مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

داود اوغلو يتنحى قريبا واردوغان يحكم قبضته على السلطة

رئيس الوزراء زعيم حزب العدالة والتنمية احمد داود اوغلو في انقرة في 5 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

يعقد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مؤتمرا استثنائيا في نهاية ايار/مايو ما يمهد الطريق امام رحيل رئيس الوزراء احمد داود اوغلو عن السلطة في اوج الخلافات مع الرئيس رجب طيب اردوغان الذي يرسخ بذلك سلطاته.

واكد داود اوغلو انه لن يترشح لولاية جديدة خلال مؤتمر الحزب الذي سينعقد في 22 ايار/مايو.

وقال في كلمة امام الصحافيين في مقر حزب العدالة والتنمية اتخذت طابع خطاب وداعي، “لا اعتقد انني ساقدم ترشيحي”، نافيا وجود اي خلاف مع اردوغان.

وبذلك يفقد داود اوغلو تلقائيا منصبه كرئيس للوزراء لان النظام الداخلي للحزب ينص على ان يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة.

واتخذ هذا القرار خلال اجتماع لقيادة حزب العدالة والتنمية في انقرة غداة معلومات عن قطيعة بين داود اوغلو والرئيس رجب طيب اردوغان بحسب محطات التلفزة.

وظهرت هذه الخلافات في الاسابيع الماضية بين رئيس تركيا القوي ورئيس الحكومة الذي انتخب رئيسا لحزب العدالة والتنمية في اب/اغسطس 2014 بعيد انتخاب اردوغان رئيسا للبلاد بعدما تولى رئاسة الحكومة لثلاث ولايات.

ورحيل داود اوغلو عن السلطة الذي يمهد الطريق امام ترسيخ سلطات رئيس الدولة، يضاف الى التوترات التي تشهدها تركيا الشريك الرئيسي لاوروبا في ادارة ازمة الهجرة والتي تواجه عدة تحديات ابرزها التهديد الجهادي واستئناف النزاع الكردي وامتداد الحرب في سوريا المجاورة الى حدودها الجنوبية.

وعنونت صحيفة “حرييت” الواسعة الانتشار على صفحتها الاولى الخميس “داود اوغلو يتنحى” متحدثة عن “انتقال ديموقراطي” هادىء تم الاتفاق عليه بين الرجلين خلال لقاء حاسم عقد مساء الاربعاء بهدف تجنب ازمة في اعلى هرم الدولة.

واردوغان الذي يحتفظ بنفوذه داخل حزب العدالة والتنمية الذي اسسه عام 2001، لم يستحسن قيام رئيس وزرائه بالتفاوض لوحده على الاتفاق حول سياسة الهجرة بين الاتحاد الاوروبي وانقرة والرغبة التي عبر عنها بالعودة الى المفاوضات مع المتمردين الاكراد.

عندما انتخب رئيسا للبلاد في اب/اغسطس 2014 بعد ثلاث ولايات رئيسا للوزراء، عين اردوغان خلفا له المواظب داود اوغلو وزير الخارجية السابق، ما دفع بكثيرين الى الرهان على سلاسة انقياده.

– داود اوغلو المعتدل-

لكن هذا الاكاديمي اكتسب تدريجيا مكانة على الساحة السياسية التركية، وتحول الى خطيب مفوه ومفاوض في الاسابيع الاخيرة على اتفاق مع بروكسل حول المهاجرين ينبغي ان يحقق لتركيا مكسبا تاريخيا يعفي مواطنيها من تأشيرة دخول الى فضاء شنغن.

وعبر الرجلان علنا عن وجهات نظر مختلفة ولا سيما بشأن اعتقال الصحافيين خلال محاكمتهم الذي لا يؤيده داود اوغلو.

ورأى معلقون في قرار اللجنة التنفيذية لدى حزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي إلغاء صلاحية داود أوغلو في تعيين مسؤولي الحزب في الأقاليم، انتقاصا من سلطاته.

منذ انتخابه رئيسا لم يخف اردوغان سعيه لتعديل الدستور لاقامة نظام رئاسي وهو مشروع يؤيده داود اوغلو في العلن لكنه لا يبدو متعجلا لوضعه موضع التطبيق.

وقال مدير مجموعة “مركز اسطنبول للسياسات” فؤاد كيمان “غدا صباحا ستدخل السياسة التركية في مرحلة يكون النظام الرئاسي قد بدأ فيها عمليا. من يصبح الرئيس الجديد لحزب العدالة والتنمية ورئيسا للوزراء عليه ان يقبل بالطبيعة الجديدة للنظام. انه عصر هيمنة الرئيس اردوغان على تركيا”.

ولخلافة داود أوغلو يتم تداول اسمي وزير النقل بينالي يلديريم، ووزير الطاقة الشاب بيرات البيرق (38 عاما) المتزوج من إسراء الابنة الكبرى للرئيس.

ورغم رئاسة داود اوغلو للحزب فان اردوغان الذي يفترض فيه ان يكون فوق الاحزاب بوصفه رئيسا، لديه الكثير من الموالين داخل الحزب الذي اسسه في 2001.

واكد رئيس البرلمان اسماعيل كهرمان المقرب من اردوغان اخيرا ان “سيارة يقودها سائقان لا يمكن ان تتجنب الحوادث”.

وسيكون لعدم الاستقرار على رأس الدولة نتائج جسيمة لا سيما وان تركيا الشريكة الرئيسية لاوروبا في مواجهة ازمة الهجرة، تواجه كذلك التهديد الجهادي والنزاع مع الاكراد والحرب في سوريا.

وامام القلق الذي يثيره الوضع السياسي فقدت الليرة التركية الاربعاء حوالى 4% من قيمتها امام الدولار، في اكبر تراجع يومي هذه السنة قبل ان تشهد بعض التحسن الخميس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية