثفة في برلين وبروكسل لتسريع آلية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الذي لا يزال تحت وقع الصدمة بعد قرار البريطانيين.

وتستقبل المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تراجعت شعبيتها منذ ازمة الهجرة، بعد ظهر الاثنين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي، وذلك عشية قمة اوروبية بالغة الاهمية في بروكسل.

ودعت ميركل المسؤولين الايطالي والفرنسي في وقت ابدت باريس وبرلين استعدادهما لتقديم اقتراحات لجعل الاتحاد “اكثر فاعلية”.

وتقول مصادر عدة ان مبادرة فرنسية المانية، وهما محرك الاتحاد، ستكون قيد البحث لاحياء المشروع الاوروبي.

وقال هولاند الاحد “من مسؤولية فرنسا والمانيا ان تأخذا زمام المبادرة”، رغم ان فرنسا تبدو متطلبة اكثر من المانيا.

من جهتها، تبنت ميركل خطابا اكثر هدوءا حيال لندن، داعية الى “تحليل الوضع بهدوء (مع التحلي) بضبط النفس”.

وستلتقي ميركل ايضا في شكل منفصل الاثنين رئيس المجلس الاوروبي الذي يمثل الدول ال28 الاعضاء دونالد توسك الذي لم يخف خشيته من انتقال عدوى خروج بريطانيا الى بلدان اخرى، وخصوصا مع تنامي التيار المناهض لاوروبا داخل دول الاتحاد.

– توضيحات –

وسيتراس توسك الثلاثاء والاربعاء احدى القمم الاكثر توترا في تاريخ الاتحاد. وسيخصص عشاء الثلاثاء لصدمة خروج بريطانيا مع انتظار “توضيحات” من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وفي اليوم التالي، يعتزم رئيس المجلس عقد اجتماع “غير رسمي” مع رؤساء الدول والحكومات ال27 الاخرين من دون المملكة المتحدة بهدف بحث تاثير الخطوة البريطانية.

وكان توسك صرح قبيل الاستفتاء “سيكون غير منطقي بالنسبة الينا ان نتجاهل جرس الانذار الذي يشكله الاستفتاء البريطاني”.

وما دام البريطانيون اختاروا الانفصال، يريد القادة الاوروبيون ان يحركوا الية الخروج “في اسرع وقت”.

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير السبت في برلين محاطا بنظرائه في البلدان المؤسسة للاتحاد الاوروبي (بلجيكا وفرنسا وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا) “نقول هنا، معا، ان هذه العملية يجب ان تبدأ في اسرع وقت”.

وفي برليمون مقر المفوضية الاوروبية، لا توحي الاجواء البتة برغبة في المماطلة.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر “ليس الامر طلاقا وديا. لا افهم لماذا تحتاج الحكومة البريطانية الى الانتظار حتى شهر تشرين الاول/اكتوبر لتقرر ما اذا كانت سترسل رسالة الانفصال الى بروكسل او لا. اود ان احصل عليها فورا”.

اما البرلمان الاوروبي الذي سيعقد الثلاثاء جلسة استثنائية فيطالب بدوره ديفيد كاميرون بان يبلغ الاتحاد الاوروبي بقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد وفق المادة خمسين من اتفاق لشبونة.

وقال رئيس البرلمان مارتن شولتز الاحد في مقابلة مع صحيفة بيلد الالمانية “نعول على الحكومة الالمانية لتفي بوعودها منذ الان وقمة الثلاثاء ستكون الوقت الملائم”.

وعلى الجانب الاخر من الاطلسي، دخل وزير الخارجية الاميركي جون كيري على خط “الازمة الاوروبية الكبرى”، وفق تعبير يونكر.

ويتوجه كيري الاثنين الى بروكسل لاجراء مشاورات مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني قبل ان ينتقل الى لندن.

واقر كيري من روما الاحد بان الولايات المتحدة كانت تفضل ان يسلك البريطانيون “اتجاها اخر”. وتخشى واشنطن خصوصا تاثير الخروج البريطاني على النمو العالمي وان يتسبب باضطرابات في الاسواق المالية.

وقالت موغيريني الاحد ان قرار المملكة المتحدة الخروج من الاتحاد الاوروبي يجعل وحدة هذا التكتل اكثر اهمية لمواجهة التحديات المتمثلة في الازمات التي تزداد تدهورا في انحاء العالم.

وفي واشنطن، تعهد الرئيس باراك اوباما الذي كان ايد بشدة بقاء بريطانيا في الاتحاد، الا يتغير شيء “في العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”، مؤكدا ان وجود لندن داخل حلف شمال الاطلسي سيبقى عنصرا اساسيا في سياسة الولايات المتحدة الخارجية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية