مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خمسة جرحى اسرائيليين في عملية دهس قام بها فلسطيني في القدس

الشرطة الاسرائيلية في موقع حادثة الدهس ومحاولة الطعن في القدس، الجمعة 6 آذار/مارس 2015 afp_tickers

اعلنت الشرطة الاسرائيلية ان خمسة اسرائيليين جرحوا الجمعة عندما قام شاب فلسطيني من القدس الشرقية بدهس عدد من المارة بين شطري المدينة الشرقي والغربي قبل ان يصاب بجروح خطرة برصاص الشرطة.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري في بيان ان “عملية دهس معادية” وقعت قرب مقر معسكر لشرطة حرس الحدود، مشيرة الى ان “الشاب الذي نفذ العملية فلسطيني من سكان راس العمود في القدس الشرقية (…) وتم اطلاق النار عليه واصيب بجروح بالغة”.

واوضحت الشرطة واجهزة الاغاثة ان اربعة من الجرحى مجندات في حرس الحدود. اما الجريح الخامس فهو يهودي في الحادية والخمسين كان مارا على دراجته الهوائية.

وسادت حالة من الهلع عندما قامت السيارة قبيل الساعة 10,00 (08,00 تغ) بصدم مارة على محور الترامواي الذي يفصل بين شطري المدينة.

وفي تفاصيل العملية، قالت السمري ان “مركبة خصوصية تقدمت باتجاه شارع زكس عند مقر شرطة حرس الحدود واعتلى سائقها الرصيف ودهس في طريقه خمسة اشخاص”.

وتابعت ان “سائق السيارة واصل سيره، فاطلق افراد حرس الحدود عيارات نارية باتجاهه، الا انه تمكن من مغادرة المركبة شاهرا بيده سكينا وحاول الاعتداء على شرطي من حرس الحدود وحارس امن”.

واضافة السمري ان المهاجم اصيب “بجروح بالغة احيل على اثرها للعلاج بالمستشفى وهو رهن الاعتقال”.

والشاب منفذ العملية عامل يدعى محمد محمود السلايمة (23 عاما) من راس العامود في القدس الشرقية.

وافادت الشرطة في وقت لاحق عن انتهاك حرمة مقبرة يهودية في جبل الزيتون قرب راس العامود وتوعدت بعدم التسامح مع “كل محاولة للاخلال بالامن العام”.

من جهة ثانية، منعت محكمة بطلب من المحققين نشر اي معلومات حول التحقيق في الهجوم لمدة ستين يوما، وفق السمري.

وقال محامي مؤسسة الضمير محمد محمود لوكالة فرانس برس ” ان الشاب محمد السلايمه يرقد في المستشفى ووضعه مستقر، وتحقق المخابرات الاسرائيلية مع والده وشقيقه في المسكوبية في القدس”.

واضاف المحامي “ستقوم المخابرات غدا بطلب من محكمة الصلح بالقدس بتمديد اعتقاله نظرا لخضوعه للعلاج”.

ووقع الهجوم في الشارع رقم واحد، احد اهم شوارع القدس الرئيسية حيث يعمل القطار الخفيف “الترام”. ويقع هذا الشارع بين حدود مدينة القدس الغربية اليهودية والقدس الشرقية العربية. وقد كان مسرحا لهجمات فلسطينيين بالسيارات اواخر عام 2014.

وقتل في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي جندي من حرس الحدود واصيب تسعة آخرون عندما قام فلسطيني بدهس مجموعة من المارة توقفت عند محطة القطار الخفيف. وقبل تلك الحادثة باسبوعين قام فلسطيني اخر من مدينة القدس بدهس يهود كانوا امام موقف اخر للقطار الخفيف ما اسفر عن مقتل طفلة اميركية اسرائيلية عمرها ثلاثة اشهر، وشابة اكوادورية(22 عاما). واجهزت قوات الامن الاسرائيلية على السائقين الفلسطينيين وقتلتهما في المكان.

يأتي الهجوم الجديد غداة اعلان المجلس المركزي الفلسطيني وقف التنسيق الامني مع اسرائيل ودعوتها لتحمل مسؤوليتها كسلطة احتلال ازاء الشعب الفلسطيني بعد قرار اسرائيل تجميد عائدات الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية انتقاما من انضمامها لمحكمة الجنايات الدولية.

ولم يحدد المجلس موعدا لوقف التنسيق الامني لكن اسعد عبد الرحمن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان هذه اللجنة “ستقرر كيف ومتى. قد يحدث ذلك في اي يوم، في اي وقت”.

واعتبر بعض المعلقين القرار سياسيا بهدف ارغام اسرائيل على الافراج عن اموال الضرائب.

وقرر المجلس كذلك المضي في عملية المصالحة مع حركة حماس وتنظيم انتخابات فلسطينية “باسرع وقت ممكن”.

وقال دبلوماسي غربي ان الفلسطينيين “سينتظرون لمعرفة من سيفوز في الانتخابات الاسرائيلية في 17 اذار/مارس. يبدو انهم يعتزمون التحرك بعد الانتخابات او تشكيل حكومة جديدة”.

وكان عباس اعلن استعداده لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل والعمل مع الفائز في الانتخابات الاسرائيلية.

ورغم الهجوم، دعا رئيس بلدية القدس نير بركات سكان القدس الغربية الى مواصلة الاحتفال بعيد المساخر “بوريم” الاكثر فرحا في السنة عندهم، ويتميز بالكرنفالات والمهرجانات والمسيرات في الشوارع. وتقمص اليهود مظهر شخصيات مختلفة بدءا بشخصية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الى ارتداء ملابس افراد تنظيم الدولة الاسلامية داعش.

وقال بركات “ردنا على الارهاب هو محاربته بدون هوادة، ومواصلة حياتنا بشكل طبيعي”. ودعا الى الاستمرار باحتفالات عيد المساخر في ساحات المدينة المختلفة.

وعيد المساخر”بوريم ” بحسب التقاليد اليهودية، هو انتصار اليهود على الوزير هامان من الإمبراطورية الفارسية في القرن الخامس قبل الميلاد.

واثنى بركات على عمل قوات الامن التي حالت دون وقوع المزيد من الاصابات، واكد على ان الشرطة “متيقظة وعززت قواتها في كافة انحاء المدينة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية