مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خيبة امل ازاء اجراءات ماكرون لتنمية الضواحي

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعرض خطته لتنمية الضواحي المهمشة في الثاني والعشرين من ايار/مايو 2018 afp_tickers

عبرت المعارضة الفرنسية الاربعاء بشرائحها المختلفة عن خيبة املها ازاء الاجراءات التي كشف عنها الرئيس ايمانويل ماكرون لتنمية الضواحي الفرنسية، ولاقتها وسائل الاعلام ايضا لتعرب عن الاسف لما وصفته ب”ذر الرماد في العيون”.

ومنذ حملته الانتخابية يشدد ماكرون على رغبته بالعمل على تنمية الضواحي عبر التعليم والعمل. وقدم الثلاثاء “خطته” لهذه المناطق الفقيرة المهمشة معربا عن رغبته ب”تغيير المقاربة” عبر اجراءات عدة لم ترفق بارقام، لتعزيز العمل لدى النساء، وضمان اماكن اكثر في دور الحضانة، واجراء دورات تدريب للطلاب.

وانهالت الانتقادات على “خطة الضواحي” هذه التي اعدها بناء على طلب الرئيس الوزير السابق جان لوي بورلو.

وكان هذا الوزير دعا على الدوام الى “تغيير المعادلة” محذرا من مخاطر تشكل مناطق منعزلة تعاني من مختلف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، ويحمل سكانها الجمهورية الفرنسية مسؤولية غض الطرف عنهم وعن مآسيهم.

وكتبت صحيفة “لا كروا” الكاثوليكية متهمة ماكرون بانه “اكتفى بالكلام”، في حين سخرت صحيفة ليبراسيون مما سمته “خطة الخطة” التي لن يكون الهدف منها سوى “عدم القيام بأي شيء”.

ويتساءل الكثيرون عن الفائدة من تكليف جان لوي بورلو وضع خطط لمعالجة هذه المسألة الشائكة.

وعبر مسؤولون في الضواحي عن خيبة املهم، على غرار جان لوي مارساك العمدة اليساري لمنطقة فيلييه لو بل في ضواحي باريس التي كانت مسرحا لاعمال شغب واسعة قبل عشر سنوات، اذ قال “لا يوجد الكثير في ما سمعناه” مضيفا “ما لم نشاهده هو العزم على عملية تحديث عمرانية”.

والتقى اليسار ممثلا ب”فرنسا المتمردة” والشيوعيين والاشتراكيين على مهاجمة هذه المبادرة التي اعتبروا انها تدل على “ازدراء” بالضواحي وبممثليها.

وفي صفوف اليمين، هاجم زعيم حزب “الجمهوريين” لوران فوكييه “السياسة الاستعراضية” للرئيس، معربا عن “الخشية من حصول نوع من الانقسام مع اراض منسية تماما”.

كما اعتبر رئيس مجموعة نواب “الجمهوريين” في مجلس الشيوخ برونو روتاييو ان الرئيس “تهرب من التطرق الى المشكلة الاساسية المتمثلة بالانفصالية الثقافية التي تضرب ضواحينا”، في حين ركزت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن على موضوعي “الهجرة والاسلاموية”.

وقالت لوبن ان الخطة “لم تذكر ولا مرة كلمة هجرة ولا كلمة اصولية اسلامية. مع العلم باننا نعلم تماما بان هذه الاشكاليات هي في اساس مشاكل الضواحي. ان من يتغاضى عن هذه الحقائق لا بد من ان يكون مصيره الفشل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية