مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دهم مكاتب وسائل إعلام روسية عامة في كييف

صحافيون أوكرانيون ينتظرون عند باب مكتب وكالة "ريا نوفوستي" في كييف بتاريخ 15 أيار/مايو 2018 afp_tickers

دهم جهاز الامن الاوكراني الثلاثاء مكاتب قناة “روسيا اليوم” ووكالة “ريا نوفوستي” الروسيتين العامتين في كييف، وأوقف صحافياً بتهمة الخيانة، ما أثار غضب موسكو التي توعدت بالرد.

وتأتي عمليات التفتيش في ظل علاقات متوترة بين موسكو وكييف منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم والاتهامات بأنها دعمت متمردين في شرق أوكرانيا في نزاع راح ضحيته نحو 10 آلاف شخص.

وتزامنت عمليات الدهم والتوقيف مع تدشين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشروع جسر ضخم يوفر أول طريق مباشر يربط القرم بروسيا.

وقالت المتحدثة باسم جهاز الامن الاوكراني اولينا غويتليانسكا ان وسائل الإعلام التابعة لروسيا تستخدم “في حرب متعددة الاشكال على اوكرانيا”.

وفي وقت سابق، اعتقل قرب منزله في كييف مراسل “ريا نوفوستي” كيريلو فيشينسكي، وهو مواطن أوكراني حصل على جواز سفر روسي في 2015.

وقال ممثل مكتب المدعي العام ايغور بونوشوفني للصحافيين “حاليا، الوصف الأولي للجريمة الجنائية (التي ارتكبها الصحافي…) هي الخيانة”.

واتهم نائب رئيس جهاز الأمن الأوكراني فيكتور كونونينكو الصحافي بالسفر إلى القرم في 2014 لإعداد تقارير “تخريبية” قبل أن يتعاون مع المجموعات الانفصالية في شرق أوكرانيا.

وقال كونونينكو إن الصحافي الموقوف حصل بموجب قرار من بوتين على وسام “من أجل عودة القرم” كتقدير لعمله الصحافي.

وأشار إلى أن فيشينسكي حصل على تمويل وفير لاداء عمله.

وقال “بإمكاننا القول اليوم إنه حصل على 53 ألف يورو في الشهر للقيام بأنشطة من هذا النوع” مضيفا أنه تم “توزيع الأموال لاحقا على المجموعات والأشخاص المتورطين. وكان هذا سبب عمليات التفتيش”.

– “مخجلة” –

ودانت روسيا فورا عمليات الدهم واعتقال فيشينسكي. وعلق المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول “في حال كانت أفعال أجهزة انفاذ القانون الأوكرانية مرتبطة بطريقة ما بعمل هذه المؤسسات الإعلامية مهنيا، فسيكون ذلك أمرا مشينا ومخزيا”.

وشدد على أن “اي عمل يستهدف وسائل الاعلام الروسية غير مقبول” مؤكدا ان الحكومة الاوكرانية كانت “قمعت حرية التعبير” مرارا.

وحذر من ان موسكو “ستدافع بقوة عن مصالح وسائل الاعلام الروسية” في اوكرانيا.

من جهته، دعا مدير المجموعة الإعلامية الرسمية “روسيا سيغودنيا” المشرفة على “روسيا اليوم” و”ريا نوفوستي” إلى الإفراج عن فيشينسكي مؤكدا على ضرورة الكف عن “ملاحقة” وسائل الإعلام الروسية في أوكرانيا.

ونقلت “ريا نوفنوستي” عن دميتري كيسليف قوله “هذه ليست المرة الأولى التي يدوس فيها نظام كييف على الحقوق الأساسية والحريات عبر ملاحقة الصحافيين”.

وربطت من جهتها رئيسة تحرير “روسيا اليوم” مارغريتا سيمونيان بين عمليات الدهم والتوقيف وافتتاح الجسر الجديد حيث كتبت عبر “تويتر” “قررت كييف الثأر منا بسبب جسر القرم”.

– توترات إعلامية –

وبحسب أجهزة الأمن الأوكرانية، تقع مكاتب “ريا نوفوستي” و”روسيا اليوم” في نفس المقر وسط كييف.

ويعمل في مكتب “ريا نوفوستي” بكييف ما يقارب من 15 صحافيا يتولى عدد منهم ارسال الاخبار الى موسكو والقسم الاخر برئاسة فيشينسكي يدير موقع “ريا.كوم.يو إيه” الموجه للجمهور الاوكراني.

وتتهم كييف على الدوام روسيا بتوظيف وسائل اعلامها العامة وخصوصا القنوات التي يتابعها جمهور واسع في المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا لتأجيج المشاعر الانفصالية وضرب الثقة بالحكومة الحالية المؤيدة لأوروبا.

وكانت كييف منعت بث القنوات الروسية الرئيسية على اراضيها وعطلت أبرز مواقع التواصل الاجتماعي الروسية وطردت العديد من الصحافيين الروس.

حلت اوكرانيا في 2018 في المرتبة 101 على لائحة الترتيب العالمي لحرية الصحافة التي تضم 180 دولة وتعدها منظمة مراسلون بلا حدود. يذكر أن روسيا تحتل المرتبة 148.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية